علمت «الحياة» من مصادر حكومية، أن جهوداً تجري لتوحيد القوات الأمنية، المعدة لتحرير الموصل، والمنقسمة بين «قيادة عمليات نينوى» المدعومة من بغداد، وقوات «الحشد الوطني» المدعومة من إقليم كردستان وتركيا ويتزعمها محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي. ووصل وزير الدفاع خالد العبيدي، إلى أطراف الموصل أمس، وعقد اجتماعاً مع «قيادة عمليات نينوى» لبحث خطة تحرير الموصل بعد استياء عشائر في المنطقة من نقص الدعم العسكري الذي تتلقاه من بغداد. وقال مصدر حكومي مطلع ل «الحياة»، إن «جهوداً تجري لحلّ الخلافات القائمة بين القوتين العسكريتين الموجودتين قرب الموصل والمكلّفتين تحرير المدينة من «داعش»، مؤكداً أن «الجهود تقودها شخصيات حكومية مع مسؤولين أميركيين»، لتفادي الانقسام العشائري. وأضاف أن «غياب التنسيق بين «الحشد الوطني» بزعامة أثيل النجيفي، و «قيادة عمليات نينوى»، يلقي بظلاله على وضع الخطط لتحرير المدينة. ولفت إلى أن الحكومة في بغداد تبدي خشيتها من إقدام «الحشد الوطني» على هجوم مباغت على الموصل من دون علمها. وأشار المصدر ذاته، إلى أن الحكومة الاتحادية تشعر بالقلق بعد حصول «الحشد الوطني» على دعم عسكري ولوجيستي كبير، شمل أسلحة متوسطة وخفيفة وعتاداً ودعماً مالياً من دون موافقة بغداد، في حين لا تزال «قيادة عمليات نينوى» في حاجة إلى دعم كبير وسط أزمة مالية تعاني منها الحكومة. وزاد أن هناك مخاوف من بوادر انقسام عشائري بين القوتين، لافتاً إلى أن جزءاً من عشائر الجبور والجحيش والشمر يميل إلى النجيفي، فيما عشائر أخرى تابعة للجبور واللهيب السبعاويين تميل إلى «قيادة عمليات نينوى. وتخلّت بغداد الصيف الماضي، عن دعم معسكر «الحشد الوطني» بعد رفض النجيفي ضمّ عناصره إلى «قيادة عمليات نينوى» برئاسة اللواء نجم الجبوري القريب من بغداد. وتفاقم الخلاف بعد دخول قوات مدرعة تركية إلى معسكر «الحشد الوطني» في منطقة زليكان بطلب من النجيفي. وكان زعيم ائتلاف «متحدون» أسامة النجيفي، أعلن في 17 الشهر الماضي، أن «الحشد الوطني» الذي يقوده شقيقه أثيل النجيفي، أصبح «جيشاً متكاملاً»، مشيراً إلى أنه قادر على تحرير نينوى. إلى ذلك، زار وزير الدفاع خالد العبيدي، قاطع عمليات تحرير نينوى ضمن وفد عسكري ضمّ رئيس أركان الجيش عثمان الغانمي، وقائد القوات البرية «للإشراف على سير الاستعدادات العسكرية واللوجيستية لعمليات تحرير نينوى من داعش». وقال بيان صدر عن الوزارة، أن العبيدي ناقش «الاستعدادات العسكرية الجارية للقطعات المكلفة تحرير نينوى والتنسيق المشترك بينها لانطلاق عمليات التحرير». وأشار إلى أنه «تم الاتفاق على الحفاظ على البنية التحتية للمدينة وتجنّب تعرّض المدنيين للخطر، إضافة إلى مناقشة إيجاد ممرات آمنة لخروج المدنيين قبل العمليات البرية وخلالها، وتحقيق الأهداف العسكرية بأقل الضحايا بين قواتنا المسلّحة». من جهة أخرى، قالت مصادر أمنية في نينوى إن تنظيم «داعش» استعاد السيطرة على قرى كديلة وكرمردي اللتين حررتهما قوات عشائرية بدعم من «عمليات نينوى» الأربعاء الماضي، في أول عملية هجومية ضد «داعش» في محيط الموصل. وأوضحت المصادر أن القوات العشائرية انسحبت من القريتين بسبب عدم إرسال «عمليات نينوى» الدعم إلى المنطقة على رغم نداءات استغاثة وجّهتها العشائر، فيما شرع التنظيم في عمليات اعتقال واسعة في المنطقة بتهمة التخابر مع الحكومة. وفي الأنبار، أعلنت «قيادة عمليات الأنبار» أمس، أن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب تقدّمت، بعد أن حررت منطقة السجارية شرق الرمادي، نحو منطقة جويبة المجاورة لها، وأصبحت على أبواب المنطقة استعداداً لتحريرها من داعش». وأضافت في بيان، أن «بعض العائلات في منطقة جويبة بدأت بالخروج باتجاه قطعات جهاز مكافحة الإرهاب، وذلك من خلال التنسيق معهم عبر الاتصال الهاتفي». وأشار البيان إلى أن قوات من الجيش صدّت أمس، هجوماً ل «داعش» بثلاث سيارات مفخّخة يقودها انتحاريون حاولوا استهداف مقر الفرقة العاشرة في منطقة الثرثار، ولفت إلى أن «القوات الأمنية أطلقت النار باتجاه السيارات، ما أسفر عن تفجيرها قبل وصولها الى المقر ومقتل الانتحاريين الذين كانوا يستقلونها».