ليست الأمهات وحدهن اللاتي يصبن "باكتئاب ما بعد الولادة"، فقد خلصت دراسة أمريكية إلى أن عشر الرجال يصابون أيضا بالاكتئاب بعد أن يرزقوا بمولود. ودرس باحثون من كلية إيسترن فرجينيا في نورفولك البيانات الواردة في 43 دراسة شملت 28 ألف شخص، ووثقت لحالة الاكتئاب التي تصيب الآباء من الشهر الثالث لحمل زوجاتهم حتى العام الأول بعد الوضع. وقدر الباحثون أن نحو 10% من الرجال يصابون بالاكتئاب قبل مجيء المولود أو بعد مجيئه مباشرة، وبالمقارنة يعاني نحو 5% من الرجال بشكل عام من الاكتئاب خلال عام. وقال الباحثان جيمس بولسون وشارنيل بازيمور في دراسة نشرت في دورية الرابطة الأمريكية للطب: "هذا يشير إلى أن الاكتئاب بين من ينتظرون أن يصبحوا آباء أو بين الآباء الجدد هو مثار قلق خاص على الصحة العامة". وعلى الرغم من أن 30% من الأمهات يصبن باكتئاب ما بعد الولادة لا يعرف الكثير عن الحالة النفسية للرجل الذي ينتظر أن يرزق بمولود، وكيف يشعر بعد وصول المولود من المستشفى. وخلص بولسون وبازيمور إلى أن الفترة الأصعب بالنسبة للآباء هي ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر بعد وصول المولود، وأن معدل الاكتئاب في هذه الفترة يزيد على 25%، وهذه الفترة أيضا هي التي تشهد أعلى نسبة مخاطر لتعرض الأمهات الجدد للاكتئاب. وكشفت الدراسة أيضا أن الآباء الأمريكيين الذين ينتظرون أن يرزقوا بمولود أو الذين أصبحوا آباء بالفعل ترتفع معدلات الاكتئاب عندهم إلى 14% مقارنة بثمانية في المئة لدى أقرانهم في دول أخرى، وذكروا أن هذا الجانب يحتاج إلى إجراء مزيد من الدراسات. وقال بولسون وبازيمور: إن هناك صلة بين الاكتئاب الذي يصيب الأمهات والذي يصيب الآباء، وذكروا في تقريرهما أن "إصابة أحد الوالدين بالاكتئاب يتطلب رعاية طبية للآخر".