لقي 12 من عناصر ميليشيات الحوثي مصرعهم بانفجار ألغام أرضية كانوا زرعوها بالقرب من تلة المصارية الاستراتيجية في محافظة مأرب. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن المسلحين كانوا وقعوا أسرى بأيدي قوات المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية، وأثناء اقتيادهم إلى أحد المقار التابعة للمقاومة حاولوا الفرار، ودخلوا أحد الأماكن التي التي زرعت فيها تلك المتفجرات، ما أدى إلى انفجار مجموعة من الألغام التي أودت بحياتهم في الحال. ومضت المصادر بالقول إن الثوار حاولوا منع الأسرى من الدخول إلى الموقع المذكور، وحذروهم من وجود ألغام به، إلا أنهم رفضوا الاستجابة للتحذيرات ودخلوا المنطقة المحظورة لإكمال فرارهم، ما تسبب في مقتلهم. استهداف المدنيين وتابع المصدر بالقول إن الانقلابيين الحوثيين زرعوا الألغام في كثير من المناطق، ودون خرط توضيحية تبين لهم أماكن وجودها، كما هو متعارف عليه، ما تسبب في أن يكونوا هم أول ضحاياها. ويؤكد مراقبون أن لجوء المتمردين إلى زرع الألغام في تلك المناطق يعني إقرارا منهم بالهزيمة، وتهيئة لأنصارهم للانسحاب منها، كما فعلوا من قبل في عدن ولحج، وتظل تلك الألغام مصدر تهديد فعلي لأرواح المدنيين في تلك المناطق، رغم أن القانون الدولي يحظر زرع الألغام والعبوات الناسفة في المناطق السكنية وأحياء المدنيين، ويعد ذلك ضمن الجرائم الموجهة ضد الإنسانية. تورط إيراني وحرصت قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة لردع الانقلابيين، ودعم الشرعية الدستورية الممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، على نزع وإزالة تلك الألغام من كل المناطق التي دخلتها عقب تحريرها من المتمردين الحوثيين وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، ورغم أن يتسبب ذلك في تأخير الهجوم العسكري أحيانا، إلا أن قيادة التحالف تمسكت في كل الأحوال بنزع الألغام، حرصا منها على سلامة المدنيين، وعناصر الثورة. وأكدت قوات التحالف أن الألغام التي وجدت في مدينة عدن كانت كلها إيرانية الصنع، حيث عثرت على مخازن تحوي كميات هائلة منها، وقالت في بيان إن الكمية المضبوطة تكفي لتلغيم جميع أنحاء المحافظة. كما عثرت في المناطق المحيطة بسد مأرب على كميات مماثلة، وأعلنت أن الطريقة التي زرعت بها تلك الألغام تميزت بالمعرفة التامة بطبيعتها، وهو ما لا يتوافر للمتمردين الحوثيين، وهو ما أكدته المقاومة الشعبية التي أشارت إلى أن عناصر إيرانية تولت زرع تلك الألغام بطريقة احترافية. إدانة دولية وكانت مصادر حكومية أعلنت في وقت سابق أن الميليشيا الحوثية قامت بزرع نحو 20 ألف لغم في محافظتي عدن ولحج، وبحسب مصادر طبية، فإن عدد ضحايا الألغام وصل في مدينة عدن وحدها، إلى أكثر من 30 قتيلاً وعشرات الجرحى بينهم أطفال و17 قتيلاً في محافظة لحج، وعشرات القتلى في تعز، آخرهم قبل نحو أسبوع حيث قتل ستة مدنيين، بينهم طفلان في انفجار لغم بسيارتهم غرب المدينة. كما حملت منظمة هيومن رايتس ووتش أوائل الشهر الماضي، جماعة الحوثي المسلحة، "مسؤولية زرع ألغام محظورة مضادة للأفراد في مدينة عدن الساحلية قبل أن تنسحب". وأضافت أنه "منذ انسحاب ميليشيا الحوثي من عدن لم تتوافر أي أدلة تبرز أن مقاتلي المقاومة أو عناصر من التحالف الذي تقوده المملكة استخدموا ألغاما".