تنتظر مجالس الأندية الأدبية في المملكة ما سيصد عن وزارة الثقافة والإعلام، حول مصيرها بعد انتهاء فترة التمديد الأخيرة بنهاية الشهر الماضي، وتباينت ردود أفعال إداراتها على هذه الخلفية، وتأخر الوزارة في إصدار قرارها بشأن تلك المجالس. توجهت "الوطن" باستفساراتها إلى عدد من إدارات الأندية الأدبية، لاستيضاح مواقفها الحالية من الوضع الراهن. إيقاف المكافآت يقول رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري: لعل دخول إجازة عيد الأضحى المبارك وانشغال أجهزة الوزارة بشؤون الحج كانا سببا في التأخير، وكإجراء وقتي فإن مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي أوقف مكافآت الهيئة الإدارية، عن أعضاء مجلس الإدارة الرئيس ونائب الرئيس والمدير الإداري والمالي، بينما يستمر صرف مكافآت العاملين من غير أعضاء مجلس الإدارة، وسوف يستمر المجلس في تسيير أمور النادي حتى تصدر توجيهات وزارة الثقافة والإعلام في هذا الشأن، والنادي سيبقى مفتوحا للأدباء والأديبات والمثقفين والمثقفات ويمارس دوره كما كان وأكثر ولن يتأثر ببقاء مجلس الإدارة أو ذهابه ونحن نعد العدة الآن في مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي لافتتاح المقر الجديد في الأيام القادمة بمشيئة الله، فقد تم الانتهاء من المبنى بكل تجهيزاته وقد انتقل النادي بحمد الله لمقره الجديد ويمارس نشاطه الآن منه والأمور في النادي على ما يرام. موقفنا صريح قال رئيس أدبي مكة، الدكتور حامد الربيعي، صمت الوزارة بشأن ما ستتخذه من إجراءات بخصوص مجالس الأندية الأدبية، حقيقة لا يمكن إنكارها، وذلك أمر يخص الوزارة، غير أننا نلتمس العذر في ذلك الصمت، لأن موعد الانتخابات حلّ في زمن ظهر فيه عدد من المستجدات، منها ما يتعلق بالجمعيات في بعض الأندية، وما دار حولها من ملحوظات، ومنها ما يتعلق بالمرحلة على مستوى الوطن بما تتطلبه خطة التحول الوطني 2030. وأما عن موقفنا فهو واضح وصريح، فنحن تسلمنا النادي ماليا وعينيا من زملائنا السابقين، وسيظل في نطاق مسؤوليتنا حتي يأتي من يتسلمه منا وتبرأ ذمتنا، بما في ذلك مشروع مبنى النادي الذي بدأناه وهو الآن في مراحله الأخيرة. وأضاف، ثقتنا في أن لذلك الصمت ما يبرره، وأنه سيتمخض عما يرضى عنه الجميع ويستقيم به الأمر، وينعكس على الساحة إيجابا. رسالتنا الثقافية أوضح رئيس نادي الباحة حسن الزهراني، أن صمت الوزارة ربما يعود -من وجهة نظره- "إلى الإعداد لهيئة الثقافة، التي ينتظرها المثقفون ويعلقون عليها آمالا كبيرة تتوافق مع الرؤية الوطنية 2030، كما أنني أعتقد أن الوزارة لن تجري أي انتخابات حتى يتم تعديل اللائحة، التي كان من بعض بنودها ما يخرج بعض المثقفين الحقيقيين خارج دائرة الانتخابات، فلابد من الانتهاء من اللائحة التي تعتمد عليها الانتخابات كليا، أما موقفنا فلا يحتاج إلى إعلان لأنه خيار واحد لا ثاني له، وهو البقاء في عملنا في النادي وحسب ما ورد في اللائحة التي تقول إن مجلس إدارة النادي هو المسؤول عن جميع إجراءات الانتخابات، كما أن لدينا مشاريعنا التي لن تتوقف بإذن الله، وأهمها حاليا مبنى النادي، الذي هو على وشك الانتهاء، ونحن مشغولون الآن باللمسات الأخيرة عليه. نعمل وفق اللائحة أوضح رئيس أدبي جازان، الحسن آل خيرات، في تعليقه عن الحالة الراهنة قائلا، إقفال النادي وتعطيل الأعمال وتنفيذ الالتزامات المسبقة غير وارد وسنعمل وفق اللائحة، ونسيّر الأعمال والبرامج ابتداء من الاحتفاء باليوم الوطني، بالشراكة مع جمعية الثقافة والفنون، خلال معرض تشكيلي وطني في الكادي مول في جازان، عشية اليوم الوطني ل3 أيام، ومحاضرة للدكتور حمود أبوطالب عن تحديات الحاضر والمستقبل في ظل الرؤية 2030 وغير ذلك من البرامج التي سيقرها وينفذها المجلس حتى مرحلة إجراء الانتخابات التي أنهينا جميع متطلبات تنفيذها، وفي غاية الجاهزية لذلك بالتنسيق مع الوزارة. سنستمر في العمل تحدث رئيس أدبي الحدود الشمالية ماجد المطلق قائلا: بالنسبة لنا في المجلس فإن العمل سيستمر من خلال تنفيذ بعض الأنشطة والفعاليات، وقد اعتمد مجلس الإدارة أسماء أعضاء الجمعية العمومية، تمهيدا لإجراء الانتخابات لاختيار مجلس إدارة جديد، وحتى الآن لم يتم تحديد مواعيد انعقاد الجمعيات، وأتوقع أن صمت الوزارة هو انتظار لصدور قرار بتشكيل هيئة الثقافة، التي أمر بتشكيلها خادم الحرمين الشريفين، والتي أتمنى أن يحال الأمر لها لتكون هي الجهة المسؤولة عن كل ما يتعلق بالأنشطة الثقافية، بما فيها الأدب الذي تُعنى بها الأندية. صمت متوقع يعتقد رئيس أدبي القصيم الدكتور حمد السويلم، أن صمت الوزارة وترقب المثقفين أمرين متوقعين، وقال، نحن في نادي القصيم الأدبي، فوض مجلس الإدارة الهيئة الإدارية، لتسيير عمل النادي حتى يأتي تمديد للمجلس أو يأتي توجيه من الوزارة بإجراء الانتخابات المنتظرة، وأتوقع أن يمدد للمجلس كي يتسنى له متابعة الانتخابات والإشراف على عملية الانتقال إلى المجلس الجديد. الشيء الذي يشغل تفكير المثقفين والمتابعين، هو مصير الأندية الأدبية في ظل هذا التحول، وهل ستبقى كما هي مع شيء من التطوير؟ أم تتحول إلى مراكز ثقافية، تكون ذات صبغة ثقافية أوسع من وضعها الحالي؟ ونؤمل، نحن منسوبي الأندية الأدبية والوسط الثقافي، أن تشهد الأندية بعد هذا الصمت منعطفا تجتازه نحو تطور يناسب المرحلة التي تمر بها المملكة في طريقها صوب التطور في إطار خطة التحول 2030. ليس لدينا ما نقوله قال رئيس أدبي الرياض الدكتور عبدالله الحيدري: نحن ليس لدينا ما نقوله حاليا، وعموما العمل مستمر في النادي بإذن الله، وبانتظار التوجيه من الوزارة، ونستعد حاليا لثلاث مناسبات، وهي حفل اليوم الوطني، وتدشين اللجنة الثقافية بمحافظة الأفلاج، وحفل جائزة كتاب العام (الدورة التاسعة)، وستكون خلال ذي الحجة وبداية محرم 1438، وأضاف: ليتكم تأخذون تصريحا من المتحدث الرسمي للوزارة. لا نستطيع التوقف قال رئيس مجلس إدارة نادي نجران الأدبي سعيد آل مرضمة، إن كل يهمنا الآن هو الانتهاء من مبنى النادي وترتيباته، وإنهاء عدد من المطبوعات التي قدمناها للطباعة وهي قريبة الصدور بإذن الله، والسعي لإنها بعض الأمور الثقافية، التي تم الارتباط بها والاتفاق عليها سابقا ولن نستطيع إيقافها في الوقت الراهن، وسننتظر مع المنتظرين.