الإنجازات التي حققها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله سيخلدها التاريخ محليا وإقليميا ودوليا، وستسجل في التاريخ أعماله العظيمة التي سطرها المجد بمداد من الذهب، وستبقى نتائجها البناءة محفورة في الوجدان، وسيفاخر بها كافة أبناء الشعب السعودي النبيل. إن ذكرى البيعة مناسبة غالية على قلوبنا جميعاً، لأنها تستحضر الشخصية العملية والمتميزة والفذة لخادم الحرمين الشريفين، ملك الحزم والعزم، وحرصه الدؤوب على الوطن ومكتسباته ورعايته للمواطن واحتياجاته، وذلك بإحداث نقلة نوعية في أجهزة ومؤسسات الدولة لتطوير البلاد ومواجهة مختلف التحديات، واتخاذ القرارات للمصلحة العامة، حيث جعل من أمن وسلامة الوطن ورفاهية ورخاء مواطنيه همه الأول وشغله الشاغل. إن ما تحقق في هذا العهد الزاهر ولأول مرة في تاريخ العرب والمسلمين من تكوين تحالف لنصرة أشقائنا في اليمن وإعادة الشرعية لهم وحماية حدود المملكة العربية السعودية من أي ضرر أو اعتداء يؤكد النهج السليم الذي تسير عليه بلادنا الغالية في محاربة الإرهاب داخلياً وخارجياً، والدور الفعال بالتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسورية، وبتطبيق أحكام شرع الله سبحانه وتعالى في عدد من أفراد الفئة الضالة المجرمين الذين يسعون في الأرض فسادا، ولا ننسى الدور العظيم لقائدنا الذي أسفر عن التحالف الإسلامي الذي تتزعمه المملكة، ويضم 41 دولة إسلامية لمحاربة ومواجهة كافة التحديات الأمنية. المملكة، وفي ظل ما تشهده المنطقة والعالم أجمع من متغيرات، ما زالت - بحمد الله - تحتل موقعاً متميزا على كافة الأصعدة، بفضل السياسة الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وولي ولي العهد حفظهم الله، والتي أسهمت في تحقيق وحدة الصف الإسلامي والعربي، ورأب الصدع ولم الشمل والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية في مختلف المحافل الدولية. أما فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي فإن الميزانية العامة للدولة أبرزت مضامين بناءة للمستقبل المنشود لتنفيذ خطة التحول 2020 ورؤية المملكة 2030 التي تصب في مصلحة أبناء الوطن. هذه الميزانية بينت قوة ومتانة الاقتصاد السعودي في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة والعالم، وأثبتت ما تتميز به حكومتنا الرشيدة من حنكة وحكمة في مصلحة الوطن والمواطن.