أوضح معهد «brookings» في تقرير له أن التوترات الطائفية التي صاحبت استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الأسبوع الماضي، تهدد بنشوب حرب في لبنان، لا سيما بعد اتهام الحريري إيران بالتدخل في شؤون بلاده عبر حزب الله، مبينا أن هذه التوترات الجديدة تتشابه مع أسباب اندلاع الحرب الأهلية قبل 40 عاما. قال معهد «brookings» في تقرير له، إن سلسلة من الأحداث الدرامية في الأيام القليلة الماضية أعادت الشرق الأوسط إلى حافة التوتر، مشيرا إلى أنه في السبت الماضي استقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري فجأة من منصبه، متهما إيران بالتدخل في شؤون بلاده، كما قام الحوثيون المدعومين من إيران في نفس الليلة، بإطلاق صاروخ باليستي على مطار الرياض بينما تم اعتراضه دون وقوع خسائر. وأضاف التقرير أنه في اليوم التالي «الأحد» دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى مناقشة عدة أمور منها «التهديد المستمر لميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن»، وفي الإثنين أعلنت المملكة أنها سنتعامل مع حكومة لبنان على أنها حكومة تعلن الحرب على السعودية بسبب حزب الله. وفيما تساءل التقرير عن ارتباط هذه التطورات ببعضها البعض؟ قال إنه أيا ما كان الأمر فإن منطقة الشرق الأوسط تدخل مرحلة جديدة من التوترات الطائفية المتزايدة التي يجب التصدي لها خشية أن يقع بلد آخر في حالة من الفوضى، داعيا الولاياتالمتحدة إلى التخفيف من حدة الصراع في الشرق الأوسط بين الأطراف المعنية في المنطقة. لغز الحوثي وحسب التقرير فإن ما ساعد على رفع حدة التوتر بعد استقالة الحريري، هو قيام الحوثيين المدعومين من قبل إيران بزيادة صراعهم مع السعودية من خلال إطلاق صاروخ باليستي على مطار الرياض، مشيرا إلى أنه بعد ساعات أصبح الرئيس دونالد ترمب مشاركا في الأمر، حيث أعلن البيت الأبيض أنه أجرى اتصالا بالملك سلمان بن عبدالعزيز، وتحدث خلاله عن «التهديد المستمر لميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن والصواريخ التي اعترضتها الرياض». وتساءل التقرير إذا ما كان هناك ارتباط بين استقالة رئيس الوزراء اللبناني وإطلاق الصواريخ على الرياض، وهل كان هذا ردا إيرانيا عبر الحوثيين، على استقالة الحريري؟ وهل يؤدي ذلك إلى اشتعال حرب في لبنان؟ منع حرب جديدة أشار التقرير إلى أن ما يحدث في لبنان حاليا يعيد شبح الصراع الطائفي عندما اندلعت الحرب الأهلية قبل 40 عاما، مبينا أن استقالة الحريري أثبتت ضعف لبنان على الصمود أمام الضغوط الحالية بما يسمح بتجديد الصراع الطائفي العسكري على الأراضي اللبنانية، لافتا إلى أن التوترات المتصاعدة بسرعة يمكن أن تؤثر على هذا البلد وغيره بالمنطقة، كما ستكون هنالك آثار اقتصادية كبيرة لهذا النزاع. ودعا التقرير واشنطن إلى وقف شن حرب أخرى بالمنطقة لأنها ستؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح، مبينا أن تنازلات الولاياتالمتحدة عن دورها التقليدي المتمثل في تهدئة الأوضاع قد يؤدي إلى تصاعد في الصراع الطائفي في منطقة الشرق الأوسط..