في تحد للمجتمع الدولي وفي مقدمتهم الدول الست العظمى الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، أعلنت طهران امس السبت، انها اختبرت بنجاح صاروخ «خرمشهر» الباليستي الجديد الذي يبلغ مداه ألفي كلم؛ ويمكن تزويده برؤوس متعددة، في وقت نددت فيه الولاياتالمتحدة بالاتفاق الموقع في 2015 مهددة بالانسحاب منه. ووفقا ل«فرانس برس» أظهرت صور عرضها التليفزيون الإيراني اطلاق الصاروخ وتسجيلا مصورا التقط من الصاروخ نفسه. ولم تحدد سلطات طهران تاريخ التجربة، لكن مسؤولا إيرانيا قال خلال استعراض الصاروخ ضمن عرض عسكري في ذكرى اندلاع الحرب الإيرانيةالعراقية الجمعة «انه سيصبح داخل الخدمة في فترة قريبة». يأتي الاعلان الإيراني على خلفية توتر شديد بين طهرانوواشنطن اذ يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب بلاده من الاتفاق النووي. ومن المقرر ان يبلغ الرئيس الأمريكي الكونجرس في 15 اكتوبر المقبل اذا كان يعتبر ان طهران تفي بالتزاماتها في إطار الاتفاق النووي. وفي حال وجد أنها لا تلتزم، فسيفتح ذلك المجال أمام عقوبات أمريكية جديدة بحق إيران ولربما ينتهي الأمر إلى انهيار الاتفاق، وقال ترامب الأربعاء «إنه اتخذ قراره ولكنه ليس جاهزا للكشف عنه». ويثير برنامج الصواريخ الباليستية، الذي طورته إيران في السنوات الاخيرة قلق الولاياتالمتحدة وحلفائها في المنطقة وكذلك الاتحاد الاوروبي واسرائيل. ويزعم المسؤولون الإيرانيون ان صواريخهم غير مصممة لحمل رؤوس نووية وان طهران ليس لديها برنامج لتطوير أسلحة نووية. وتركزت انتقادات إدارة الرئيس ترامب للاتفاق النووي، الذي أبرم عام 2015 بين ايران والقوى الكبرى، بما فيها الولاياتالمتحدة، على برنامج ايران الباليستي المستمر. وانتقدت واشنطن كذلك ما اعتبرت أنه فشل طهران في تلبية التوقعات بأن تلعب دورا يحقق الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل أكبر. وقال وزير الخارجية ريكس تيلرسون لصحافيين في الأممالمتحدة «للأسف، منذ إقرار الاتفاق، رأينا كل شيء عدا منطقة أكثر سلاما واستقرارا، وهذه قضية أساسية». وأثار تدخل ايران بشكل كثيف في العراق وسوريا لصالح الأسد ودعمها الحوثيين في اليمن، مخاوف الولاياتالمتحدة. ولكن روحاني استبعد أي تغيير في تدخل بلاده في شؤون دول المنطقة قائلا «شئتم أم أبيتم، سندافع عن الشعوب المستضعفة في اليمن وفلسطين وسوريا». حد زعمه. وفيما يكثر الحديث عن التغلغل الإيراني وسط المشهد الحالي العراقي والسوري، تأتي الوقائع على الأرض، لتقدم أدلة جديدة على تلك السياسة؛ ولعل الحديث عن بعض الميليشيات المدعومة من إيران، يعطي فكرة أوضح عن الدعم الذي تقدمه إيران لتلك الميليشيات خدمة لأهدافها التي تقوض أمن المنطقة، ويأتي ضمن نهج واحد هو تقوية الميليشيات على حساب الدولة المركزية والقوى الأمنية الرسمية. وفي السياق ذاته، أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أن السلام المستدام في بلاده لن يتحقق ما لم تتوقف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية لليمن والمنطقة وخلق بؤر التوتر وافتعال الصراعات وتغذية النزاعات الطائفية وتأجيج مشاعر الكراهية وانتهاج أساليب الفوضى والعنف. وطالب هادي خلال كلمته في أعمال الدورة ال 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس الأول، بكبح جماح تلك الأطماع التوسعية غير المشروعة لإيران في المنطقة، مضيفاً إن إيران الدولة دأبت على زعزعة استقرار المنطقة عبر دعم مجموعات منفلتة وإرهابية.