قالت مصادر في إقليم كردستان أمس، إن المناطق المتنازع عليها الخاضعة لسيطرة الحشد الشعبي، شهدت عمليات عنف وتهجير قسري استهدفت أبناء القومية الكردية، وسط مخاوف من أن الحشد الشعبي ينفذ أجندة طهران وشروطها في الإقليم، فيما كشف قيادي بارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني في تصريحات إلى «الوطن»، أن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وفرنسا لا يريدون لإيران التفرد في صياغة الحل السياسي للأزمة بين بغداد وأربيل، عاصمة الإقليم الكردي. وكانت العاصمة العراقيةبغداد، قد شهدت خلال الأيام الماضية جدلا حول مسارات سياسية لاحتواء الأزمة القائمة بين حكومة بغداد برئاسة حيدر العبادي وحكومة إقليم كردستان شمال العراق، وتصدر هذا التحرك السعودية وأميركا وفرنسا، حيث اتصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بالعبادي، لتحقيق هدفين: المحافظة على التنسيق بين القوات العراقية والقوات الكردية في مناطق شمال العراق، وتجنب وقوع صدام بينهما. والهدف الثاني، التفاهم على بدء مفاوضات سياسية بين بغداد وأربيل. انتشار الحشد الشعبي وأضاف المصدر أنه «توجد قناعة لدى الأطراف الثلاثة بأن المسؤول الإيراني قاسم سليماني الذي ما زال موجودا في العراق ويتحرك بين جنوبكركوك وغرب مدينة الموصل، شمال العراق، يريد استثمار ما حصل من تطورات ميدانية لإعادة انتشار قوات الحشد الشعبي العراقية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، وتمكينها من التواجد في مواقع مهمة في الموصل وكركوك وغيرها وفق الحسابات والمصالح الإيرانية». قلق تركي في هذا السياق، أشار مصدر في الاتحاد الوطني الكردستاني في بغداد إلى مخاوف أنقرة من انتشار الحشد الشعبي الحليف للنظام الإيراني في كركوك ومناطق شرق الموصل، وبالتحديد في بلدة بعشيقة. ونقلت صحيفة حرييت التركية، أمس، عن الرئيس رجب طيب إردوغان قوله، إن بلاده قد تغلق الحدود مع شمال العراق «في أي لحظة»، وذلك بعد أن أغلقت مجالها الجوي مع المنطقة، مكررا التهديد الذي وجهه للمرة الأولى بعد أن صوت الأكراد في استفتاء على استقلال منطقتهم. يأتي ذلك في وقت أعلنت وزير الهجرة والمهجرين في الحكومة الاتحادية جاسم محمد الجاف، أن «اليومين الماضيين شهدا نزوح عشرات الآلاف من السكان الكرد من مناطق طوزخورماتو وكركوك والمناطق المتنازع عليها، بسبب الأحداث الأخيرة التي مرت بها هذه المناطق وأدت إلى نزوح قسري للعائلات خوفا على حياتهم».