فيما توالت أمس ردود الفعل حول وثيقة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا لحل الأزمة السورية، والتي أعلنها في ختام الجولة الثانية من مفاوضات جنيف 3 بين وفدي المعارضة والنظام، أول من أمس، وتتضمن 12 بندا تحدد المبادئ الأساسية لإنهاء الصراع، بما فيها عملية الانتقال السياسي، أعلنت الولاياتالمتحدة وروسيا أنهما اتفقتا على أن تضغطا باتجاه إجراء "مفاوضات مباشرة" بين نظام بشار الأسد والمعارضة، وتسريع عملية الانتقال السياسي في سورية. وجاء الاتفاق الأميركي الروسي إثر محادثات استمرت أكثر من أربع ساعات في الكرملين بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف من جهة ، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري من جهة ثانية، وحاول خلالها الطرفان اغتنام الهدنة السارية منذ نحو شهر في سورية للتوصل إلى حل سلمي ينهي الحرب الدائرة في هذا البلد منذ أ كثر من خمسة أعوام. وفي أعقاب المحادثات المطولة، قال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع كيري، إنه فيما يتعلق بالمسائل الملحة، فإنه تم الاتفاق من أجل أن تبدأ في أسرع وقت ممكن مفاوضات مباشرة بين وفد النظام وكل أطياف المعارضة"، وذلك بعدما شهدت جنيف جولة مفاوضات غير مباشرة جديدة بين الطرفين لم تكن مثمرة. من جهته، قال الوزير الأميركي إنه اتفق مع بوتين ولافروف على وجوب إعداد مشروع دستور جديد في سورية بحلول أغسطس المقبل، لافتا إلى وجوب أن يكون هناك جدول زمني لخطوات الحل السياسي. وفي حين لم يوضح كيري ما إذا كان تطرق في محادثاته مع بوتين إلى مصير الرئيس الأسد، والذي يشكل نقطة الخلاف الرئيسية بين موسكو وواشنطن، أكد أن الطرفين اتفقا على أنه يتعين على النظام أن "يفعل ما يلزم"، وأن ينخرط في عملية السلام. وثيقة دي ميستورا رحب وفد المعارضة السورية بوثيقة مبادئ الحل السياسي التي عرضها المبعوث الأممي إلى سورية، مؤكدا التمسك بمطلب تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة، باعتبار أن ذلك المدخل الأساسي لحل الأزمة في سورية. واستبعد نائب رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية جورج صبرا، التوصل إلى حل سياسي دون ضغط روسي على النظام، واتهم وفد النظام بالمراوغة وعدم الجدية، مضيفا أن العودة إلى المفاوضات ستكون في بداية الأسبوع الثاني من أبريل القادم. بدورها، رفضت حركة أحرار الشام المعارضة وثيقة دي ميستورا، وقال القائد العام للحركة أبو يحيى الحموي، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "لم نخرج دفاعا عن شعبنا لإنقاذه مؤقتا من القصف والبراميل ليتم قتله لاحقا تحت التعذيب في سجون جديدة، واصفا وثيقة دي ميستورا بأنها تهدر متطلبات الشعب، وتعيد إنتاج النظام". ألمانيا: الأسد مرفوض أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أن بشار الأسد ليس شخصية مقبولة لجميع السوريين، ليكون له مستقبل سياسي في البلاد. وأضاف في مقابلة مع وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية، قبل لقائه نظيره الروسي في موسكو، "إنه لا يتصور، مع الأخذ بعين الاعتبار سقوط 250 ألف قتيل ونزوح 12 مليون لاجئ، كيف يمكن أن يصبح الأسد شخصية مقبولة لجميع مكونات المجتمع السوري. وشدد على ضرورة أن يتوصل السوريون أنفسهم إلى اتفاق بشأن المستقبل السياسي لبلادهم"، مشيرا إلى أنه مهما ستكون القيادة المستقبلية للبلاد، فلن تقدر على ضمان السلام والاستقرار إلا بعد نيل تأييد واسع في أنحاء البلاد كافة. وأشار شتاينماير إلى أن برلينوموسكو تتفقان حول ضرورة أن تبقى سورية دولة موحدة، مشددا على ضرورة إطلاق المفاوضات بين دمشق والمعارضة حول تبادل الأسرى في أقرب وقت.