مع إشراقة كل يوم، تستيقظ الحركة الأدبية على الكثير من المشاحنات والجدل، إلى حد الصراع، والبعض لا يسمع ربما صوت الآخر، لأنه يرى نفسه على هدى، والآخرين على خطأ. من هنا كانت الأسئلة متلاحقة حول نادي الأحساء الأدبي، فهل استطاع تغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية، وما حقيقة العزوف عن أنشطته من قبل بعض المثقفين، وهل اللائحة الجديدة المعدلة للأندية الأدبية تمثل تراجعا عن مساحة الإبداع، أم أنها باتت شماعة يعلق عليها فشل بعض المثقفين. «عكاظ» وضعت التساؤلات على طاولة رئيس النادي الأدبي بالأحساء الدكتور ظافر الشهري: لكم ما يقارب 3 سنوات في منصب رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالأحساء، هل أنت راض عما قدمت؟ ●● مسألة الرضى عند الإنسان الصادق مع نفسه مسألة نسبية، لكنني على قناعة تامة أنني بذلت كل جهد ممكن، وقدمت وسأبقى أقدم كل ما أستطيع طالما بقيت متحملا للمسؤولية في هذا النادي للارتقاء به، ويبقى الحكم على نجاحي من عدمه للمنصفين والصادقين من الأدباء والمثقفين والإعلاميين رجالا ونساء. بعض مثقفي الأحساء ابتعدوا عن النادي، هل أسباب ابتعادهم ناتجة عن موقف شخصي منكم، أم أنه نتيجة أمور لا علاقة لكم بها؟ ●● منذ تسلم مجلس الإدارة المنتخب مسؤولية تسيير أمور النادي قطعنا على أنفسنا عهدا ووعدا بأننا لن نتخذ موقفا شخصيا من أي أديب أو أديبة ومثقف أو مثقفة مهما كان، لأننا نؤمن أننا بأن لا خصومة لنا مع أحد ، وليس من مصلحة النادي ولا المنتسبين له من أعضاء مجلس الإدارة أو الجمعية العمومية ولا حتى المجتمع الذي يوجد فيه النادي وجود خلافات بين أي كان ، والأندية التي نشب الخلاف فيها بين أعضاء مجلس الإدارة أو بين النادي والجمعية العمومية أخفقت كثيرا في القيام بواجباتها ، وهذا ما لم يحدث في نادي الأحساء ولله الحمد، ولن نسمح به. أما من يقاطع النادي ولا يحضر فعالياته فهذا شأنه وليس لدينا أية خصومة معه، وبالإمكان توجيه السؤال له ليجيب عليه، لكننا ولله الحمد لا نشكو في نادي الأحساء الأدبي من قلة الجمهور ولا من عزوف الأدباء والمثقفين من الجنسين عن فعاليات النادي ، فالجمهور الأحسائي جمهور مثقف محب للأدب والثقافة. ماذا عملتم لجذب المثقفين بجميع شرائحهم إلى النادي ومعرفة مطالبهم؟ ●● نحن لم نعمل أكثر من أننا نتعامل بأسلوب حضاري مع الجميع، ونقف في منطقة وسط من كل الأذواق والتوجهات الأدبية والفكرية والثقافية، ولا نصادر أحدا، فالنادي للأدباء والمثقفين وليس ملكا لأعضاء مجلس الإدارة، وهو مجرد منفذ لما يريده المجتمع الأحسائي المثقف. هل ترى أن مطالب هؤلاء المثقفين مشروعة أم أنها فقط تبرير لابتعادهم؟ ●● لا أعرف شيئا عن هذه المطالب التي تتحدث عنها، أنت في هذا السؤال تطرح شيئا غير موجود خاصة في محيط نادي الأحساء الأدبي، وكأنك ترى أن هناك خصومة بين النادي وجمهوره، قد تكون هذه المطالب في أندية أخرى لكنها ليست في نادي الأحساء، وإذا كان لأي أديب أو مثقف رجلا كان أو سيدة في الأحساء مطالب على النادي فمرحبا به ونحن على استعداد لمناقشة هذه المطالب المفترضة في سؤالك. ولكن هناك من انتقد ضعف البرامج التي ينظمها النادي واعتماده على الكم وليس الكيف هل هذا الانتقاد مبنى على أسس صحيحة أم أنه لأهواء شخصية؟ ●● من هؤلاء البعض، وأين انتقدوا ومتى، لا نعلم في النادي شيئا عن ذلك، لأننا لم نقرأ في أية وسيلة إعلامية شيئا مما تذكر ينتقد نادي الأحساء بالذات، ولا مشاحنة لدينا في النقد الصادق الهادف الذي يبني ويبين مواطن الخلل من أي مصدر جاء، لأن مثل هذا النقد يؤطر لعمل مؤسسي ناجح، أما الاتهامات ومصادرة الجهود، وتجاهل الحقائق، وتعميم الإخفاقات على الأندية الأدبية جميعها، فهذا يسيء لمن يطرحه أكثر مما يسيء لهذه الأندية. ولكن البعض ينادي بإلغاء الانتخابات واستبدالها بمجلس معين هل ترى ذلك مناسبا بصفتكم رئيسا منتخبا أم يعد نكسه؟ ●● لا أعتقد أن تجربة الانتخابات في الأندية الأدبية فشلت إلى درجة أن ينادي البعض بإلغائها حسب قولك، الوزارة في ما أعلم تراجع السلبيات والملاحظات التي صاحبت تجربة هذه الانتخابات، وما تراه الوزارة بصفتها المرجعية الرسمية لهذه الأندية مناسبا ستأخذ به، لكنني لا أتصور إلغاء هذه التجربة مستقبلا. ذكرتم في وقت سابق أن الإقبال على الاستفتاء كان قليلا من المثقفين هل هذا يعني عدم قناعة بالاستفتاء أم أن ما يذكره المثقفون في مواقع التواصل الاجتماعي للاستهلاك الإعلامي فقط؟ ●● ليس لدي تعليل لضعف الإقبال على الاستفتاء على اللائحة المعدلة، ولا يمكن أن أتهم أي مثقف بشيء مما ذكرت. البعض يقول إن هناك مواد في اللائحة المعدلة تكرس وصاية الوزارة على الأندية بدلا من الدور الإشرافي، هل تتفق مع ذلك أم تخالفه؟ ●● أنا لا أتفق مع هكذا طرح أبدا.. الوزارة لا يمكن أن يصادر أحد دورها كمظلة رسمية تنضوي تحتها هذه الأندية، لكنني أكرر ما قلته سابقا -واتهمت حينها أنني أتزلف الوزارة- الوزارة لا تتدخل في شؤون الأندية الأدبية إداريا وماليا وثقافيا، ولو مارست الجمعيات العمومية دورها كما يجب بعيدا عن الحسابات الشخصية والمصالح الضيقة والهرولة للمحاكم لما وجدت أية مشكلة في أي ناد. أعلنتم سابقاً عن توجه جاد لشراكة مع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء في أعمال تخص مسرح الطفل، أين وصل هذا التعاون؟ ●● جمعية الثقافة والفنون بالأحساء شريك قوي للنادي، والزملاء في الجمعية لديهم من الخبرة والوعي بالمسرح، وخاصة مسرح الطفل الشيء الكثير، وهناك جدية بين النادي والجمعية لتقديم عمل مسرحي مشترك يخص الطفل ننتظر من الإخوة في الجمعية التواصل مع النادي لتقديم ما يجب علينا في هذا العمل المشترك. والنادي وقع أيضا عدة شراكات مع جامعة الملك فيصل وبعض الجهات الأخرى، ما الهدف الذي تطمحون إليه من هذه الشراكات؟ ●● الهدف من هذه الشراكات تحقق منذ وقعت، فمهرجان جواثى الثقافي الرابع بما حققه من نجاح كان بالشراكة مع جامعة الملك فيصل، وفي خيمة ابن المقرب العيوني الثقافية كانت هناك أنشطة متميزة في شهر رمضان المبارك بالشراكة مع جمعية الثقافة والفنون، وغير ذلك من الأنشطة والفعاليات المشتركة. نعلم أنكم الآن وصلتم لمراحل متقدمة من انجاز العمل في المقر الجديد، كيف ترى هذا المقر، وانعكاسه على الحركة الثقافية بالمحافظة؟ ●● المقر الجديد سيكون بإذن الله معلما حضاريا من معالم الأحساء، ونأمل أن ينجز في وقته المحدد، وسيكون رافدا من روافد التنمية الأدبية والثقافية في الأحساء، ونتمنى من المقاول أن يضاعف الجهود للانتهاء من المشروع في وقته المحدد، حيث بقي له نحو 7 أشهر على التسليم حسب العقد المبرم بين النادي والمقاول المنفذ. وهناك تفكير في إضافة مبنى ملحق يكون متعدد الأغراض، والتصاميم جاهزة، ونبحث الآن عن داعم لهذا المبنى.