حط المهاجم عيسى المحياني رحاله في رابع محطاته عندما وقع يوم السبت الماضي مع الشباب لمدة موسمين قادماً من الأهلي، بعد أن لعب للأخير موسماً وحيداً لم يُمنح خلاله الفرصة التي كان ينتظرها وفضل بسببها الرحيل من الهلال قبل موسمين، وجاء تعاقد الإدارة الشبابية مع المحياني بناء على توصية من المدرب البلجيكي ميشيل برودوم الذي يرى في «طلق المحيا» مهاجماً هدافاً بإمكانه أن يفيد الفريق في الاستحقاقات المقبلة خصوصاً بعد رحيل المهاجمين الأرجنتيني تيجالي وناصر الشمراني، وحاجة نايف هزازي ومهند عسيري إلى مهاجم ثالث بجانبهما. أغلبية الجماهير الشبابية استبشرت خيراً بخبر التعاقد مع المهاجم عيسى المحياني لأنها ترى فيه مهاجماً موهوباً حُرم في المواسم الماضية من الفرصة التي يستحقها والتي منحت له عندما كان يلعب للوحدة وأظهر إمكانياته واستطاع نيل لقب هداف الدوري السعودي 2005م، وبالرغم من عتب الشبابيين على المحياني بعد أن رفض قبل مواسم عدة عرضاً من الإدارة الشبابية أثناء ارتدائه شعار الوحدة إلا أنهم اليوم فتحوا معه صفحة جديدة ويأملون في أن يصالحهم ويسعدهم بالأهداف التي تقود فريقهم للانتصارات. عيسى المحياني مهاجم قناص يعرف ماذا يفعل داخل منطقة الجزاء وهو المكان الأمثل بالنسبة له كونه يستطيع أن يشكل من خلاله خطورة على المنافسين أكثر من أي مكان آخر يلعب فيه وهو ما اتفق عليه النقاد والمحللون الرياضيون بعد مشاهدتهم له ولطريقة لعبه، إذ قلما يخطىء المحياني طريق المرمى، كما أنه يصنف على أنه واحد من أخطر المهاجمين السعوديين داخل ال 18 نظراً للحس التهديفي الذي يمتلكه. المحياني الذي يبلغ من العمر 30 عاماً بدأ حياته الكروية في أحياء مكةالمكرمة وسجل في نادي الوحدة إذ تدرج بين فرقه السنية حتى وصل للفريق الأول، ولأن موهبته كانت لافتة للنظر استدعي للمنتخب السعودي الشاب الذي شارك في نهائيات أمم آسيا 2002م التي أقيمت في قطر إذ خطف المحياني الأضواء في تلك البطولة عندما توج بلقب الهداف بتسجيله تسعة أهداف قاد بها الأخضر السعودي إلى نهائيات كأس العالم للشباب 2003م. صُعّد المحياني للفريق الأول في الوحدة وسجل في أول موسم له ثلاثة أهداف في الدوري الممتاز، وفي موسم 2004-2005م سجل ثلاثة أهداف اثنان منها في كأس الأمير فيصل بن فهد والثالث في الدوري، وفي موسم 2005-2006م خطف عيسى المحياني الأضواء من بين المهاجمين السعوديين عندما نال لقب هداف الدوري ب16 هدفاً ساهمت في تتويج الوحدة بالمركز الثالث، كما سجل في ذات العام ثلاثة أهداف في كأس ولي العهد ومثلها في كأس الأمير فيصل بن فهد، وفي الموسم التالي سجل "طلق المحيا" تسعة أهداف للوحدة في الدوري، وفي موسم 2007-2008م واصل المحياني تألقه مع "فرسان مكة" بتسجيله 13 هدفاً في الدوري الممتاز، آخر مواسمه بشعار الوحدة سجل عيسى سبعة أهداف في الدوري. في الأول من يوليو عام 2009م أعلن نادي الهلال توقيعه رسمياً مع مهاجم الوحدة عيسى المحياني بعد مفاوضات طويلة شهدت دخول أطراف عدة أبرزها نادي النصر قبل أن يظهر اللاعب فضائياً ويعلن اختياره العرض الهلالي. وفي موسمه الأول مع "الزعيم" وبالرغم من عدم مشاركته أساسياً في أغلب المباريات إلا أن عيسى المحياني تمكن من تسجيل سبعة أهداف ثلاثة منها في دوري "زين"، وهدفان في كأس الأمير فيصل بن فهد، وهدفان في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال. وفي ثاني مواسمه مع الهلال 2010-2011م كان الحال أفضل بالنسبة للمحياني بالرغم من صداقته مع دكة الاحتياط إذ سجل في هذا الموسم 12 هدفاً، خمسة أهداف في دوري "زين"، وأربعة في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وثلاثة أهداف في دوري أبطال آسيا وبالتحديد في شباك الأهلي الإماراتي ومس كرمان الإيراني والغرافة القطري. أما الموسم الأخير له مع الهلال فلم يسجل سوى ستة أهداف، خمسة منها في دوري "زين"، وهدف في كأس ولي العهد، وفي نهاية الموسم أعلن عيسى المحياني عدم رغبته في تجديد عقده مع الهلال إذ اختار الرحيل إلى المنطقة الغربية وبالتحديد للأهلي طمعاً منه –على حد قوله- في اللعب أساسياً بعد أن ظل يشارك كمهاجم بديل طوال المواسم الثلاثة التي قضاها مع الهلال. لم يختلف الحال كثيراً مع عيسى المحياني عندما لعب للأهلي في الموسم الماضي إذ ظل حبيساً لدكة الاحتياط ولم يشارك مع الفريق إلا مباريات عدة لا تتجاوز أصابع اليدين، وسجل للأهلي ثلاثة أهداف في الدوري وهدفا في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وهو مادفعه إلى التنازل عن حقوقه المادية لدى إدارة الأهلي مقابل أن يتحصل على مخالصة مالية ينتقل بها إلى نادي الشباب. بسبب حاجة الشبابيين له في الفترة المقبلة يُنتظر أن يمنح المدرب البلجيكي ميشيل برودوم فرصة للمهاجم عيسى المحياني مماثلة لتلك التي منحت له إبان لعبه للوحدة قبل خمسة مواسم، وهو ما يعني أن الكرة أصبحت في ملعب "طلق المحيا" للتأكيد على أنه صفقة رابحة للشبابيين من جهة وللرد على من شكك في موهبته التهديفية من جهة أخرى، فالأيام المقبلة ستحدد مصير المحياني في الملاعب السعودية فهو أمام خيارين إما أن يعود مهاجماً هدافاً ويُعيد اسمه للواجهة من جديد أو أن حاله سيظل على ماهو عليه وسيثبت للجميع بأنه هو السبب في بقائه على مقاعد البدلاء خلال الفترة التي لعب فيها للهلال والأهلي، ولعل الجميل بالنسبة للمحياني أنه لن يواجه ذات الضغوطات الجماهيرية والإعلامية التي كان يتعرض لها خلال مشاركته مع الهلال والأهلي وهو الأمر الذي من شأنه أن يُسخره لنفسه إيجابياً ويعيد به اكتشاف موهبته.