صدر حديثاً كتاب "قريتي دار الرمادة" تاريخها، تراثها، جبالها، آبارها، مزارعها، حاضرتها لمؤلفه صالح بن عثمان آل فرحان الغامدي «بِحِلةٍ قَشِيبةٍ»، وهو يحمل معاني إحدى أقدم قرى منطقة الباحة (بلاد غامد). وقد أبرز المؤلف تاريخ القرية وَبَين كيف كانت الحياة فيها قديماً في زمن الآباء والأجداد، مشيراً إلى الترابط الذي كان بين أفراد الجماعة في قريته "دار الرمادة"، والنظام الذي كان يربط بينهم وذلك قبل قيام الدولة السعودية، مؤكداً على أن قيام المملكة العربية السعودية لَمَّ الشتات، ومنح الاستقرار والأمن والأمان، وقطع دابر الظلم والجهل وحارب الفقر، ونشر العدل بين الناس، كما تجلى قيام المملكة باللحمة والوحدة الوطنية، والتقدم الحضاري، والرقي الثقافي والمعيشي، والرفاهية الاقتصادية. وأوضح المؤلف آل فرحان عدة أسباب دعته للكتابة عن قريته "الرمادة"، منها أنه ولد وترعرع في بيوتها وقطع طرقاتها، وقضى أجمل ذكريات حياته فيها، وقال: "بحكم ارتباطي بمنطقتي وعشقي لها، رأيت أن أكتب عن قريتي"دار الرمادة" لكي أُعَرِف بهذه القرية الباسقة مكاناً وزماناً وتاريخاً". وأشار المؤلف إلى أنه قد نبش شيئاً قد يغيب عن البال من تأصيل لمعالم القرية، وتأكيد لرجالاتها الذين بنوا وتعبوا، وكان لهم دورهم الكبير في الحفاظ على الآداب العامة الحميدة، والعادات والتقاليد الجميلة التي ورثها هو ومن في جيله عنهم. والكتاب اشتمل على تسعة أبواب هي (قبائل غامد، ديارها، نظام الشدة وقد حوى هذا الباب على مخطط لبلاد غامد ونسب القبيلة وعقب ظبيان بن غامد والمنطقة التي يسكنون بها، مشيراً إلى رجال عظماء من غامد، والعلاقة الطيبة بين غامد وزهران، موضحاً كيف كان التنظيم الإداري بين الجماعة سابقاً، ذاكراً نظام الشدة وشموليته لجميع جوانب الحياة، ومن الابواب ايضا العرافة في الرمادة، الأعراف والتقاليد وذكر فيها كيف يتم انتخاب العريفة العمدة، وتحدث عن شخصيات بارزة أمثال محمد أحمد بروم، وآل قذان، مبينا مكانة شيوخ آل صقر في بني ظبيان وفي القبائل الأخرى)، ثم قام المؤلف بوصف شامل لقرية الرمادة، وبين مكانة الثقافة والمثقفين فيها، وعرج في توضيح الحياة الاجتماعية والمناسبات في القرية، و"الأسرة ونظامها.. أيام زمان"، وأشار إلى الحرف والأعمال التي كان يزاولها الناس في تلك الحقبة الزمنية، كما عرج على الحديث عن طلب الرزق و(العلوم) في الأسفار، وتحدث عن رجال معاصرين من غامد وقال: أعتز بهم (خدموا الوطن)، منهم ابن عياش وسعيد غدران والمجدوعي والدكتور أبوعالي، كما تطرق ايضا للحديث عن القرية حديثا والمشاريع الحيوية التي يقوم بها الجماعة، واشتمل الكتاب على ملاحق تتعلق ببيان معاني بعض المفردات الواردة في الكتاب ورسومات لبعض الأدوات.