فيما اختتمت أمس الجولة الثانية من مفاوضات جنيف حول سورية بنتائج وصفها مراقبون بالمتواضعة، وأنها اقتصرت على إعلان وثيقة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، بشأن النقاط المشتركة بين النظام والمعارضة في المفاوضات، اتفقت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، ودي ميستورا على أن حل الأزمة السورية شرط ضروري لمكافحة الإرهاب. ووجه المسؤولان في مؤتمر صحفي مشترك بجنيف رسالة إلى نظام الأسد مفادها أن أولئك الذين يشكون من الإرهاب عليهم المساعدة في إنهاء الأزمة السورية، وذلك بعد أن صرح وفد النظام بأن الأولوية لديه هي مكافحة الإرهاب وليست مناقشة الانتقال السياسي. كما اتفق الاثنان أنه على المفاوضين السوريين الموجودين في جنيف أن يدركوا ألا سبيل لدحر تنظيمي داعش والقاعدة دون حل سياسي مقبول في بلادهم. الوصول لإجابات حاسمة التقى أمس وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، بهدف تقريب مواقف البلدين من تسوية النزاع السوري ومستقبل نظام الأسد. وقال كيري إنه حصل تراجع طفيف للعنف، داعيا إلى بذل المزيد. وأضاف "قبل بضعة أسابيع لم يكن كثيرون يتوقعون أن وقف القتال ممكن في سورية". وبينما أكدت مصادر أن الاجتماع بين وزيري الخارجية تناول تقييم اتفاق وقف إطلاق النار، والجهود الإنسانية ومفاوضات جنيف، إضافة إلى بحث ملف المعتقلين، قال مراقبون إن كيري سيسعى خلال وجوده في موسكو للحصول على إجابات على أسئلة تتعلق بمصير الأسد، يريد الحصول عليها من الرئيس فلاديمير بوتين شخصيا. ونقلت تقارير عن مسؤول بالخارجية الأميركية قوله إن كيري يريد أن ينصت لأفكار بوتين عن الانتقال السياسي في سورية. نقاط مشتركة قالت مصادر إن دي ميستورا توصل إلى نقاط مشتركة بين وفدي المعارضة والنظام في ختام الجولة الثانية من مفاوضات جنيف أمس، تضمنتها وثيقته، مشيرة إلى أن أهم بنود هذه الوثيقة هي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وآليات الانتقال السياسي وفق قرارات مجلس الأمن خصوصا 2254، فضلا عن تأمين بيئة استقرار خلال الفترة الانتقالية بما يضمن تكافؤ الفرص. وذكرت المصادر أن المبعوث الدولي سيحدد موعد الجولة الثالثة من المفاوضات التي يطالب وفد النظام بتأجيلها إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 13 من الشهر المقبل، مشيرة إلى أنه وفقا للجدول الزمني الذي كان المبعوث الأممي أعلنه الأسبوع الماضي، فإن الجولة الثالثة يجب أن تبدأ في الرابع من الشهر المقبل في حين يرغب النظام في تأجيلها عشرة أيام. وتعليقا على هذه المطالبة بالتأجيل، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط، إن ذلك لن يكون مقبولا لأن كل يوم يمر في سورية يسقط فيه ضحايا جدد، وبالتالي فإن المفاوضات يجب أن تتواصل دون توقف.