بينما أعرب الاتحاد الصربي لكرة القدم عن حزنه وغضبه تجاه العقوبة التي فرضها الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) على بلاده بسبب أعمال الشغب التي أسفرت عن إيقاف وإلغاء مباراة المنتخب الصربي مع نظيره الإيطالي في تصفيات كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2012)، اتسمت تعليقات الصحف الصادرة في صربيا أمس بالارتياح. وأوضحت الصحف الصربية أن العقوبة "كان من الممكن أن تصبح أسوأ" وأن العقوبات التي فرضها اليويفا أخف من عقوبات أخرى كان يمكنه فرضها بسبب أحداث هذه المباراة التي أقيمت في 12 أكتوبر الحالي. واضطر حكام المباراة إلى إيقافها بعد دقائق قليلة من انطلاقها كما قرروا إلغاء اللقاء بسبب أعمال الشغب التي ارتكبها المشجعون الصرب المشاغبون (هوليجانز) . وقرر اليويفا الجمعة احتساب نتيجة المباراة بفوز المنتخب الإيطالي 3/صفر بالإضافة لإقامة المباراة التالية للمنتخب الصربي في ملعبه دون جمهور كما لن يخصص الفيفا أي تذاكر للاتحاد الصربي في جميع مبارياته المتبقية خارج ملعبه في التصفيات الحالية. وعن رأيه ، كتب دوسان مارافيتش أحد مسؤولي كرة القدم الصربية سابقا في صحيفة "بليتش" الصربية قائلا إن عقوبات اليويفا على صربيا جاءت "قاسية للغاية" بينما كانت "تجميلية" على إيطاليا. ورغم ذلك ، أكدت الصحيفة نفسها "اليويفا منح صربيا فرصة أخيرة" بعدما سمح لها بالاستمرار في تصفيات يورو 2012. وسبق لليويفا أن وقع غرامات مالية ووجه تحذيرات إلى صربيا بسبب الأحداث التي ارتكبها المشجعون الصرب المشاغبون قبل كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وترى صحيفة "بوليتيكا" أن البعض في صربيا سيتفقون مع المسؤولين وأشارت إلى أن صربيا خرجت من المأزق بشكل جيد. وذكرت الصحيفة "إذا طبق اليويفا ما وصفه رئيس اليويفا الفرنسي ميشيل بلاتيني بأنه (لا تسامح) كان من الممكن أن نقدم عبارات الوداع لهذا الجيل على مستوى التنافس الدولي". وأضافت الصحيفة أن تسامح اليويفا وعدم فرضه العزلة الدولية على كرة القدم الصربية ليس لصالح الكرة الصربية تماما لأن العزلة كانت ستساعد صربيا على تنظيف المنزل من الداخل مثلما فعلت إنجلترا. وأشارت الصحيفة بذلك إلى عقوبة الإيقاف خمس سنوات عن المنافسات الدولية والتي فرضت على إنجلترا بعد كارثة إستاد "هيسل" الشهيرة عام 1995 في بلجيكا والتي راح ضحيتها 39 شخصا. وأضافت الصحيفة "بعدها فقط، وبعد معاقبة أنفسنا على خطئنا، كان من الممكن أن نعود إلى أوروبا بوجه نظيف وأن نشير إلى أخطاء الآخرين".