جدل واسع أثير في الأيام الماضية حول وسم يخص المرأة على تويتر وهو (كوني حرة)، الحرية حق من حقوق البشرية ولا قيمة للإنسان إلا بحريته، ومعنى الحرية ككلمة مفردة: يمكن أن نعرفها على أنها قدرة الفرد على اتخاذ القرار المناسب له والتصرف بنفسه، دون أي تدخُّل من أحد أو تأثير من أي طرف آخر مهما كان؛ سواء كان ماديا أو معنويا، وعدم اتباعه لأي شخص بدون تفكير. أمّا الحريّة كمفهوم عام فهي وجود إطار عام لا يتحكم بالحرية الشخصية، ولكن ينظمها ويحفظ حريات الآخرين. والسؤال ما هي الحرية التي تتطلع لها المرأة وما دار حولها من جدل كبير .. أولا عندما نتحدث عن الحرية فالمرأة المسلمة كفل لها الله سبحانه وتعالى الحرية، ولكنها حرية مقيدة بدينها الذي هو عصمة أمرها وبحجابها وليست حرية مطلقة، كما يتضح من البرامج التي تُقدم، فالحرية في الإسلام لا تعني الفوضى وارتكاب الموبقات والمنكرات واستباحة محارم الله تعالى والانغماس في الشهوات المحرمة. فالحرية التي تبيح هذه المحظورات هي فوضى، وتصور خاطئ، والإسلام صحح هذا التصور الخاطئ وقرر حرية الناس منذ ولادتهم، وأنه لا يجوز استعبادهم، كما لا يجوز تقييد حرياتهم، وكل حق لهم، يقابله واجب عليهم، ليكون هناك توازن في الحياة والتعايش مع الآخرين، ومعرفة ما لهم وما عليهم من الحقوق والواجبات التي أمرهم بها دينهم الحنيف. أما التمرد على الرجل والعري وعدم الحجاب.. فهذه ليست حرية بل انفلات قد يهوي بصاحبه إلى الانحطاط الأخلاقي. يجب ممارسة الحريات المتاحة شرعا في أسمى صورها وأرقى تطبيقاتها في جميع جوانب الحياة التعبدية والاقتصادية والأسرية والثقافية.