فاجأت قوات التحالف العربي متشددي تنظيم القاعدة في اليمن، حيث شنت فجر أمس عملية عسكرية واسعة، تضمنت حملة برية قادها آلاف الضباط والجنود، على معاقلهم في مدينتي المكلا، عاصمة حضرموت، وزنجبار، عاصمة أبين، كما شنت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة غارات جوية عنيفة على مواقع الانقلابيين، إضافة إلى قوات برية خاصة تابعة لدول التحالف، وأسفرت العملية عن طرد المتشددين من المدينتين، ومقتل حوالي 950 عنصرا من قياداتهم وعناصرهم، إضافة إلى تدمير غالبية الأسلحة الثقيلة والمعدات التي كانوا يعولون عليها لمواصلة اعتداءاتهم بحق المدنيين. كما استولت قوات المقاومة الشعبية على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر. وكشفت مصادر عسكرية أن عنصر المفاجأة كان له دور كبير في إنجاح العملية العسكرية، حيث لم يكن عناصر القاعدة يتوقعون تلك العملية وبهذه الضخامة، مما حرمهم من القدرة على اتخاذ أي رد فعل، واكتفوا بالانسحاب من المدينتين، وتركوا وراءهم عتادهم العسكري، حيث لم يسعفهم الوقت لسحبه. عملية خاطفة قال التحالف العربي في بيان إن 800 قتيل من الإرهابيين سقطوا خلال 12 ساعة من القتال العنيف، وفي وقت لاحق أكد المركز الإعلامي للمقاومة ارتفاع عدد القتلى إلى 950، وأضاف البيان أن العمليات تأتي في إطار الجهود الدولية المشتركة لهزيمة التنظيمات الإرهابية في اليمن، ودعم الحكومة اليمنية الشرعية، لبسط نفوذها وسيطرتها على المدن التي سقطت بيد القاعدة، وأهمها المكلا التي تعتبر معقل التنظيم في اليمن. مشيرا إلى أن العملية سوف تتيح تكثيف جهود الإغاثة الإنسانية في تلك المدن ورفع المعاناة عن الشعب اليمني. وتؤكد الدول المشاركة في العملية بحسب البيان، الاستمرار في ملاحقة التنظيمات الإرهابية في جميع المدن اليمنية وحرمانها من الملاذ الآمن حتى إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة. رسالة للحوثيين كشف القيادي في مقاومة تعز، سليم الزايدي، أن العملية العسكرية الضخمة التي قادتها قوات التحالف، أمس، ضد مواقع متشددي القاعدة، توجه رسالة حازمة للانقلابيين الحوثيين وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح، مفادها أن المعركة المقبلة ستكون ضدهم في تعز وصنعاء وصعدة، وأنه لن يكون بمقدورهم الوقوف في وجه القوات الضخمة التي حشدها التحالف، مشيرا إلى أن معركة الأمس قادها وشارك فيها آلاف الضباط والجنود، وإذا أضفنا لهم قوات المقاومة الشعبية في تعز، وعناصر الجيش الوطني التي ترابط على تخوم صنعاء وغيرها من المحافظات مثل الجوف ومأرب، فإن ذلك يعني أن عدد القوات سيقارب 100 ألف عنصر، مزودين بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية، إضافة إلى الدعم الجوي من قوات التحالف، وهو ما لا يستطيع الانقلابيون مواجهته.