يساور القلق روسيا، إزاء نشر منظومة الدرع الصاروخية الدفاعية الأميركية، في رومانيا، معتبرة ذلك تهديدا لأمنها القومي. وجدد الكرملين قلقه من التهديدات التي يأتي بها "توسيع الدرع الصاروخية الأميركية بالنسبة إلى الأمن القومي للروس". وأكد الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو تتخذ الإجراءات الدفاعية اللازمة لضمان المستوى الضروري للأمن القومي، موضحا أن تدشين المجمع التابع للدرع الصاروخية في رومانيا لم يكن حدثا مفاجئا بالنسبة إلى روسيا، مضيفا أن المؤسسات الروسية المعنية بضمان الأمن القومي والدفاع عن البلاد مطلعة على جميع الخطط من هذا القبيل. وأشار بيسكوف إلى أن الولاياتالمتحدة في البداية كانت تبرر قرار نشر الدرع الصاروخية بوجود خطر مصدره إيران، مستدركا أن الوضع حول الملف الإيراني تغير جذريا بعد عقد الاتفاق النووي في يوليو 2015. وكانت واشنطن أعلنت عزمها تشغيل الدرع الصاروخية في شرق أوروبا بدءا من الخميس الماضي، في قاعدة ديفيسيلو برومانيا، وهو ما اعتبرته موسكو تهديدا للاستقرار الإستراتيجي في القارة. وردا على ذلك، قال مسؤولون روس إن هذه الخطوة تخالف معاهدة إزالة الصواريخ القصيرة ومتوسطة المدى، الموقعة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتي عام 1987. في المقابل، أشار المتحدث باسم السفارة الأميركية في موسكو، ويل ستيفنس، إلى أن منظومة الدرع الصاروخية التي تنشرها واشنطن في أوروبا لا تستهدف روسيا ولن تقوض قدراتها الإستراتيجية. وبلهجة شديدة، قال إن "التهديدات الروسية للولايات المتحدة وحلف الناتو بسبب دعمهما منظومة الدرع الصاروخية غير مقبولة وغير مسؤولة"، مؤكدا في الوقت نفسه أن الهدف من نشر المنظومة توفير الحماية لشركاء الناتو في أوروبا من التهديد الباليستي المتزايد، في إشارة إلى إيران التي تواصل تطوير صواريخها الباليستية واختبار الصواريخ بعيدة المدى. رد أوروبي قال وزير الخارجية البولندي، فيتولد فاشيكوفسكي، إنه يجب على أوروبا أن تأخذ ب"جدية أكبر" التهديدات الروسية في منطقة بحر البلطيق. وأضاف، في تصريح صحفي، أن دول البلطيق تعرضت من قبل ولمرات عدة لاستفزازات عسكرية روسية، مشيرا إلى أن تصريحات موسكو تصعد من التوترات، فضلا عن ممارساتها التي قوّضت أمن المنطقة. وأعرب فاشيكوفسكي عن أمله في اتخاذ حلف شمال الأطلسي "الناتو"، قرارات بخصوص مشكلات الأمن التي تعاني منها المنطقة، خلال اجتماعه المقبل في العاصمة البولندية. وكانت وزارة الدفاع البريطانية، أعلنت الخميس الماضي، أن مقاتلاتها اعترضت ثلاث مقاتلات روسية اقتربت من دول البلطيق. طموحات روسيا بدأت طموحات روسيا وتحركاتها العسكرية في منطقة البحر الأسود تثير قلق حلف شمال الأطلسي ، وقالت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية، إن العديد من أعضاء حلف الناتو عبروا عن قلقهم إزاء تعزيز روسيا وجودها العسكري في منطقة البحر الأسود بالكامل، وذلك قبل شهرين من قمة الحلف التي ستعقد في وارسو. وعلق مدير معهد "رويال يونايتد" البريطاني، جوناثن إيال، بقوله "إن إستراتيجية روسيا هي استعمال الضغط العسكري لفتح ثغرات في النسيج الأمني الأوروبي، حيثما استطاعت، ولعل البحر الأسود هو أكبر ثغرة، فهي هشة جداً، وروسيا تعود إلى لعبة الحرب الباردة، تعتبر فيها البحر الأسود بحيرة روسية". وقالت الصحيفة إن أمن البحر الأسود مسألة أساسية بالنسبة لخطة الاتحاد الأوروبي للتقليل من التبعية إلى الطاقة الروسية، من خلال مشاريع مثل غاز الجنوب، كما أنه مهم لمشاريع وطرق تجارية كبيرة.