أوردت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، تقريرا يتحدث عن مآلات اتفاق الصخيرات السياسي الذي عقد في المغرب لجمع الفرقاء الليبيين، واصفة إياه بأنه أعاد تشكيل الصراع الليبي بسبب عدم الموافقة عليه من قبل الأطياف السياسية المتعددة، بالإضافة إلى أنه فشل في وضع تصور واضح للمشاكل الأمنية العالقة في البلاد. وأكدت المجلة، نقلا عن مصادر ميدانية موثوقة، أن هنالك عددا من الجماعات المسلحة باتت تتجهز لقتال قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، بهدف استعادة السيطرة على منطقة الهلال النفطي، ومدن أخرى على غرار درنة وبنغازي، مشيرة إلى وجود تنسيق بين وزارة الدفاع في حكومة الوفاق الوطني وبعض الأطراف المعارضة لخليفة حفتر، فيما تعترض قوات مصراتة على المشاركة في أية معارك أخرى خارج مدينة سرت التي تدور فيها حرب شوارع مع مقاتلي داعش وقوات عملية "البنيان المرصوص" الموالية لحكومة الوفاق بقيادة فائز السراج. تبخر الآمال وحسب المجلة فإن التقرير الذي أصدرته مجموعة الأزمات الدولية، وذكرت فيه أن الخارطة التي وضعها الاتفاق السياسي لا يمكن أن تتحقق دون إدخال تعديلات عليه، أهمها ضم اللاعبين الأمنيين الرئيسيين الذين لم يشاركوا في حوار الصخيرات، لإعطاء حكومة الوفاق مزيدا من التوازن، حيث إن تجاهل ذلك قد يعيق التقدم والتوصل إلى حل وسط حول الهيكل القيادي للجيش الوطني. ورأت المجلة أن الدعم الذي تحظى به حكومة الوفاق الوطني من قبل بعض المجموعات المسلحة في طرابلس، يعتبر هشا ويقوم على مصالح شخصية بحتة، بعد أن كانت القوى الغربية تأمل في أن تسهم العملية ضد دواعش سرت، بتخفيف حدة الصراع بين الفرقاء والتوحد تحت مظلة جيش وطني، إلا أن تلك الآمال قد تبخرت، وزادت الانقسامات بين شرق وغرب ليبيا. ضعف حكومة الوفاق اتهمت المجلة القوى الغربية بإهمال الخلافات المستعرة بين الفرقاء الليبيين، وتركيزها على حرب داعش وتوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا، مشيرة إلى أن حكومة الوفاق لم تبذل جهودا كبيرة للحصول على التأييد الشعبي، بل فشل المجلس الرئاسي حتى الآن في الحصول على الدعم الكافي، واتكأ على الدعم الظاهري للجماعات المسلحة الموجودة في العاصمة طرابلس، في وقت يعاني فيه المواطن الليبي من تردي الأوضاع المعيشية له، وتأخر الرواتب الشهرية، فضلا عن انعدام الأمن وانتشار السلاح بين الجماعات المسلحة. وخلص التقرير إلى أن مصير المشير خليفة حفتر يبقى مجهولا، ويعتبر من أهم العوامل التي تحدد مصير ليبيا برمتها، في وقت يحظى فيه الأخير بدعم شرق ليبيا، بينما يرى كثير من داعمي اتفاق الصخيرات، أن حفتر لن يقدم أية تنازلات في عملياته العسكرية المستمرة.