أكد خبراء وعلماء صينيون وأجانب متخصصون في الحضارة العربية ومسؤولون ودبلوماسيون صينيون، أن التبادل الثقافي والحوار بين الحضارات يسهمان بصورة كبيرة في تبديد إساءة فهم الإسلام. وجاءت تصريحاتهم خلال ندوة بعنوان "التبادل الثقافي والتواصل بين الحضارات" أمس في جامعة بكين تحت رعاية قسم اللغة العربية بجامعة بكين وبرنامج التبادل المعرفي التابع لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية. وفي كلمته عند افتتاح هذا الملتقى، ذكر مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة بكين ونائب عميد كلية اللغات الأجنبية بجامعة بكين، الدكتور فو تشي مينج، أن "الندوة تتناول علاقة الحضارة الإسلامية بالحضارات البوذية والكونفوشيوسية والمسيحية، وهو أمر يحمل أهمية إيجابية ولاسيما في ظل تصاعد الحمائية الحضارية والعداء الحضاري وسط خضم التحديات التي تواجهها التعددية الحضارية حول العالم في الوقت الراهن". واتفق مع "فو" في الرأي مستشار وزير الشؤون الإسلامية المشرف على برنامج التبادل المعرفي بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الدكتور عبدالله اللحيدان الذي قال إن "المسلمين والعالم اليوم يواجهون تحديات ضخمة بسبب ظواهر مثل الإرهاب والتخويف من الإسلام (الإسلاموفوبيا)، والتي تؤدي إلى توترات غير مسبوقة، حيث إنها تأخذ الطابع الديني وتقف عائقا أمام أي تبادل علمي وتواصل ثقافي". وقال في كلمته عند افتتاح الندوة إن "العالم الإسلامي لا يكره الغرب ولا الشرق، ولكنه يبغض السياسات الخاطئة وإدامة الظلم وتشويه صورة الإسلام والمسلمين وانتهاك حقوقهم المشروعة"، مؤكداً أن على المؤسسات الدينية والثقافية ومنسوبيها مسؤولية جسيمة للوقوف والتصدي لتيارات التطرف الداعية للعنف، وذلك بالتعاون البناء والصادق مع الحكومات والمنظمات الدولية لمحاصرة الأفكار المتطرفة ومحاولة بذل الجهد في دراسة الأسباب والدوافع الحقيقية لظاهرة التطرف والعنف والحروب والإرهاب التي تجتاح العالم الآن.