رغم تصاعد الانتقادات لاستخدام الأطفال الأجهزة الذكية، وظهور حملات تطالب بعدم منح الصغار هذه الأجهزة إلا في المرحلة الثانوية، كشف تقرير عدم وجود عمر مثالي لاستخدام الطفل هذه الأجهزة، إذ إن هذه الأجهزة يمكن أن تُعلّم الأطفال حس المسؤولية، وتضع التطبيقات التعليمية رهن أصابعهم الصغيرة، مفضلين التركيز على النضج، ووضع قوانين لاستخدام هذه الأجهزة. عامل الأمان ذكر تقرير نشره موقع الراديو الأميركي، أن «في هذا الوقت من السنة يبدأ الأطفال في التفكير بقائمة أمنياتهم، فماذا على الأب أو الأم القيام به إذا طلب طفل صغير جدا هاتفًا ذكيًا؟، بالنظر إلى ما نسمعه دائمًا بأن الهواتف الذكية تسبب الإدمان، وأن قضاء الوقت على الأجهزة يؤثر على عملية التعلم». وأضاف «كي نعرف أكثر، فلُنلقِ نظرة على أسرتين: أسرة نجد فيها الهواتف الذكية مسموحة للأطفال في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، والأسرة الأخرى تمنعها، الأولى تمثلها سيدني كرو وهي طالبة في الصف السادس وتمتلك هاتفًا ذكيا، رغم أنها تعترف بأنها تستخدمه فقط ل»لعب الألعاب ومشاهدة التلفاز»، إلا أن أمها باتي تقول إن هذا ليس سبب تملكها الجهاز، وكان الأمر الرئيسي المثير لقلق باتي هو الأمان، فعندما كانت سيدني في الصف الرابع، ونسيت حافلة المدرسة محطة وقوفها عدة مرات دفع ذلك الأب والأم إلى الشعور بالقلق، لعدم وجود وسيلة مع ابنتهما للتواصل مع أي شخص بالغ، في مثل هذه المواقف، ومن ثم أعطيا باتي هاتفا» هواتف في الثانوية أوضح التقرير أن «على الجانب الآخر، الفتاة ميرسي شانون، وهي في سن التاسعة، ولا تمتلك هاتفا خليويا، وهي تحب اللعب داخل المنزل، وخارجه، والغناء على آلة الكاراوكي، وأم ميرسي، بروك شانون، ككثير من أمهات الطلاب في المرحلة الابتدائية واجهت قرار إعطاء الهواتف الذكية لأطفالها في مرحلة مبكرة، بعد أن بدأ أطفالها يطلبون الهواتف الذكية في الصف الأول». وأبان أن «بروك شعرت بضغط أطفالها، وكذلك من الآباء و الأمهات، ولكنها أصرت على عدم منح أطفالها هواتف ذكية إلا في الصف الثامن، وأنشأت صفحة على مواقع التواصل بعنوان «ننتظر حتى الصف الثامن» كي تنشأ مجتمعا من الآباء و الأمهات داخل المدرسة الذين ينتظرون حتى الصف الثامن، كي يعطوا أبناءهم الهواتف الذكية». ولفت إلى أن «بروك دعت إلى عدم منح الأبناء هواتف ذكية إلا عندما يتخرجون من المرحلة الابتدائية، ويدخلون المرحلة الثانوية، وعللت ذلك برغبتها في أن يرتاح أطفالها من الأجهزة، ويعيشوا طفولتهم، أيضا لتجنيبهم الآثار الناجمة عن وسائل التواصل الاجتماعي»، مشيرا إلى أن هذه الحملة سجل فيها أكثر من 4000 أسرة من جميع أرجاء الدولة. النضج قبل العمر كشف التقرير، أن ريتشارد فريد وهو أخصائي نفسي للأطفال في كاليفورنيا ومؤلف كتاب يختص بهذا الموضوع، أراد أن يبحث أكثر في هذا المجال، بعد أن لاحظ زيادة أعداد الأطفال القادمين إليه، والذين يعانون من التوتر والاكتئاب. قال فريد، إن «من المهم وضع بعض القوانين الحاكمة لاستخدام الأطفال للأجهزة الذكية، مع عدم إغفال الآباء و الأمهات مدى قوة وجاذبية هذه التكنولوجيات»، مشيرا إلى أن كثيرين يتفقون على أنه لا يوجد عمر مثالي سحري لإعطاء الطفل جهازا ذكيا. وذكرت Common Sense Media وهي شركة غير ربحية تركز على الأطفال والتكنولوجيا، أنه «بدلا من التركيز على عمر الطفل، علينا أن نركز على النضح». أسئلة يجب أخذها في الحسبان قبل تسليم الأطفال أجهزة ذكية - هل لديهم حس المسؤولية الكافي مع ممتلكاتهم؟ - هل سيلتزمون بقوانين استخدام الهاتف؟ - هل امتلاك وسيلة تواصل مع الأصدقاء سيكون ذا فائدة لهم من النواحي الاجتماعية؟ - هل يحتاج الأطفال أن يكونوا على تواصل لأسباب أمنية؟ - إذا كانت الإجابة نعم، فهل سيفي هاتف عادي غير ذكي بالغرض؟