كان المهاجم مهند عسيري أكثر الأهلاويين سعادة بعد مواجهة الدوحة التاريخية، فثنائيته في شباك العملاق الكاتالوني لم تكن سوى تأكيد جديد على أن هذا اللاعب يملك من الحس التهديفي ما يضعه في مصاف كبار المهاجمين السعوديين، بيد أن موهبة اللاعب المنطلق من نادي الشهيد، قيدتها دكة البدلاء كثيرا منذ مغادرته أسوار ناديه السابق الوحدة متجها صوب العاصمة الرياض للعب مع الشباب، وتحوله من هناك إلى جدة لارتداء قميص الأهلي قبل 3 مواسم. نجومية حقيقية رأى عسيري النور في مدينة محايل عسير "جنوب المملكة" عام 1986 وظهرت موهبته مبكرا مع فريق الشهيد أحد أندية المنطقة، إلا أن نجوميته الحقيقية بدأت مع الوحدة عندما لفت أداؤه خلال مشاركته مع منتخب المدارس عام 2008 اهتمام مسؤولي النادي المكي ليستقطبوه مقابل 100 ألف ريال، ولعب عسيري للفرسان 4 مواسم لم يكن أولها مقنعا لمحدودية مشاركاته في دوري المحترفين، بيد أن الموسم الثاني وحينما وجد فرصة اللعب كاملة تفجرت علاقته الرأسية المميزة مع شباك منافسيه، قبل أن يغادر مكة إلى الرياض مطلع العام 2013 مستهلا مسيرة جديدة مع الشباب. مشاركة متقطعة لم تحالف تجربته الشبابية النجاح المتوقع لنجم يحمل إمكانات هجومية هائلة، ووصل إلى تمثيل المنتخب السعودي في مناسبتين في ذات العام "خليجي 20 باليمن وكأس آسيا بقطر" وقضى مع الفريق العاصمي موسمين فقط لم يحظ خلالهما بمشاركة أساسية سوى قليل، فكانت محصلته التهديفية 7 أهداف فقط، وجاء انتقاله إلى الأهلي في الرابع من أغسطس 2014 بعقد ثلاث سنوات بقيمة 14 مليون ريال ليفتح أمامه فرصة أخرى لإثبات قدراته الحقيقية التي حد من إظهارها بثبات خلال تجربته الاحترافية مع الشباب تواجد الأرجنتيني المتألق "تيجالي" وهداف الدوري ناصر الشمراني. ورقة ناجحة في الأهلي تكرر المشهد مع عسيري (30 عاما) حينما توافق قدومه مع استقطاب السوري عمر السومة من جهة وقناعات مدربه السويسري "جروس" من أخرى باعتماد أسلوب لعب بمهاجم واحد، بيد أن ما اختلف هذه المرة مع عسيري كان تحوله إلى ورقة بديلة ناجحة كلما احتاج فريقه لخدماته، وكثيرا ما منح جماهير الأهلي الفرح في أوقات عصيبة بقدومه من دكة البدلاء أو خلال مشاركته القليلة أساسيا لغياب السومة بسبب إصابة أو إيقاف، ولعل إحراز 8 أهداف في موسم أول في 10 مباريات لعب أساسيا في اثنتين فقط منها، تأكيد على أن عسيري مهاجم من الطراز الرفيع.