في الوقت الذي تواصل واشنطن ملاحقة أهداف لتنظيم القاعدة في اليمن، بدأ التحالف العربي بقيادة السعودية قبل أكثر من شهر بتنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم القاعدة في اليمن بعد أن حاول التنظيم التقدم لبسط سيطرته على مناطق جديدة في الجنوب اليمني، مستغلاً انشغال المقاومة والجيش الوطني بالحرب ضد ميليشيات الانقلاب، حيث أفادت عديد من التقارير أن تنظيمي «القاعدة»، و«داعش» يعملان وفق أجندة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وهذان التنظيمان لا يتحركان سوى في المناطق التي تسيطر عليها قوات الشرعية، وفي 17 فبراير الماضي قالت مصادرعسكرية إن التحالف بقيادة المملكة وقيادة الجيش الوطني يدرسون عمليات تحرير حضرموت من تنظيم القاعدة التي تسيطر على المكلا. وفي أحدث ضربة جوية على مواقع التنظيم استهدفت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية أمس الأول معسكراً لتدريب عناصر تنظيم القاعدة في جنوب شرق البلاد بحسب ما ذكرت مواقع إخبارية يمنية ووكالات الأنباء العالمية، وأدت الغارة التي شنتها طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية إلى مقتل العشرات من عناصر التنظيم على معسكر في مدينة المكل. وصرح مسؤولون حكوميون إن «القوة الجوية للتحالف العربي استهدفت معسكراً لتدريب عناصر القاعدة ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات» في حجر غرب مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت التي يسيطر عليها التنظيم منذ أبريل. وذكرت مصادر قبلية في المنطقة أن سلسلة غارات جوية ضربت المعسكر وأنه تم نقل عشرات المسلحين إلى مستشفى في المكلا. كما قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكة (البنتاغون) في وقت لاحق أمس أن الجيش الأمريكي «شن غارة جوية على معسكر تدريب لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب في اليمن» موضحاً أن أكثر من 70 جهاديا يستخدمون المعسكر. وقال موقع المشهد اليمني نقلاً عن مصادر محلية في مدينة المكلا أمس، أن أكثر من 80 جثة لمسلحي تنظيم القاعدة وصلت مستشفيات المدينة نتيجة غارات مفاجئة لطيران التحالف العربي على معسكر يتبع التنظيم خارج المدينة ولايزال العدد مرشح للزيادة. وأوضحت المصادر أن سيارات إسعاف وعلى متنها عشرات الجثث وصلت مستشفى ابن سينا في المدينة وسط وأشارت المصادر إلى أن طيران التحالف العربي شنن قرابة عشر غارات على معسكر تدريبي لتنظيم القاعدة في وادي حجر بالقرب من المدينة في عملية وصفت بالمفاجئة. وكان الناطق الرسمي لقوات التحالف أعلن نهاية الشهر الماضي أن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية لاتفرق بين جماعة الحوثي وإرهاب تنظيم القاعدة وداعش الذي ينشط في بعض المحافظاتالجنوبية في اليمن. في 16 فبراير الماضي أكدت مصادر محلية أن طائرات مجهولة، قصفت فجراً، مواقع لتنظيم القاعدة في مدينة جعار، محافظة أبين، جنوبي اليمن، قال سكان محليون: إن «طائرات تابعة لدول التحالف العربي، من نوع أباتشي قصفت فجر اليوم مواقع للقاعدة، في مدينة جعار، وأوقعت عدداً من القتلى والجرحى في صفوف التنظيم». وتابع السكان أن «القصف استهدف، مبنى دلتا أبين الذي يقع في أعلى جبل خنفر، وخلف قتلى وجرحى في صفوف عناصر التنظيم القاعدة، وشوهدت مجاميع منهم، بحسب الشهود، في حالة ارتباك شديد أمام جامع الحمزة، وهم يتصارخون بحثاً عن سيارات إسعاف». وأضافوا «أن عشرات القتلى والجرحى من تنظيم القاعدة سقطوا في غارات جوية للتحالف استهدفت جماعة تابعة للتنظيم في أبين»، مشيرين إلى أن الغارات استهدفت مواقع لتلك العناصر في مبنى الإذاعة المحلية ومكتب محو الأمية وجبل خنفر ومصنع ماز. وذكرت مصادر محلية في أبين أن عناصر من تنظيم القاعدة فرت باتجاه شرق أبين ناحية جبال الخبر في حين فرت جماعات أخرى باتجاه لحج عبر طريق الحرور هرباً من الغارات. كما قصف طيران التحالف العربي الجماعات الإرهابية في الحوطة، حيث أفاد سكان بوقوع غارة جوية على موقع القاعدة في ضواحي المدينة بعد أقل من 20 ساعة على غارات سابق شنها التحالف على التنظيم في لحج». وأضاف سكان أن «الجماعة انتشرت في مزارع في مديرية جعار وأخرى توجهت إلى المناطق الجبلية خوفاً من تجدد الغارات الجوية». في يوم 18 فبراير أفادت مصادر عسكرية بأن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بالتعاون مع القوات الموالية للحكومة، يشن هجمات على مواقع تنظيم القاعدة، في محافظات أبين وشبوة ولحج وحضرموت، جنوبي البلاد، بشكل شبه مستمر منذ مطلع الأسبوع الحالي. وبحسب محطة «بي بي سي» فإن سلسلة غارات جوية نفذتها مقاتلات التحالف بدعم استخباراتي من الحكومة اليمنية على تجمعات ومواقع تنظيم القاعدة أسفرت عن مقتل عدد من قيادات وعناصر التنظيم في مدينتي جعار وزنجبار بمحافظة أبين. واستهدفت غارات التحالف أيضاً، حسب المصادر، مواقع لتنظيم القاعدة في مدينة الحوطة مركز محافظة لحج ومواقع قرب مدينة عزان بمحافظة شبوة، وتحركات ميدانية في أطراف مدينة سيئون بمحافظة حضرموت. وتتوقع المصادر العسكرية اندلاع مواجهات برية خلال الأيام المقبلة بين القوات الحكومية، المدعومة بغطاء جوي لقوات التحالف ومسلحي تنظيم القاعدة في أكثر من محافظة جنوبية. 20 فبراير قبائل «باكازم « بمديرية أحور التابعة لمحافظة أبين حشدت مقاتلين من أبناء القبيلة استعداداً لمواجهة مسلحي تنظيم القاعدة الذين سيطروا على المديرية. وأوضحت مصادر قلبية أن عشرات المسلحين اجتمعوا من قبائل باكازم وأبناء القبائل المجاورة لتدارس الوضع في المديرية بعد مقتل عدد من أبناء القبيلة على يد مسلحي القاعدة التي أعدمت أحدهم ذبحاً بالسكاكين وفصلت رأسه عن جسده. وأضافت المصادر أن القبائل تواصلت مع قيادات المقاومة الشعبية من أبناء المحافظاتالجنوبية بسرعة الالتفاف حول أبناء القبائل لطرد مسلحي القاعدة الذين باتوا يشكلون خطراً كبيراًللمدنيين وقوات الجيش والمقاومة في محافظة أبين . مطلع مارس طيران التحالف العربي يقصف مخزن أسلحة تابع لتنظيم القاعدة في محافظة حضرموت، شرق اليمن. وقال سكان إن طيران التحالف قصف مخزن سلاح تابع لتنظيم القاعدة في منطقة «يدمه»، شرق المكلا، وذكروا أنه سمع دوي انفجار كبير أثناء القصف. ويسيطر تنظيم القاعدة على عدد من مدن محافظة حضرموت، في ظل غياب كبير للسلطات الحكومية. في الثالث عشر من الشهر الجاري قال شهود ومسعفون ومسؤول أمني إن ضربات جوية قتلت ما لا يقل عن 17 شخصاً يشتبه بأنهم من متشددي تنظيم القاعدة خلال الليل في مدينة عدن الساحلية بجنوب اليمن. وقصفت الضربات منطقة المنصورة وهي معقل للمتشددين وشهدت عديدا من الهجمات التي استهدفت مسؤولي الأمن المحليين منذ أن انتزع التحالف بقيادة السعودية مدينة عدن في يوليو تموز الماضي من قبضة الحوثيين المتحالفين مع إيران. وذكرت المصادر أن 20 متشدداً على الأقل أصيبوا فضلا عن ثلاثة من أفراد الأمن. وأضافت أن الضربات استهدفت المتشددين الذين كانوا يعتلون سطح مركبات كما أصابت إحدى الضربات مبنى تابعاً للحكومة المحلية. وقالت المصادر إن اشتباكات متقطعة مازالت مستمرة. وساد هدوء المنطقة في وقت لاحق مع إغلاق الشوارع المؤدية إليها، وقال مسؤول أمني إن الضربات الجوية التي نفذتها طائرات التحالف بقيادة السعودية وهي «المرحلة الثانية» من تحرير منطقة المنصورة من أيدي المتشددين، وعادت منطقة المنصورة إلى سيطرة قوات الشرعية بشكل كامل وتم القضاء على التنظيم في هذه المنطقة. ونفذت هذه الضربات بعد يوم من قيام قوات الشرعية بكسر الحصار الذي يفرضه الحوثيون على مدينة تعز .