يشهد معرض «الفيصل: شاهد وشهيد» حالياً في المتحف الوطني بمدينة أستانة عاصمة كازاخستان، إقبالاً كبيراً من الجمهور، حيث يتيح المعرض العودة إلى تاريخ المملكة في فترة حكم الملك فيصل (1964-1975)، والتي كانت بداية التنمية الحديثة في المجتمع السعودي، ما دفع المسؤولين في كازاخستان إلى المطالبة بتمديد فترة المعرض الذي افتتح في 18 مايو الجاري. ويعد المعرض الذي ينظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وهو أحد المراكز العلمية الثقافية والتعليمية الرائدة في المملكة، وتأسس عام 1983 بهدف دراسة دور الإسلام في التاريخ العالمي، وتحقيق القيم والثقافة والفنون الإسلامية، أول معرض عربي يقام في كازاخستان، وأيضاً في بلدان رابطة الدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي سابقاً، وأول محطة خارجية لمعرض «الفيصل: شاهد وشهيد». علاقات دبلوماسية أخوية افتتحت سكرتيرة كازاخستان غولشارا أبديكاليكوفا المعرض بحضور رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل، تحت رعاية وحضور وزير الثقافة والرياضة في كازاخستان أريستانبيك محمدي أولي، ووزع خلال مراسم الافتتاح كتاب «الفيصل... شاهد وشهيد» الذي ترجم إلى اللغة الكازاخية والروسية. وقدم الأمير تركي الفيصل، الشكر لدولة وحكومة كازاخستان على استضافة المعرض، مثمناً العلاقة الأخوية التي تجمع الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف وقادة المملكة، وقال «إن بداية انطلاق معرض الفيصل.. شاهد وشهيد خارج المملكة من أستانة، بمثابة تقدير لما يجمع الشعبيت الكازاخستاني والسعودي، فمنذ أن انبثق نور الإسلام اجتمع الدم العربي بالدم الكازاخي في وحدة ليست فقط دينية وإنما وحدة إنسانية، ولدينا الكثير من أواصر الصداقة والمحبة تفوق الأزمان. كما أننا لا ننسى أن الرئيس نور سلطان نزارباييف زار المملكة ثلاث مرات لتوطيد العلاقات بين البلدين». فيما أعربت أبديكاليكوفا في كلمتها أثناء الافتتاح، عن ترحيبها بالمعرض الذي يعتبر أول معرض عربي يقام في كازاخستان، وأكدت أن هذه المناسبات تسهم في تعزيز العلاقات الودية بين الشعبين اللذين يربطهما الدين والتاريخ والكلمات المشتركة في اللغة. تعاون أكاديمي سعودي كازاخستاني وقع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، مذكرة تفاهم مع جامعة «ل. ن. جوميليوف الأوروآسيوية الوطنية» بكازاخستان، لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي في مجال الثقافة والتراث وزيادة فعالية التبادل العلمي. وأبرم الاتفاقية الأمير تركي الفيصل، ورئيس جامعة ل. ن. جوميليوف الأوروآسيوية الوطنية يرلان صيديكوف، في مقر الجامعة في أستانة، ضمن زيارة وفد من المركز لكازاخستان على هامش افتتاح معرض (الفيصل: شاهد وشهيد). وتأتي هذه الاتفاقية في إطار سعي مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية كممثل للمؤسسات البحثية السعودية والعربية للتعاون مع الجامعات والهيئات الأكاديمية والبحثية حول العالم، بهدف التواصل الثقافي والحوار الدائم بين الحضارات، ومد جسور التعاون الأكاديمي وتوطيد العلاقات الثقافية بين العالمين العربي والإسلامي من جهة ودول العالم من جهة أخرى. حدث ثقافي كبير قالت سكرتيرة دولة كازاخستان «كل دولة لها شخصيات عظيمة تركت آثارا مميزة في تاريخ بلادهم، وجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) قائد بارز للمملكة ، تميزت فترة حكمه بحكمة بالغة، ونعلم أن جلالته ترك أثراً كبيراً في إنجاز الإصلاحات السياسية والاقتصادية، ورفع مستوى المعيشة في بلده، وتطوير المجتمع السعودي في المجالات المختلفة، ونقدر انضمام المملكة إلى صفوف الدول العظمى في العالم بفضل جهود الملك فيصل. وأشارت أبديكاليكوفا إلى أن المعرض يتيح لسكان العاصمة وضيوفها إمكانية التعرف على ثقافة وفنون العرب، وتاريخ هذا القائد والشخصية النادرة، متمنية إقامة المعرض عن حياة الملك فيصل خلال معرض «إكسبو-2017م» في أستانا، حيث سيكون من الأحداث الثقافية الكبيرة في بلادها. وقال القائم بأعمال مدير مكتبة الرئيس الدكتور محمود قاسم بيكوف «تم التوقيع أثناء زيارتي للمملكة أخيراعلى مذكرة التعاون بين مركز الملك فيصل للبحوث ومكتبة رئيس كازاخستان، وبدأت أولى ثمار هذه المذكرة بفضل العلاقات الودية بين البلدين من خلال إقامة معرض عن حياة الملك فيصل في المتحف الوطني لكازاخستان، والذي يعتبر أول معرض عربي في أستانا، كما يسعدنا أنه أول محطة خارجية للمعرض». تنص الاتفاقية التي ستستمر لمدة خمس سنوات، على تعاون الطرفين في مجال التبادل الأكاديمي للباحثين: * التعليم والتدريب العملي القصير والطويل الأجل * التدريب والممارسات العلمية والتعليمية * الممارسات المهنية في جميع التخصّصات * مؤتمرات وأبحاث وندوات وحلقات نقاش مشتركة * تنظيم الأيام المخصّصة لكلّ طرف، وغيرها من الإجراءات والفعاليات العلمية المماثلة. * إصدار ونشر أعمال أكاديمية ومراجع مشتركة حول نتائج الأنشطة المشتركة * تبادل المواد الأكاديمية والوثائق الضرورية والمعلومات حول الفعاليات المُقامة * رفع كفاءة منسوبي الطرفين وإعادة تأهيلهم المهني إذا لم يتعارض ذلك مع الالتزامات الأساسية للطرفين * دعوة الكوادر الإدارية للطرفين من أجل تطبيق النظم الحديثة في الإدارة وتحسين هيكلها. * تبادل اللافتات الإعلانية * وضع الروابط الإلكترونية للطرفين في موقعيهما على شبكة الإنترنت * إعلام الطرفين بالمعارض الدولية التي ينظّمها كلّ طرف في مجاله، ودعم الحصول على التأشيرات. معرض الفيصل: الفعاليات من 18 مايو -4 يونيو المقبل يهدف إلى: * التعريف بشخصية الملك فيصل، بوصفه نموذجاً للقائد التاريخي، الذي يذكر الجميع مواقفه وخطبه ومبادراته التي أثّرت في العالم خلال مدة حكمه. * يشتمل على صور لأبرز مراحل حياته، منذ الولادة حتى الاستشهاد، وما أسداه من خدماتٍ للأمتين العربية والإسلامية على مدى أكثر من نصف قرن * يبرز مواقفه إزاء القضايا المحلية والإقليمية والدولية. * يوثّق المعرض مسيرة الفيصل الحافلة بالمواقف التاريخية والمبادرات المؤثّرة على مستوى الوطن والمنطقة والعالم. * يرصد جوانب وصوراً مختلفة من حياة الملك فيصل، رحمه الله قصة كفاحه ومواقفه في سبيل نهضة بلاده * معلومات موثقة بالصور عن رحلاته * مواقفه السياسية من القضايا العالمية والإقليمية والمحلية * أفلام وثائقية ذات قيمة تاريخية، تستمد أهميتها من الفترة التي عاشها الملك الراحل قائداً قوياً في عالم يموج بالاضطرابات العالمية. * أهم مقتنيات الملك الفيصل الخاصة * عدد من المخطوطات والصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو التي توثّق تاريخ الفيصل * مجموعة من خطبه الشهيرة، وعدد من الوثائق المكتوبة والمرئية والصوتية * عدد من القطع الأثرية من التاريخ الإسلامي التي يضمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية * قطع تاريخية تغطّي المدة من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر الهجري