كشفت تقارير تركية مطلعة أن التداعيات المحتملة للوضع الراهن على الحدود التركية السورية يصعب التكهن بها، خاصة مع عدم وجود رؤية واضحة حول أجندة التدخل التركي في محافظة إدلب شمالي سورية. وأوضحت التقارير أن الأمر الأبرز الذي يمكن معرفة مآلاته بشكل واضح هو أن هذه العملية التركية من شأنها أن تغير الكثير من المعادلات، وأن تقلب مجريات الأمور الإقليمية سواء بشكل سلبي أو إيجابي، في وقت ترى موسكو أن الأزمة السورية في طريقها نحو النهاية مع حلول نهاية العام الجاري. أهداف ميدانية يأتي ذلك في وقت صرح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بأن بلاده استردت كلا من مدينتي الباب وجرابلس، وقامت بتسليمهما إلى أصحابهما المدنيين، مؤكدا أن الخطوة المقبلة تستهدف تطهير إدلب من المتشددين، ودعم وقف إطلاق النار، وضمان عودة النازحين إلى مناطقهم. وكانت صحيفة «يني شفق» التركية، قد أشارت في وقت سابق إلى أنّ القوات التركية تهدف في إطار عملية إدلب إلى إنشاء قيادة وحدة دعم متقدمة في جبل الشيخ بركات الواقع في الريف الغربي لمحافظة حلب، لافتة إلى أن هذا الموقع يعد ذا أهمية استراتيجية في المنطقة. وشددت الصحيفة على أنّ القوات المسلحة التركية ستتمكن من خلال القيادة التي ستنشئها، من مشاهدة نقاط المراقبة البالغ عددها 14 نقطة بسهولة أكبر، لافتة إلى أنّه من المتوقّع الانتهاء من عملية الإنشاء في غضون 10 أيام، وأنّ القوات المسلحة ستتمكن من إحكام السيطرة أكثر عبر هذا الموقع على خط «إدلب-عفرين-حلب»، بهدف مراقبة وملاحقة الميليشيات الكردية.
تعقيدات المشهد بحسب محللين، فإن المعطيات الراهنة، تؤكد أن أنقرة ستعلن خلال الأيام المقبلة، استئناف عملية «درع الفرات» المتعلقة بتصفية منطقة الحكم الذاتي الكردية في الشمال السوري، إلا أن هذا التحرك قد يواجه صعوبات بسبب تمركز وحدات الشرطة العسكرية الروسية في عفرين الواقعة شمالي محافظة حلب، وذلك باتفاق مع نظام الأسد جرى سريانه في سبتمبر الماضي، علاوة على نشر نقاط مراقبة في هذه المنطقة لضمان وقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد التي جرى الاتفاق عليها خلال مباحثات أستانة. وكانت أنقرة قد وضعت خططا للتوسع في المناطق الشمالية من سورية، وذلك وفقا لتأكيدات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال تصريحات له، حيث أشار إلى أن قوات بلاده نفذت مهامها في محافظة إدلب، وهي على استعداد في أي لحظة لمهاجمة الجيوب الكردية في منطقة عفرين.
صعوبات تواجه أنقرة تحركات الميليشيات الكردية في سورية غموض العملية العسكرية في إدلب غياب أي دعم جوي لتحركاتها العسكرية إمكانية التصادم مع العناصر الروسية