شهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء أمس، حفل تسليم جائزة الملك فيصل العالمية لعام 1437/2016، والذي نظمته مؤسسة الملك فيصل الخيرية في فندق الفيصلية بالرياض، وسط جمع كبير من المثقفين والعلماء. وتوج خادم الحرمين الشريفين الفائزين الذين يمثلون أربع قارات هي: آسيا وإفريقيا وأوروبا وأميركا الشمالية. وبدأ التكريم من قارة آسيا التي حظيت بجائزتي خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية، ففي خدمة الإسلام، كرم الملك المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب المسجد الحرام ورئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، ثم الفائز بجائزة الدراسات الإسلامية الدكتور عبدالله بن يوسف الغنيم "كويتي الجنسية"، تلاه تكريم عالمين من إفريقيا، حيث تسلم الدكتور محمد عبدالمطلب "مصر" والدكتور محمد مفتاح "المغرب" -مناصفة- جائزة "اللغة العربية والأدب"، ثم جاء دور قارة أوروبا التي مثلها الفائزان بجائزة الطب "مناصفة" الهولنديان: الدكتور هان جريت برونر، والدكتور يورس فلتمان، ثم قارة أميركا الشمالية التي مثلها الفائز بجائزة العلوم "علم الحياة البيولوجيا" الأميركي الدكتور فامسي كريشنا موثا، إضافة إلى البريطاني الدكتور ستيفن فيليب جاكسون "أوروبا". وكان الحفل بدأ بالقرآن الكريم، ثم كلمة رئيس هيئة الجائزة الأمير خالد الفيصل، هنأ فيها الفائزين، وتحدث فيها عن دور مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- في نشر العلم الذي أسهم في جعل وطننا "السبّاق الكريم في كل سماء وأديم". ثم قدم الأمين العام للجائزة الدكتور عبدالعزيز السبيل الفائزين في الفروع الخمسة مع نبذة تعريفية عن كل منهم. عقب ذلك، عرض فيلم عن الأمين العام السابق لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله العثيمين، الذي أمضى قرابة 20 عاما في خدمتها. عُرض فيه مراحل مهمة من حياته. واستلم التكريم نيابة عنه ابنه الدكتور صالح. عبرات الفرح كان الفائز بجائزة خدمة الإسلام الدكتور صالح ابن حميد أول من تشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين واستلام جائزته، ثم ألقى كلمته بعد أن شاهد الجميع فيلما قصيرا عن أبرز مراحل حياته، إذ تخللت الكلمة عبرات الغبطة بهذه الجائزة. وقال: هذه الجائزة التي جاءت في خدمة الإسلام، وخدمة المسجد الحرام، وهي أكبر جائزة يمكن أن يحصل عليها مسلم، وأضاف: الجوائز تسمو عندما تكون جامعة للناس وفي خدمتهم. وأشار إلى أهمية الجائزة التي تحمل اسم الملك فيصل "طيب ثراه" رائد التضامن الإسلامي. وبعد أن شكر الجهة التي رشحته للفوز، وشكر القائمين على جائزة الملك فيصل على هذا التكريم، أعلن ابن حميد عن تبرعه بقيمة الجائزة المالية لمجمع "الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد التعليمي" في مكةالمكرمة الذي يقدم خدمات تعليمية لأبناء المسلمين من شتى أنحاء العالم. مكونات الجائزة براءة مكتوبة بالخط الديواني داخل ملف من الجلد الفاخر، تحمل اسم الفائز وملخصا للإنجازات التي أهلته لنيل الجائزة ميدالية ذهبية عيار 24 قيراط، وزن 200 جرام 750 ألف ريال سعودي "200,000 دولار أميركي" دون تفرقة أكد الفائز بجائزة اللغة العربية والآداب الدكتور محمد عبدالمطلب في كلمته خلال الحفل، أن الفوز بالجائزة كان أهم تكريم لجهده، لعدة أسباب لخصها في أن هذه الجائزة جاءت من الأراضي المقدسة، كذلك لأنها تحمل اسم الملك فيصل بن عبدالعزيز، إضافة إلى أنها تؤكد أن الإسلام دين حضارة وعلم ورسالة خير لجميع الإنسانية، ثم أخيرا أنها جاءت في التخصص الذي أخلصت له في جميع حياتي، وهو تحليل النص الشعري. وبدوره عبر الدكتور محمد مفتاح عن شكره الجزيل لجائزة الملك فيصل العالمية التي أتاحت له هذه الفرصة للمثول بين يدي خادم الحرمين الشريفين، مضيفاً بالقول "هذه الجائزة رعاها ويرعاها ملوكٌ غُرٌّ ميامين حقَّ رعايتها، خلفاً عن سلف، مادياً ومعنوياً، ويسعدني أن أشكر لجامعة المجمعة ترشيحها إيَّايَ، وهو ترشيح ينطوي على دلالات عميقة تدركها القلوب السليمة والعقول الحصيفة. دور كبير عبر الفائز في مجال الدراسات الإسلامية الدكتور يوسف الغنيم في كلمته عن شكره للأمير خالد الفيصل وهيئة الجائزة. وقال: كان للمملكة دور كبير في مسيرتي العلمية وفي مقدمة من استفدتم منهم كثيرا العلامة حمد الجاسر الذي تعلمت منه أهمية الدراسات الميدانية. وأضاف: حاولت خلال عملي في هذا المجال العلمي وضع إطار للدراسات الجغرافية العربية، وما زلت أشعر أن ما قدمته هو جهد المقل. ثم وجه حديثه إلى راعي الحفل خادم الحرمين الشريفين قائلا: هذا ثالث تكريم لي تحت رعايتكم يا خادم الحرمين، وهذا أبلغ دليل على دعمكم ورعايتكم للباحثين والعلماء. وطن واحد ألقى البروفيسور جريت برونر كلمة قال فيها: هذه الجائزة تتمتع بمكانة عالمية مرموقة، وأشكر مؤسسة الملك فيصل لمنحي إياها، وأشكر الفريق الذي عمل معي في دراسات الجينات الوراثية، ثم تحدث عن أهمية هذه البحوث في علاج العديد من الأمراض. وختم: بعد فوزي اليوم أدركت أننا في هذا العالم مواطنين في وطن واحد. بدوره، قال البروفسور يوريس فيلتمان: هناك عدد من الفائزين السابقين الذين نالوا أيضا جائزة نوبل. إنه لشرف عظيم أن تضاف أسماؤنا إلى هذه القائمة. نحن نشعر بالفخر لقبول هذه الجائزة نيابة عن الفريق بأكمله من الأشخاص الذين عملوا معنا. ثم ألقى الفائز الآخر "جاكسون" كلمة شكر فيها الذين عملوا معه في المختبر لسنوات. وأضاف: كذلك أقدم الشكر للمضيفين في المملكة خلال الأيام الماضية، مما جعلها من أكثر الأيام جمالا في حياتي. ثم تحدث عن أبحاثه الطبية قائلا: الأبحاث أثبتت أن بعض الأدوية التي اكتشفناها تقتل الخلايا السرطانية، وأملي أن تكشف أبحاثي المقبلة فرصا أكثر لخدمة الإنسانية. بعده ألقى الفائز بجائزة الطب مناصفة الدكتور فامسي كريشنا موثا كلمته التي تحدث فيها عن دور والديه في مسيرته العلمية. وقال: أشكر هيئة الجائزة التي كرمتني هذا اليوم. وأضاف: جائزة الملك فيصل بسمعتها العالمية تسهم في خدمة الإنسانية خلال تشجيع فرق علمية جديدة.