وجهت منظمة هيومن رايتس ووتش، اتهامات صريحة ومباشرة لميليشيات الحوثي المتمردة وحليفها المخلوع صالح، بالتسبب في مقتل وإصابة آلاف المدنيين، بسبب الألغام الأرضية الكثيفة التي زرعتها في محافظة تعز وعدد من المحافظات الأخرى. وقالت المنظمة في بيان "الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها قوات الحوثيين وحلفاؤها تسببت في مقتل 20 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 44 آخرين في محافظة تعز، خلال الفترة من مايو 2015 وحتى أبريل 2016، وكافة الوفيات التي وقعت موثقة، وهي ناتجة عن الألغام المضادة للمركبات، كما أن عددا من الإصابات وقعت نتيجة للتعرض للألغام المضادة للأفراد. وكذلك تسببت الألغام الأرضية في مقتل خمسة أطفال، وأحدثت إعاقات دائمة في أربعة أشخاص، وإصابات متوسطة لحوالي 13 آخرين". بدوره، قال مدير قسم الأسلحة في المنظمة، ستيف جوس "باستخدام الألغام الأرضية، تُظهر قوات الحوثيين وحلفاؤها قسوة مفرطة تجاه المدنيين. وهو ما يمكن أن يعرضهم للمحاسبة أمام هيئات القانون الدولي التي تمنع استخدام تلك العبوات القاتلة ضد المدنيين، لذلك ندعوها إلى التوقف الفوري عن زرع الألغام، وتدمير أي كميات منها لا تزال بحوزتها، وعدم التعرض لفرق نزع الألغام، والسماح لها بالقيام بدرها كاملا، دون عوائق، حتى يتسنى للأسر العودة إلى بيوتها بسلام". ودأبت ميليشيات الحوثيين الانقلابية على زرع الألغام في العديد من المدن والمحافظات، في محاولة لوقف تقدم القوات الموالية للشرعية، وتتجاهل الاحتفاظ بخرائط لتلك الألغام تتيح لها إمكانية نزعها في ما بعد، كما تتعمد الميليشيات زرع كميات ضخمة من تلك الألغام في مساحات متقاربة. ونسبة للعشوائية التي تستخدمها الجماعة الانقلابية في زرع تلك الألغام، راح عدد من عناصرها ضحايا بسبب انفجار تلك العبوات لدى محاولتهم التقدم نحو مناطق المقاومة الشعبية والجيش الوطني في محافظة تعز، وكان آخر تلك الحوادث قد وقعت في أواخر شهر أغسطس الماضي، عندما انفجر أحد الألغام فوق سيارة عسكرية محملة بعدد من عناصر الحوثيين، خلال محاولتهم تنفيذ عملية عسكرية ضد عناصر المقاومة، مما أسفر عن مصرع سبعة أشخاص كانوا على متن السيارة.