صدر قبل أيام كتاب جديد بعنوان "مشاعل النور في بني بشر" لمؤلفه المهندس عبدالوهاب البشري. ويركز الكتاب على توثيق دور الحكومة السعودية في نشر التعليم في السبعينات الهجرية، وكيف دعم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -غفر الله له- الشيخ عبدالله القرعاوي -رحمه الله- قبل 75 عاما في دعوته في المنطقة الجنوبية. كذلك يكشف الكتاب ملامح دور أمير منطقة عسير "آنذاك" الأمير تركي السديري، ولقائه بالشيخ القرعاوي، وطلبه من الشيخ أن يتوسع بالدعوة في منطقة عسير على غرار ما حدث في منطقة جازان. كذلك يوضح الكتاب دور الشيخ سعد بن ثقفان في تهيئة المكان ودعوة أفضل قراء القرآن في "قرى بني بشر"، لجمع أبناء أهل القرى، وتعليمهم القرآن الكريم في أماكن مخصصة في المساجد، وحث عامة الناس على العلم، ثم يتطرق الكتاب لأثر ذلك في المجتمع وتهيئتهم للمدارس النظامية. وطعم الكاتب الكتاب بصور لبيوت الطين في كل قرية فتحت فيها "مدرسة قرعاوية" لتنقل لنا الواقع العمراني في تلك الفترة، وجمال بيوت الطين على الرغم من قلة الإمكانات والمعدات. كما تطرق لجانب الزراعة في قرى بني بشر، حيث يكشف أن هذه القرى كانت تنتج العديد من المنتجات الزراعية، كالعنب بكميات تجارية في زمن لا توجد فيه عمالة من خارج المكان ولا تقنية، وقد زود الكتاب في بدايته بلوحة فنية للفنان التشكيلي علي سلمان البشري تمثل بيوت الطين. الكتاب مطعم بوثائق قديمة تبين حرص الأهالي على التفاصيل وعلى توثيق التاريخ في كل وثيقة، منها وثيقة تحتوي على 22 شخصية ذات حضور اجتماعي مهم في ذلك الوقت (الوثيقة الرئيسية في الكتاب)، وقام المؤلف بعمل تراجم لهذه الشخصيات على شكل سرد قصصي. المؤلف البشري له إسهامات كتابية في مجالات عدة، حيث له مقالات متعددة في مجال التنمية، وله كذلك مجموعة قصصية قيد الطباعة.