افتتحت القمة الخليجية أمس، في أبو ظبي، بالإشادة بجهود السعودية في سعيها لمحاربة الإرهاب والتي أسفرت مؤخرا عن ضبط عدد من الخلايا الإرهابية كانت تخطط لقتل الأبرياء وإحداث الدمار وتعطيل التنمية في البلاد، وكذلك بالدعوة إلى حل سلمي للملف النووي الإيراني وبمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان للسماح بقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. وافتتح رئيس دولة الإمارات العربية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان القمة ال 31 التي رأس وفد المملكة فيها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بالترحيب بقادة الدول المشاركة، متمنيا للمجتمعين التوفيق والنجاح، شاكرا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على ما بذله من جهد وما أبداه من حكمة في رئاسته للدورة السابقة. كما شكر الشيخ خليفة الأمين العام للمجلس عبدالرحمن العطية على ما قام به من جهد مخلص أثناء توليه منصبه، مرحبا بالدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أمينا عاما جديدا للمجلس متمنيا له التوفيق في عمله. وألقى صباح الأحمد، كلمة هنأ فيها المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا بنجاح العملية الجراحية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأضاف" نتابع باهتمام وتقدير الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية الشقيقة في سعيها لمحاربة الإرهاب والتي أسفرت مؤخرا عن ضبط عدد من الخلايا الإرهابية كانت تخطط لقتل الأبرياء وإحداث الدمار وتعطيل التنمية في البلد الشقيق، معربين عن استنكارنا الشديد لمثل هذه الأعمال الدنيئة ومؤكدين استمرار وقوفنا إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة وإلى جانب المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره". وحول العراق أشاد الصباح بالتطورات الإيجابية التي شهدها، وجدد التهنئة للرئيس جلال طالباني بمناسبة إعادة انتخابه لفترة ولاية رئاسية جديدة ولنوري المالكي بتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، متمنيا أن يصار إلى تشكيل الحكومة العراقية التي تحقق آمال وتطلعات الشعب العراقي وتسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق. وتناول في كلمته الوضع في الشرق الأوسط. وقال"إن مما يؤسف له تعثر مسيرة السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب التعنت والصلف الإسرائيلي والإصرار على الاستمرار في بناء المستوطنات، داعيا الأطراف الدولية وبصفة خاصة الولاياتالمتحدة الأميركية بوصفها راعية للسلام والرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي "للضغط على إسرائيل لحملها على وقف عمليات الاستيطان وقبولها بقرارات الشرعية الدولية تحقيقا للسلام العادل والشامل الذي ننشده جميعا والذي لن يتحقق إلا من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة. وأكد أن ما يمر به لبنان من ظروف غاية في الدقة يتطلب من الجميع تضافر الجهود للتهدئة والسعي لما يحفظ له أمنه واستقراره. كما ناشد باللجوء إلى الحوار والخطوات الجادة لإنهاء قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة أو إحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية. ودعا إلى حل أزمة الملف النووي الإيراني بالحوار والطرق السلمية وإلى الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وبما يحقق التوصل إلى تسوية سلمية لهذا الملف ويوفر الاطمئنان ويسهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. وهنأ الصباح في كلمته كلا من السلطان قابوس بن سعيد بمناسبة العيد الوطني الأربعين لسلطنة عمان، كما هنأ الشيخ خليفة بن زايد بمناسبة العيد الوطني التاسع والثلاثين لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمناسبة العيد الوطني التاسع والثلاثين لمملكة البحرين.كما وجه التهنئة للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وللشعب القطري الكريم بفوز دولة قطر بتنظيم مونديال 2022 مشيدا بهذا الإنجاز الرياضي والتاريخي الذي حققته دولة قطر والذي يمثل إنجازا رياضيا ليس لدولة قطر وحدها وإنما لكافة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وللدول العربية والإسلامية الشقيقة والصديقة. ثم ألقى الأمين العام للمجلس عبدالرحمن العطية كلمة أبرز خلالها جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبالعزيز المتواصلة مثمنا دعمه لمسيرة المجلس ومبادراته المعهودة لإزالة أية معوقات أمامها داعيا الله أن يمتعه بموفور الصحة والعافية وأن يعود سالما إلى أرض الوطن. وتناول العطية في كلمته إنجازات المجلس طيلة السنوات التسع التي قضاها أميناً عاماً مثمنا الدور الفاعل والمكانة التي بلغها مجلس التعاون بفضل تمسك قادته بقيم العمل الجماعي لما فيه خير دولهم الست مؤكدا حرص القادة على أن تبلغ مسيرة التعاون أرفع درجات الإنجاز.