شدد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب، على أن قضية فلسطين في قلب كل مسلم، وله بإسلامه عهد لفلسطين من يوم اختارها البارئ للعروج إلى السماء ذات البروج، موضحا أنه إذا كان حب الأوطان من أثر الهواء والتراب، والمآرب التي يقضيها الشباب، فإن هوى المسلم لك أن فيك أولى القبلتين، والمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله. بارك ما حولها قال آل طالب في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام، أمس، إن المسجد الأقصى والأرض المقدسة وفلسطين وبيت المقدس، أرض النبوات ومسرى الرسول الكريم، وإرث الأمة الخاتمة الذي يسكن قلب كل مسلم، وبقاع باركها الله وبارك ما حولها، أكثر أرض في هذه الدنيا خطى فيها الأنبياء، ما زجت نسماتها أنفاسهم، وأصاخت أفياؤها لتراتيلهم ومناجاتهم، وتبلل ثراها بدمعاتهم ودمائهم، في أوديتها وعلى وهادها درج أكثر الأنبياء، واستقبلت فجاجها وحي الله من السماء. تكريس للاحتلال أكد آل طالب أن الخطوة التي تم اتخاذها مؤخرا لتكريس احتلال القدس، خطوة لن تنتج إلا مزيدا من الكراهية والعنف، وستستنزف كثيرا من الجهود والأموال والأرواح بلا طائل، ومضادة للقرارات الدولية، وهو قرار يثير المسلمين في كل مكان ويسلب الآمال في التوصل إلى حلول عادلة، كما أنه انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، وسيزيد المسلمين والعرب إصرارا على التحرير، خصوصا أن المقدسيين ومن ورائهم من المسلمين مصدقون بوعود الله التي تحقق أكثرها، وما ملّوا ولن يملوا، والقدس مفتاح السلام، ومن الذي يكره السلام. وقال إن على المخلصين من أمة الإسلام وعلى العقلاء من قادة العالم أن يتداركوا ما يجري من مسلسل التجاوزات والاعتداءات على الأرض والإنسان، مضيفا أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين، وقد بذلوا منذ عقود وما زالوا يبذلون، سواء كان حربا أو سلما معونة أو مواقف سياسية، ولعدوكم مصلحة في فك ارتباطكم بعمقكم العربي والإسلامي، يباعد بين أجزاء الإسلام لئلا تلتئم، ويقطع أوصال العروبة كيلا تلتحم، والإشاعة سلاح للعدو مجرب، فاستعجال بعضكم باتهامات أو سوء ظن، يعود على قضيتكم وقضيتنا بالفشل والتأخر، وإن بعض الأصوات الشاذة غير المتعقلة لتفرح العدو وتوهن الصلة وتضعف التعاطف، ولستم في حاجة لمزيد من العداوات. وأشار إلى دعم المملكة المستمر لقضية القدس، ومواقفها الثابتة على مر العصور، وسعيها بكل جهد من أجل حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه التاريخية، وقال إن المملكة دعمت وما زالت تدعم القضية الفلسطينية وتقف إلى جانب الشعب الفلسطيني دائما، وتعمل لنصرة قضية القدس التي آمنت بها بصفتها قضية المسلمين الأولى في جميع المحافل الدولية، والواجب على الإعلام العربي أن يقوم بدوره في إبراز هذه القضية فهي قضية العرب الأولى. علاج ناجح في المدينةالمنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ، إن قضية المسجد الأقصى، وهي القضية الكبرى، تعيش في أعماق كل مسلم التي هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى سيد الثقلين، كما أنها القضية الأهم حاضرة لا تغيب عن كل فرد أو مجتمع مسلم مهما عظمت التحديات ومهما بلغ بالمسلمين من الأوضاع المزريات. وأكد أن العالم اليوم يعد أي خطوة من هذا النوع انتهاكا لقرارات الإجماع الدولي بأن القدس عاصمة إسلامية ومقدس من مقدسات المسلمين، وإن قرارات الأمة لا تنصر بالخطب المدبجة ولا الكلمات الرنانة ولا جدوى يا أهل الإسلام، من شجب وامتعاض، ولا برفع التنديدات وكثرة المظاهرات، وإنما تنصر الأمة بنصرة دين الله قلبا وقالبا، استجابة وواقعا، ويوم تكون الأمة متمسكة بدين الله معظمة لأمره وشرعه، مندفعة في تحركاتها من الدين الحقيقي الذي قامت عليه قضية الأقصى حينئذ يتحقق العلاج الناجح والمخرج الناجح. وأضاف أن بلاد الحرمين، حكاما ومحكومين، لهم في كل وقت وحين الوقفات المشرفة والجهود النيرة مع كل قضية إسلامية وعربية، لا سيما قضية فلسطين، فمواقف هذه البلاد وحكامها مع قضية فلسطين ثابتة لا تتزعزع، وهي موضوعة في أسس وأولويات جهودها بشتى الوقفات المرتقبة، لا سيما الاقتصادية والسياسية.