واصلت طائرات التحالف العربي التي تدعم الشرعية في اليمن، غاراتها العنيفة على مواقع المتمردين في كثير من المدن والمواقع، وأشارت مصادر وسط الثوار إلى أن عشرات القتلى ومئات الجرحى وسط الانقلابيين سقطوا نتيجة لهذه الغارات، يأتي ذلك فيما واصل مقاتلو المقاومة الشعبية تصديهم لميليشيات الإرهابيين، إذ أرغمتهم في كثير من المواقع على التراجع والتقهقر، بعد أن كبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية. ففي محافظة حجة، شمال غربي اليمن، شن طيران تحالف إعادة الأمل، في وقت مبكر من صباح أمس، غارات على مواقع للحوثيين والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح في منطقة عبس، من بينها اللواء 25 ميكا التابع للحرس الجمهوري. كما استهدف التحالف بعدد من الغارات معسكر "المحصامة" في مدينة "حرض" القريبة من منفذ "الطوال" الحدودي، وكذلك استهدف بغارات أخرى منطقة "تعشر" بمديرية "عبس" في المحافظة ذاتها. وذكر شهود عيان أن غارات أخرى استهدفت تجمعات الانقلابيين كانت تنوي التوغل صوب الحدود مع المملكة. وكذلك استهدف التحالف أمس مناطق عدة في محافظة صعدة، المعقل الرئيس لجماعة الحوثي، بما فيها منطقة مران ووادي صرب. كما استهدفت سلسلة غارات كثيفة مديريات رازح وشدا وغمر والملاحيظ، ملحقة خسائر في صفوف المسلحين والوحدات العسكرية المتحالفة معهم وفقا لمصادر عسكرية وأخرى قبلية. وذكر مصدر محلي في صعدة أن طيران التحالف شن غارة جوية على منطقة مران، مسقط رأس زعيم التمرد عبدالملك الحوثي، مستهدفة مواقع تابعة للجماعة المتمردة. وأشار المصدر إلى أن دوي انفجارات عنيفة شهدتها المنطقة، ما يرفع احتمالات تدمير هذه الغارات لمخازن أسلحة كان التمرد يخبئها في صعدة. غارات مكثفة وعلى صعيد مدينة عدن، جنوبي البلاد، قال سكان إن ثلاث غارات شنت على المطار الدولي الواقع تحت سيطرة الحوثيين. وقالت مصادر صحفية من المدينة إن طيران التحالف شن عدة غارات على مواقع يسيطر عليها الحوثيون في منطقة التواهي وكريتر. كما قصفت المقاتلات مواقع يسيطر عليها الإرهابيون في جبل صيرة، وفي مطار عدن الدولي، وأحياء خور مكسر، والتواهي، والمعلا. وفي محافظة الضالع جنوبي اليمن استهدفت ثلاث غارات مخزنا للأسلحة وتعزيزات تابعة للانقلابيين في ضواحي مدينة سناح، ورد هؤلاء بقصف مدفعي عنيف على مواقع تابعة لمقاتلي المقاومة الشعبية في ضواحي مدينة سناح. وفي محافظة مأرب، شنت مقاتلات التحالف خمس غارات جوية على مواقع وتجمعات للحوثيين بجبل مشجح والجبال المحاذية لوادي نخلا من جهة الغرب، ما أسفر عن احتراق عربات ومدرعات عسكرية للتمرد. وأظهرت صور بثها ناشطون على مواقع الإنترنت تصاعد الأدخنة من إحدى العربات العسكرية التابعة للإرهابيين جراء استهدافها بغارة جوية لمقاتلات التحالف. وتزامنت تلك الغارات مع تحليق مكثف لطيران التحالف في سماء محافظة مأرب التي تشهد معارك بين الجانبين في مواقع متفرقة. وعلى صعيد المعارك التي تدور على الأرض بين مقاتلي المقاومة الشعبية والمتمردين، فقد أفادت مصادر يمنية بمقتل 15 متمردا وإصابة 28 آخرين في معارك شرسة دارت بمحافظة أبين، جنوب شرق صنعاء، بينما قتل 17 متمردا وأصيب آخرون في معارك مأرب الغنية بالنفط شرقي البلاد. وأضافت مصادر محلية أن المقاومة أسرت في المواجهات بمنطقة نخلا في مأرب سبعة من الإرهابيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. تصفية القادة وفي محافظة مأرب، لقي 17 من عناصر التمرد مصرعهم في هجوم موسع شنه مقاتلو المقاومة الشعبية صباح أمس من جبهة المشجح باتجاه وادي نخلا شمال مأرب في محاولة منهم للسيطرة على مطارح القبائل بوادي نخلا. وقالت مصادر خاصة إن قوات الحوثي وصالح شنت هجوما عنيفا صباح أمس على مواقع المقاومة، في محاولة للتقدم باتجاه مطارح نخلا، إلا أن المقاومة تصدت لهم ببسالة ما أسفر عن مقتل 17 مسلحا وبعض عناصر الحرس الجمهوري، وأسر 7 آخرين، وهروب العشرات منهم باتجاه جبل المشجح شمال صرواح. كما أعلنت المقاومة عن انتشالها جثة المنسق بين جبهات القتال بمأرب وغرفة العمليات بصنعاء وصعدة، القيادي الحوثي المكنى ب "أبو ياسين" وأوضح مصدر في المقاومة أنه تم انتشال جثته من سايلة الجفينة حيث قتل في المواجهات التي دارت اليومين الماضيين بجبهة الجفينة جنوب غرب مأرب، وأن مقتله يمثل صفعة قاسية للتمرد، لأنه القائد الميداني الأول في المنطقة. أما على صعيد مدينة تعز جنوب البلاد، فقد سقط العشرات بين قتيل وجريح وسط قوات التمرد خلال معارك عنيفة بين المقاومة الشعبية والانقلابيين أثناء تصدي المقاومة لهجوم الحوثيين شمال تعز وشرقها. وقد استمر قصف المتمردين العشوائي على الأحياء السكنية ما أوقع ضحايا من المدنيين. معاناة إنسانية وقالت مصادر إعلامية إن اشتباكات عنيفة اندلعت في أحياء الروضة، والإخوة، والجمهوري، وإن قصفا بالدبابات شنه الحوثيون بدعم من قوات صالح على تلك الأحياء، إلى جانب منطقة عصيفرة، وكلابة، والستين. وتعاني عدن، إضافة إلى القتال على الأرض والغارات، من انتشار أمراض خطرة مثل حمى الضنك والملاريا، فضلا عن انقطاع المواد الغذائية. وأفادت المصادر أن ميليشيا الانقلابيين استأنفت فجر أمس قصف أحياء سكنية في مدينة تعز، في حين اندلعت اشتباكات بين المقاومة الشعبية وميليشيا التمرد في حي الجمهوري وشارع الأربعين في المدينة. وفي محافظة لحج، لقي أكثر من عشرة من عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، مصرعهم على أيدي رجال المقاومة الشعبية بمديرية المسيمير. وأفاد مصدر بأن المقاومة انسحبت من منطقة النخيلة، بعد مواجهات عنيفة ونفاذ الذخيرة على مقاتلي المقاومة الشعبية، ما أتاح للميليشيات السيطرة عليها. وفي عدن، أقدمت القوات الموالية للميليشيات الانقلابية على استئناف قصفها العشوائي على مناطق المدنيين، وقالت مصادر مطلعة إن قصفا عنيفا مارسه المتمردون بقذائف الكاتيوشا، على أحياء عدة مثل المنصورة والتقنية. وقال سكان محليون لعدن الغد إن أربعة صواريخ سقطت بحي المنصورةبعدن وخلفت جرحى في صفوف الأهالي. كما سقطت قذيفة كاتيوشا في الأطراف الشمالية لمدينة التقنية. وقال شاهد عيان إن حريقا تصاعد من موقع القصف، دون أن معرفة الموقع الذي أصابه القصف. وأحدثت أعمال القصف الأخيرة حالة من الرعب في صفوف الأهالي. أما على صعيد العاصمة صنعاء، فقد تمكنت المقاومة الشعبية في ساعات الصباح الأولى ليوم أمس من قتل وإصابة عدد من مسلحي المتمردين في كمين نصبته بالقرب من العاصمة. وأوضح الثوار في بيان أنهم استهدفوا موكبا للإرهابيين يتكون من ثلاثة أطقم تقل مسلحين بمديرية بني مطر غربي صنعاء. كما حذرت مصادر طبية من كارثة بيئية محتملة قد تشهدها المدينة جراء تراكم وتكدس القمامة والمخلفات في المناطق والشوارع. عمليات نوعية إلى ذلك، أفادت مصادر موثوقة أن بعض عناصر المقاومة الشعبية فجروا مساء أمس دبابة أمام دار الرئاسة وسط العاصمة وقتل وأصيب كل من كانوا فيها. مضيفة أن مسلحين اثنين استهدفا الدبابة التي كانت متمركزة أمام دار الرئاسة بقذيفة أر بي جي وأن شخصين من الانقلابيين الذين كانوا على متنها لقيا حتفهما على الفور فيما أصيب بقية طاقمها. ويرى خبراء عسكريون أن مثل هذه الحادثة يعد مؤشرا أوليا على بداية عمليات المقاومة الشعبية في صنعاء التي ظلت بعيدة عن المواجهات المسلحة منذ سيطرة الإرهابيين عليها في سبتمبر الماضي. وفي محافظة البيضاء، وسط اليمن، أفادت مصادر قبلية بسقوط قتلى وجرحى من المتمردين جراء تفجير سيارة مفخخة في منطقة الروضة بمحافظة البيضاء، مشيرة إلى أن 14 متمردا قضوا في الحادث، بينما أصيب سبعة آخرون. وتبنت جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن التفجير، وقالت عبر حسابها على موقع تويتر إنه تم تنفيذ العملية في نقطة الروضة الأمنية التي يسيطر عليها الحوثيون، كما تبنت الجماعة مقتل 12 حوثيا في هجوم سابق استهدف أحد السجون ومبنى للشرطة بمنطقة الكود بأبين. أما في محافظة الضالع جنوبي البلاد فقد سجلت مواجهات بين المقاومة والمتمردين. وبلغ عدد الضحايا من المدنيين جراء قصف عشوائي للمدينة أربعة قتلى و23 جريحا. وقالت مصادر وشهود عيان إن ميليشيا الحوثي وقوات صالح قصفت بصواريخ الكاتيوشا مناطق عدة في الضالع ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بينهم نساء وأطفال.