فيما وصل زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بغداد قادما من محافظة النجف، تأهبا لمظاهرات حاشدة غدا، دعت حكومة حيدر العبادي إلى تأجيل كافة التظاهرات والفعاليات السياسية، تمهيدا لإكمال استعادة الموصل من تنظيم داعش، وتوعدت المتظاهرين بأن القوات الأمنية سوف تواصل مهمتها بالتصدي لمثيري الشغب. وكان الصدر قد وصل بغداد أمس، مرتديا الزي العسكري، في إشارة لعزمه تصعيد الاحتجاجات ضد الحكومة، والمضي في إسقاط الرئاسات الثلاث، حسبما دعا إليه قبل ثلاثة أيام. إلا أنه طالب أنصاره المتظاهرين بالالتزام بالسلمية. وتوجه فور وصوله إلى منطقة الكرادة التي شهدت الأسبوع الماضي تفجيرا أودى بحياة 292 شخصا، حيث استقبله الآلاف من أتباعه الذين هتفوا تأييدا لوصوله، حيث طلب الصدر من المتظاهرين في بيان الالتزام بالسلمية والتعاون مع قوات الأمن وعدم الاعتداء عليهم. تأجيل التظاهرات كانت الحكومة قد دعت في بيان كافة العراقيين إلى تحمل "مسؤولياتهم التاريخية" في مساندة القوات المسلحة، وتأجيل التظاهرات لتجنيب البلاد الوقوع في الفوضى والمزيد من التحديات، وتشتيت الجهد الأمني في مشاكل جانبية، تعطل خطط التحرير وتؤدي إلى خدمة أهداف المتشددين". وأضاف البيان أن من واجب القوات الأمنية تطبيق القانون وحماية مصالح المواطنين ومؤسسات الدولة، وأعلن في الوقت ذاته المضي في تحقيق الإصلاحات ومكافحة الفساد بجميع أشكاله وصوره، وأن الإصلاح ومكافحة الفساد لا يتمان من خلال إشاعة الفوضى والإخلال بالأمن والاعتداء على المواطنين وعلى المال العام وتعطيل الخدمات كما ذكر البيان، في إشارة إلى اقتحام مقار الحكومة والبرلمان العراقيين مرتين خلال التظاهرات السابقة. وعقب يومين من تنظيم الاستعراض العسكري في بغداد، أول من أمس، قتل وأصيب 20 شخصا، بينهم عناصر أمنية في حصيلة أولية بانفجار سيارة مفخخة، استهدفت نقطة تفتيش في منطقة الراشدية، شمال شرقي العاصمة، وذكر مصدر في وزارة الداخلية في تصريح صحفي أن سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت في نقطة تفتيش تابعة للجيش، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 13 آخرين، بينهم عناصر أمنية، وحرق سيارات وإلحاق أضرار بممتلكات المواطنين. إخفاق أمني طالبت لجنة الأمن والدفاع النيابية رئيس الحكومة حيدر العبادي بإعادة النظر في الخطط الأمنية، وتطهير المؤسسة العسكرية من المفسدين، وقال عضو اللجنة النائب عن محافظة نينوى نايف الشمري في تصريحات إلى "الوطن" "بات واضحا أن الحكومة عاجزة عن إدارة الملف الأمني، والدليل على ذلك تكرار حوادث التفجير، في وقت تنشغل القوات العسكرية في تنظيم الاستعراض يحدث خرق هنا وهناك، وسط غياب الإجراءات العملية على الأرض لحماية أمن المواطنين". وأكد الحاجة إلى قرارات رادعة لتطهير الأجهزة الأمنية من المفسدين، ومحاسبة المقصرين، لافتا إلى أن لجنته قدمت تقريرا إلى رئاسة مجلس النواب، يتضمن عدة فقرات لتحسين إدارة الملف الأمني. وبينما تواصل القوات الأمنية بمشاركة أفواج العشائر تقدمها في المناطق المحيطة بمحافظة نينوى، اندلعت أمس في ناحية حمام العليل جنوبي الموصل، اشتباكات مسلحة بين الأهالي وعناصر تنظيم داعش، وأكد الشمري اتساع انتفاضة عشائر المحافظة ضد الدواعش، وقال "شهدت ناحية حمام العليل انتفاضة شعبية قادها مقاتلون من العشائر، اشتبكوا مع الإرهابيين وطردوهم من مقارهم وفرضوا سيطرتهم على أجزاء من المدينة".