في الوقت الذي ارتفعت فيه حدة التوتر الدبلوماسي مؤخرا، بين تركيا والاتحاد الأوروبي، رأى خبراء أن مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، أصبحت أبعد وأصعب من أي وقت مضى، فيما تتجه أنقرة إلى البحث عن بدائل أكثر نفعا لها من الاتحاد الأوروبي. وتأتي توقعات الخبراء، بعد قرار البرلمان الأوروبي تجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي مؤقتا، بالإضافة إلى وصف الوزير التركي للشؤون الأوروبية عمر جيليك قرار البرلمان بأنه لاغ، الأمر الذي اعتبر أنه عبارة عن دق آخر مسمار في نعش العلاقات بين الجانبين. خلفيات التوتر أوضح الخبير الإستراتيجي محمد دمير باغ ، أن استمرار الاتحاد الأوروبي منذ عام 2005 في تأجيل مسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، أدى إلى تذمر الجانب التركي، وطالب على إثرها الرئيس رجب طيب إردوغان بإجراء عملية استفتاء حول الموضوع، كوسيلة ضغط يمكن أن تحلحل المفاوضات مع دول الاتحاد، مشيرا إلى أن وضع العقبات من قبل دول الاتحاد هو من عطل حدوث أي تقدم في هذا الجانب. وأضاف "إنه بالرغم من مماطلة الاتحاد حول طلب تركيا منذ نحو 53 عاما، إلا أن أنقرة مازالت ترى أن مسألة الانضمام تعتبر هدفا إستراتيجيا وانتصارا لها"، لافتا إلى أنه بعد محاولة الانقلاب الفاشلة قام الأوروبيون بتسييس الموضوع، ووضعوا له عواقب لا داعي لها، خصوصا بعد رفض أنقرة لمطالبهم المتعلقة بمسألة اللاجئين السوريين. يذكر أن البرلمان الأوروبي، برر تجميد مفاوضاته مع تركيا وتأجيلها إلى أجل غير مسمى، بحجة قمع أنقرة للحريات العامة، وتنفيذها عددا من الاعتقالات بحق المدنيين والصحفيين الذين لهم صلة بالانقلاب الفاشل الذي حدث في يوليو الماضي، ويعتبر قرار الاتحاد غير ملزم، ولا يمكنه إنهاء أو تجميد محادثات انضمام تركيا، لكنه يعد بمثابة رسالة سياسية للمفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وجود البدائل في خطوة تشير إلى وجود عدة بدائل عن الاتحاد الأوروبي، ألمح الرئيس إردوغان في تصريحات نقلتها صحيفة "حرييت" التركية مؤخرا، أن بلاده يمكنها الانضمام إلى "منظمة شنغهاي للتعاون"، بدلا من الاتحاد الأوروبي. وأشار إردوغان إلى أن تركيا ليست بحاجة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بأي ثمن، بحيث إنه يمكنها أن تصبح عضوا في تكتل أمني تهيمن عليه كل من الصين وروسيا ودول آسيا الوسطى، معتبر أن انضمام بلاده إلى الحلف الأخير قد يكون أكثر راحة لها. يأتي ذلك، فيما يستعد الأتراك إلى إجراء استفتاء شعبي عام 2017، حول مسألة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي من عدمه.
عوائق الانضمام: 1- الديانة الرسمية للبلاد 2- مخاوف من الهيمنة على الاتحاد 3- عقبات هجرة الأتراك الاقتصادية 4- خلافات تركيا مع بعض الدول الأوروبية