بالتزامن مع انطلاق الجولة الخامسة للمفاوضات السورية في العاصمة الكازاخية «أستانا»، جددت أنقرة، أول من أمس، تلويحها بشن عملية عسكرية برية ضد ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي. وكان وزير الدفاع التركي، فكري إيشيق، أكد في مقابلة صحفية، أن بلاده تمتلك الحق والقوة لتدمير التهديدات الموجهة إليها من الميليشيات الكردية، في وقت ترى سلطات أنقرة أن وحدات الشعب الكردية امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور. يأتي ذلك، في وقت كشفت تقارير تركية أن الجيش التركي وجّه ضربات إلى مواقع الميليشيات الكردية المتمركزة في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي مؤخرا. تشدد تركي بحسب مراقبين، أبدت أنقرة تشددها إزاء التحركات الكردية في الشمال السوري، وذلك بالتزامن مع وجود تأكيدات حول استعداد تركيا لشن حملة عسكرية ممتدة لعمليات درع الفرات التي انطلقت العام الماضي، لملاحقة فلول التنظيمات المتشددة والفصائل الكردية، مقدرة بأن قوام هذه الحملة ربما يناهز ال20 ألف مقاتل. وتعتمد أنقرة في تحركاتها العسكرية على القوة البشرية لفصائل المعارضة السورية المسلحة، إذ دأبت على تجهيزها وتسليحها خلال الأشهر الماضية في معسكرات تابعة للجيش التركي، باعتبار معرفتهم للمواقع الميدانية. وتخطط تركيا للوصول إلى مدينة تل رفعت، وقاعدة منيج الجوية التي تسيطر عليها الوحدات الكردية في الوقت الراهن، في وقت بدأت روسيا سحب قواتها من منطقة عفرين، الأمر الذي رآه مراقبون أن ذلك نتاج المفاوضات التي توافق عليها الجانبان. مفاوضات السلام في غضون ذلك، أعلن المبعوث الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، أول من أمس، توافق الدول الضامنة في مؤتمر «أستانا5» على رسم حدود منطقتي خفض توتر، في ريف حمص والغوطة الشرقية بريف دمشق. وأوضح المبعوث الروسي أن المشاورات ما تزال جارية من أجل توقيع توافق لتحديد حالة القوات التي ستنتشر في مناطق خفض التوتر، وتوقيع إنشاء مراكز تنسيق بين الدول الضامنة، وهي: تركياوروسيا وإيران، مبينا وجود صعوبات تتعلق بالقوات التي ستتمركز هناك، ومدى الصلاحيات التي ستعطاها. وانطلقت في العاصمة الكازاخية أستانا، أول من أمس، جولة جديدة من محادثات السلام السورية التي ستستمر يومين، فيما يفترض أن تتطرق إلى موضوع تطبيق وقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد الأربع، إلى جانب ملفات مكافحة الإرهاب والمصالحة وإعادة الإعمار.