رغم تقدم التكنولوجيا لا زالت الأدوات اليدوية حاضرة، فمع ارتفاع درجات الحرارة عاد البعض إلى "المهفة" وهي المروحة اليدوية المصنوعة من سعف النخيل، وهي من المنتجات الحرفية التي اختفت مع دخول الكهرباء وظهور المكيفات، ولكن رغم ذلك تظهر في شهر رمضان وموسم الحج، حيث يكثر بيعها على البسطات الشعبية. حرفة يدوية يقول الباحث في التراث وليد شلبي ل"الوطن" إن "صناعة الخوص من سعف النخيل واحدة من الصناعات التقليدية التي تشتهر بها قرى المملكة، حيث تنتشر صناعة السعفيات بقرى الجنوب، وتختص منطقة الأحساء بصناعتها بمختلف الأشكال والألوان، لكثرة النخيل الذي يستخرج منه الورق والسعف المستخدم بتلك الصناعات اليدوية". وأضاف أن "هذه الحرفة امتهنتها أسر معروفة قديما في المملكة، وكان العمال يتجولون بالأسواق الشعبية لشراء سلال الحمالات والمكانس والأقفاص، وكانت الجدات وربات البيوت يقتنين المهفة والجراب الخاص بحفظ التمر والخبز، وحافظات المنتجات الزراعية، والسلال، واندثرت هذه الحرفة قبل عقدين من الزمان، مع دخول الكهرباء، وتطور الأجهزة ". وأوضح شلبي أن "تلك الأعمال اليدوية لا زالت تتواجد بعض الأسواق الشعبية في قرى بيشةوالأحساء وتبوك، وتلقى رواجا كبيرا في شهر رمضان وموسم الحج من سكان المدن الكبرى". مهنة شاقة أبان شلبي أن "صناعة الخوص مهنة شاقة، ويستخدم الصناع فيها أداوت رئيسة كالخيوط والمخارز والمقص والحجارة، ولا بد أن يكون العامل بها صاحب بنية قوية، لأنه يستخدم اليد والرجل والأسنان بالدرجة الأولى في الفك والتقطيع والربط". وأضاف أن "بعض الصناع يتفنن في تلوين وتزيين المهفات، وهو ما يجعل الإقبال عليها كبيرا، حيث يستخدمها البعض في تزيين الحوائك والقاعات". منتجات متنوعة أبان شلبي أن "مدينة بيشة تزدهر بها صناعة الخوص التي تعتمد على سعف النخيل، ويشارك بها الرجال والنساء، ومن أشهر منتجاتها المهفات والزنابيل والمصليات، وكراسي الجريد التي تستخدم بالفلل والقصور والاستراحات لقدرتها على تحمل حرارة الطقس والرطوبة دون أن يصيبها عطب، ويزينها الصناع بالألوان الأحمر والأخضر والبنفسجي".