بات توفير عبوات ذات أشكال جمالية وجذابة، لتعبئة التمور المصنعة، يشغل المستثمرين في مصانع الصناعات التحويلية لتعبئة التمور في الأحساء، وأجمع على ذلك مستثمرون وتجار مشاركون في أركان مهرجان تسويق التمور المصنعة بالأحساء، تحت شعار: «ويا التمر أحلى 2018م» في نسخته الخامسة حالياً، بتنظيم من أمانة الأحساء في مركز المعارض الدولي التابع لغرفة الأحساء. وأكد المستثمرون والتجار، خلال أحاديثهم أمس إلى «الوطن»، أن هذه العبوات الجمالية، أضفت لباساً جديداً وجذابا على الصناعات التحويلية للتمور في واحة الأحساء، أهلتها إلى الدخول في المجمعات التجارية «المولات» الحديثة والأسواق العالمية، لتواكب الأشكال الجمالية للبضائع الأخرى المعروضة فيها. أشكال جمالية أشار شيخ التمور في الأحساء، عضو اللجنة الزراعية في غرفة الأحساء عبدالحميد الحليبي ل«الوطن» أمس، إلى أن التوسع الكبير في المولات الكبيرة، والمتاجر الراقية والحديثة، دفعت بالتجار والمستثمرين في الصناعات التحويلية للتمور ومصانع تعبئة التمور في الواحة، إلى إعطاء التعبئة والتغليف في عبوات ذات أشكال جمالية متنوعة، أهمية كبيرة، للوصول إلى التسويق العالمي من خلال الشكل الخارجي لعلب التعبئة، ليصاحب الجودة العالية للتمور «الفاخرة»، مضيفاً أن محصول التمور مادة غذائية خالية تماماً من الكيماويات، وتفضل تعبئتها بعلب طبيعية خالية من الكيماويات قدر الإمكان. وأكد الحليبي أن المصنعين في مصانع الأحساء، حرصوا في الآونة الأخيرة على تعبئة التمور في علب «كرتونية»، بشكل يفوق العبوات «البلاستيكية»، وجاء اختيار مادة «الكرتون» كونها مادة طبيعية من الأشجار، فهي مناسبة جداً لحفظ التمور، واستمرارية جودته لفترة طويلة، وبقاء لون التمرة زاهياً، ومحتفظاً بعناصره الكيميائية دون تغير، مقارنة بمواد البلاستيك والمشتقات البتروكيماوية الأخرى، التي قد تتسبب في تغيير مذاق التمرة بعد فترة زمنية من وقت التعبئة. سلال بلاستيكية ذكر الحليبي أن هناك توجهاً في مصانع الأحساء، إلى التعبئة بعبوات جمالية أخرى، مصنوعة من خامات النخلة، فهي الأفضل من العبوات الأخرى، وذلك بالاستفادة من الخوص والليف في النخلة، وكذلك صناعة علب من الفخاريات «نوع من الطين»، والجص، والمحاصن الخوصية، والملاييف، والجراب، وذلك بأحجام صغيرة سعة 1 كيلوجرام كحد أقصى، موضحاً أن التعبئة بعبوات طبيعية، هي الطريقة التقليدية التي كانت تستخدم قبل عدة أعوام، بيد أنها تستخدم بأحجام كبيرة تصل إلى 60 كيلوجراما. وانتقد تخزين تمور «نثر» في ثلاجات ومستودعات التبريد داخل سلال بلاستيكية، والأفضل تخزينها في كراتين داخل الثلاجات، إذ إن التمور في الكرتون لا تتأثر بعاملي الرطوبة والبرودة في الثلاجة، وبالتالي تحافظ على جودتها، على العكس من البلاستيك الذي تتأثر فيه التمور بالليونة. آلية التصنيع قال عبدالله السماعيل «تاجر تمور» في المهرجان: إن المهرجان، ارتقى بآلية التصنيع، وذوق المستهلك، وذوق المصنعين، وأجبر المزارعين على إنتاج ذي جودة عالية، حتى يكسب قيمة مناسبة، ويكون له قبول في السوق، ودخلت تمور الأحساء إلى الأسواق العالمية من بوابة المهرجان على مدى النسخ الخامس للمهرجان، لافتاً إلى أن التجار والمصنعين في المهرجان، باتوا يعملون بالمثل الشعبي: «نصف المال نظرة». وأبان تجار في المهرجان أن من بين سلبيات التعبئة الجمالية، ارتفاع التكاليف، وانخفاض تصريف كميات التمور بسبب التجزئة إلى أوزان صغيرة والبيع بكميات محدودة مقارنة بالبيع في التمور النثر بكميات كبيرة، لاسيما أن أمام التجار والمصنعين موسما زراعيا واحدا لتسويق كامل الطاقة الإنتاجية للتمور التي تصل في الأحساء إلى 120 ألف طن سنوياً، وفي المملكة 1.1 مليون طن على مستوى المملكة، لافتين إلى أن الصناعات التحويلية للتمور لا يعول عليها في تصريف كامل إنتاج التمور في المملكة، علاوة على مخاوف التجار من تكدس العلب الجمالية، وانتهاء موسهما «كموديل» جديد، وبالتالي تكبد التجار خسارة العلبة التي قد تصل إلى 25 ريالا.