أشار مزارعون وتجار في سوق التمور المركزية في الأحساء إلى أن ما نسبته 20% من إجمالي الطاقة الإنتاجية من تمور واحة الأحساء الزراعية تدخل في الصناعات التحويلية للتمور. وذلك من خلال الاستفادة من كافة أصناف التمور في صناعتها والحصول على منتجات أخرى كمعمول بسكويت التمر، والدبس "عسل التمر" والتمور المحشية باللوز والمكسرات، وماء اللقاح، وعجينة التمور. وأكد شيخ سوق التمور في الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي ل"الوطن" أن في الأحساء 7 مصانع رئيسية تقوم بصناعات تحويلية للتمور تتباين في الطاقة الإنتاجية لكل منها، مضيفا: أن أحد المصانع قام أخيرا بتشغيل نحو 25 فتاة للقيام بأعمال الصناعات التحويلية للتمور التي تلقى رواجا كبيرا في مختلف الأسواق العالمية. وذلك براتب يصل إلى 3 آلاف ريال في الشهر وبواقع 8 ساعات عمل يوميا داخل قاعة مغلقة في المصنع، وتم تعيين مسؤولة عليهن قريبة لأحد العاملين في القسم الرجالي للمصنع حتى تكون حلقة ربط بين القسمين الرجالي والنسائي. مقترحا تبني الجهات الحكومية التعليمية والتدريبية تنفيذ دورات تدريبية وبرامج تعليمية لتأهيل الفتيات لسوق العمل في الصناعات التحويلية والتعبئة للتمور في الأحساء، لا سيما أن التشغيل والإنتاج للصناعات التحويلية للتمور على مدار السنة حيث إن الطلب على تلك الصناعات لا يقتصر على موسم أو فترة محددة من العام. مبينا أن الفتيات التي تم البدء في تشغيلهن في المصنع حققن نجاحا في جودة أعمالهن والطاقة الإنتاجية اليومية. وأبان الحليبي أن تزايد أعداد المنتجين وارتفاع الكميات المنتجة من التمور في الأحساء أصبح وضعا ملحا للصناعات التحويلية في توفير مخارج تسويقية جيدة لأزمة تكدس التمور وانخفاض أسعارها الأمر الذي قد يكبد المزارعين خسارة كبيرة. مشيرا إلى أن هذه الصناعات التحويلية استطاعت الارتقاء بمستوى الإنتاج والمواصفات العالمية للتصنيع، وساهمت في استغلال جميع أصناف التمور في هذه الصناعات الأمر الذي ساهم في المحافظة على الإنتاج والاستهلاك بدلا من وجود فوائض في إنتاج أصناف من التمور ونقص في أصناف أخرى. وذكر المزارع عيسى المسلم أن معمول التمر والتمور المحشية والدبس هي أكثر الصناعات التقليدية رواجا من غيرها في الأسواق. مؤكدا أن هذه الأنواع من الصناعات أعطت مردودا اقتصاديا جيد جدا بالمقارنة مع القيمة الاقتصادية للتمور الخام أو التمور المعبأة. لافتا إلى أن سعر كيلو التمر المحشي بالمكسرات يصل إلى 60 ريالا في الوقت الذي يصل سعر كيلو التمر الخام أو المعبأ لا يتجاوز ال20 ريالا، وهكذا بالنسبة للصناعات الأخرى. موضحا أن الصناعات التحويلية فتحت جهات تسويقية داخلية كبيرة وجهات تصديرية ليست بالقليلة إلى خارج المملكة. وطالب المزارع علي العمر بضرورة إنشاء مشاريع ريادية متكاملة في خطوط تصنيع السكريات السائلة كما هو موجود في بعض دول العالم للاستفادة من التمور ذات الجودة الأقل كبديل للسكر الصلب. مضيفا: أن تلك الخطوط من شأنها سد حاجة السوق المحلية من السكر وتزويد الأسواق العالمية بسكر التمر ذي القيمة الغذائية الأعلى، لا سيما أن الدول المصنعة لمثل هذا النوع من السكر (التمر) تستخلصه بسهولة. إلى ذلك، أكد شيخ سوق التمور في الأحساء عبدالحميد الحليبي إلى أن أمانة الأحساء وافقت أخيرا على اعتماد عبوات خاصة "كراتين ورقية" محددة سعة 10 كيلوجرامات لعرض التمور الخام فيها داخل أسواق الأحساء، بدلا من السلال، وإلزام جميع الباعة بتعبئة التمور في هذه الكراتين دون غيرها.