في مسعى للالتفاف على قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بإخلاء مستوطنة عامونة، لجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إلى إبرام اتفاق مع عشرات المستوطنين الإسرائيليين الذين تم إخلاؤهم من المستوطنة، تقضي بانتقالهم إلى أراض فلسطينية خاصة في وسط الضفة الغربية، أكبر مساحة من البؤرة الاستيطانية. وبرر نتانياهو توصله إلى هذا الاتفاق بتنفيذ أمر صادر عن المحكمة العليا، قبل عامين، ويقضي بإخلاء المستوطنين من هذه البؤرة قبيل حلول الخامس والعشرين من الشهر الجاري، بحجة وجودها على أرض فلسطينية خاصة، فيما قرر نتانياهو تخصيص مئات الآلاف من الدولارات لنقل المستوطنين إلى الموقع القريب المصنف على أنه ضمن أملاك فلسطينيين غائبين. رفض شعبي بموجب القانون الإسرائيلي، يشير مصطلح "الفلسطينيين الغائبين"، إلى الأشخاص الذي اضطروا للهجرة بعد حربي 1948 و1967 إلى دول عربية. في حين فندت جمعية "ييش دين" اليسارية الحقوقية الإسرائيلية، مزاعم نتانياهو بأن الأراضي تعود لغائبين، وأكدت أن أصحابها ما زالوا موجودين على الأراضي الفلسطينية، داعية المعنيين بذلك إلى الاحتجاج وتقديم مطالبهم للمحكمة العليا ضد الاستيطان. وكانت تل أبيب دفعت بمشروع قانون "التسوية" الذي يبيح سرقة أراضي الفلسطينيين، سواء كانت خاصة أم ضمن أملاك غائبين، بغرض الاستيطان، في خطوة رفضتها عدة حركات حقوقية مثل "حركة السلام الآن"، مؤكدة أن مشروع القانون الجديد سيمهد الطريق لأكثر من 55 بؤرة استيطانية أخرى في الأراضي الفلسطينية، ومصادرة ما يزيد عن 8 آلاف دونم من الأراضي الفلسطينية الخاصة، في وقت تمتلئ فيه الضفة الغربية بنحو 116 بؤرة استيطانية، أقامها مستوطنون خلال السنوات الماضية، فضلا عن عشرات المستوطنات الأخرى المقامة على أراضي الضفة الغربية والقدس. حملات الطرد بدأ نتانياهو ووزير الجيش، أفيغدر ليبرمان، وبعض قادة المعارضة، مثل يتسحاق هرتسوغ، وتسيبي ليفني، حملة واسعة ضد النواب في الكنيست الإسرائيلي، بسبب مزاعم قيام النائب العربي باسل غطاس، بتهريب أجهزة هواتف نقالة لمعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية أثناء زيارته لهم، الأمر الذي نفاه غطاس، وأكد أن الزيارات يتم تنسيقها للنواب العرب بواسطة مصلحة السجون الإسرائيلية وبمصادقة وزير الأمن الداخلي. ولوّح نتانياهو باستخدام قانون يسمح بطرد النائب في حال تصويت الأغلبية، الأمر الذي يراه مراقبون أمرا مؤكدا بسبب تحالف حكومة نتانياهو مع المعارضة. يأتي ذلك، فيما قصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي موقعا فلسطينيا شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، بحجة الرد على إطلاق الجانب الفلسطيني النار، دون وقوع أضرار بالممتلكات.