تشهد العاصمة المصرية القاهرة، اليوم، انطلاق جولة تاريخية من الحوار المشترك بين حركتي فتح وحماس، للتوافق على مختلف ملفات المصالحة الفلسطينية التي تمت برعاية مصرية، بعدما شهدت الساحة الفلسطينية الأسبوع الماضي، تشكيل حكومة الوفاق برئاسة رامي الحمد الله، وعودة السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة لأول مرة منذ عام 2007. وكشف مصدر سياسي مطلع ل«الوطن»، أن حوارات القاهرة التي ستجري بين الأطراف الفلسطينية، تمت بدعوة من المخابرات العامة المصرية، وسوف تبحث عددا من القضايا، منها آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011، وما تبعه من اتفاقات بين الحركتين، بالإضافة إلى تسليم الحكومة الوزارات والهيئات الحكومية وإدارة المعابر والأجهزة الأمنية وما يتعلق بها من ترتيبات، فضلا عن تشكيل حكومة وفاق وطني، وإجراء انتخابات عامة، وانضمام حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وقضيتي دمج موظفي غزة، مشيرا إلى أنه سوف يتم تشكيل لجان متخصصة لتولي هذه الملفات، تحت رعاية القاهرة التي تعد ضامنا لنجاح هذا الاتفاق. اجتماع حاسم أكد المصدر أن اجتماع القاهرة سيكون حاسما للعديد من الملفات المكملة لإجراءات المصالحة الوطنية، في وقت سيترأس وفد حركة حماس نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، فيما سيضم وفد حركة فتح كلا من عضو مجلس ثوري الحركة عزام الأحمد، وعدد من أعضاء اللجنة المركزية. انفتاح حماس كان عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، قد أشاد بالجهود التي تبذلها مصر واستلامها ملف المصالحة الفلسطينية من جديد، موضحا أن حركته متجهة للمصالحة الفلسطينية بعقل مفتوح ومرونة عالية، وأنه لا يوجد سبب يمكن أن يبعدها عن إنجاح جولة القاهرة المقبلة، مشيرا إلى أنهم يشاركون في الحوار من خلال قاعدة الشراكة السياسية، لافتا إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية لابد أن تضم جميع الفصائل. ولفت الحية إلى أن وثيقة الاتفاق الوطني التي وضعها الأسرى عام 2006، ووقعت عليها جميع الفصائل الفلسطينية، قادرة على أن تكون برنامجا سياسيا مشتركا وموحدا. حصر السلاح أوضحت مصادر منتمية إلى حركة فتح، أن هنالك حاجة للاتفاق على مصير السلاح والتشكيلات المسلحة في كامل أرجاء البلاد، محذرة من تكرار الوضع اللبناني وتداعياته. يأتي ذلك، في وقت أشار محللون إلى أن الرئيس محمود عباس يريد عقد اتفاقية المصالحة بشكل تدريجي، فيما ترغب حماس أن تكون صفقة شاملة، وهو ما عبر عنه مستشار الرئيس نبيل شعث، وأكد على أن المصالحة تعني مشاركة سياسية كاملة لا تستبعد أحدا. فرصة تاريخية أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس جمال سلامة، أن المصالحة الفلسطينية فرصة جيدة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية، وتراجع اهتمام العالم بالقضية الفلسطينية. من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية جمال زهران «إن المصالحة تثبت قوة الدور المصري في القضية الفلسطينية، وحق إقامة دولة موحدة عاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين وإزالة المستوطنات. كما أكد عضو مجلس النواب مصطفى بكري، أن حوار القاهرة سوف يخرج منه الفلسطينيون بموقف موحد أمام العالم، وسيكون بداية لحل القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الفلسطينيين رفضوا تدخلات قطر حفاظا على الثوابت الوطنية.