وسط الأزمة المتقدة بين إقليم كردستان وحكومة بغداد، بدأت القوات العراقية أمس هجوما واسعا لخرق خطوط دفاع تنظيم داعش المتطرف في قضاء الحويجة، الذي يعد آخر معاقل التنظيم في شمال العراق، وذلك بعد أن حققت الأجهزة الحكومية تقدما في اتجاهه. وأعلن القائد العام للقوات المشتركة العراقية الفريق أمير يارالله في بيان أن القوات العسكرية المشتركة شرعت بعملية واسعة لتحرير مناطق مركز قضاء الحويجة وناحية الرشاد والرياض والعباسي، لافتا إلى أن القوات بدأت العمليات بعبور النهر الواقع شمال الحويجة، ثم إقامة جسور لتأمين الوحدات المتوجهة إلى العباسي على بعد نحو 10 كيلومترات غربي المدينة. وبحسب مراقبين، يسعى مقاتلو التنظيم المتشدد إلى إطالة أمد الصراع مع القوات الحكومية ما أمكن، عبر إضرام النيران في آبار النفط، واستخدام المدنيين الذين يقدر عددهم بنحو 70 ألف مدني كدروع بشرية، فضلا عن التحصن داخل الأبنية وقنص القوات العسكرية، في وقت سيطر التنظيم على منطقة الحويجة بالتزامن مع مدينة الموصل عام 2014. أهمية استراتيجية تشير تقارير إلى أن منطقة الحويجة تعد ذات أهمية استراتيجية واقتصادية قصوى، خاصة في ضوء الأزمة التي اشتعلت بين حكومة بغداد وإقليم كردستان، على ضوء الاستفتاء الذي جرى يوم الإثنين الماضي حول انفصال الإقليم عن الدولة، مشيرة إلى أن المنطقة التي يسيطر عليها داعش تمتلئ بمخزونات النفط وقد تساعد هذه التوترات في تنامي نفوذ التنظيم وعودة تحركاته في المنطقة. وكان زعيم التنظيم المتشدد أبو بكر البغدادي قد أصدر تسجيلا صوتيا أول من أمس، يدعو فيه أنصاره إلى مواصلة القتال في العراق وسورية، فيما شكك مراقبون في توقيت ومكان هذا التسجيل. موافقة ونفي من جانب آخر، تضاربت المعلومات الواردة من إقليم كردستان حول موافقة إدارة الإقليم على تسليم منافذه الحدودية الثلاثة لحكومة بغداد، حيث نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصادرها في البرلمان الكردي، موافقة الإقليم المبدئية على تسليم المنافذ مع تركيا وسورية وإيران، إلا أن وسائل إعلام كردية نفت وجود هذه الموافقة وأكدت أن إدارة الإقليم ترفض تسليم المعابر الحدودية. يأتي ذلك في وقت تواصلت فيه مناورات الجيش التركي لليوم الثاني عشر على التوالي، في قضاء «سيلوبي» بولاية شرناق المحاذية للحدود العراقيةجنوب شرقي البلاد. وأوضحت تقارير أن الجنود الأتراك تلقوا تدريبات عسكرية مختلفة، في غياب للجنود العراقيين عن هذه المناورات، في وقت تشترك كل من طهران وأنقرة وبغداد في رفض خطوة الانفصال الكردستاني، وتعتبرها مهددة للأمن الإقليمي وخطوة تشجيعية لتجر بقية القوميات والعرقيات إلى نفس الخطوة. التطورات الميدانية - انطلاق تحرير الحويجة - تعنت كردي بتسليم المعابر الحدودية - مخاوف من تفجر الأزمة - تحذيرات من استغلال المتشددين للأحداث