أكدت منظمة التعاون الإسلامي تأييدها لجميع الجهود الدولية والإقليمية، الرامية لمكافحة الإرهاب. وعبرت مجددا عن تضامنها مع كل المبادرات التي تهدف لتحقيق الأمن والسلام في الدول الأعضاء والعالم بأسره، بما يخدم مصالح الشعوب ويدعم استقرارها. وأعربت المنظمة عن انشغالها العميق بما يشهده العالم من جرائم إرهابية، تتناقض تناقضا صارخا مع القيم الإنسانية الإسلامية منها والعالمية، وأصبحت تشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين. وأشار الأمين العام للمنظمة إياد أمين مدني إلى أن الدول الأعضاء من بين أكثر الدول تضررا من الإرهاب، حيث يعاني المسلمون من ويلات تلك الجماعات التي رهنت الإسلام بقراءاتها الخاطئة للنصوص الدينية، ومع ذلك يتعرض المسلمون للاتهامات المؤدلجة، وادعاءات الأحزاب والتيارات اليمينية المتطرفة، وأصوات الإسلاموفوبيا التي ترمى إلى تشويه صورة دينهم. معالجة أسباب التطرف رحب مدني بالإعلان عن تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب، يضم الكثير من الدول الأعضاء في المنظمة، مؤكدا الموقف الثابت لمنظمة التعاون، والمتمثل في أن الإرهاب لا دين له ولا هوية، وأن التصدي له يجب أن يأخذ في الاعتبار، بجانب التدابير الأمنية والعسكرية، وفهم وتحليل وتقصي ومواجهة الأبعاد المتعددة لهذه الظاهرة وفي مقدمتها السياقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي توفر الظروف المواتية لتفشي الإرهاب والتطرف العنيف، مثل الحرمان الاقتصادي، والإقصاء، والاستلاب، والتهميش، والتفكيك القسري، للمؤسسات السياسية والقانونية، والأمنية، والاجتماعية، والثقافية. إضافة إلى ضرورة بحث الأسباب الكامنة وراء العنف الطائفي، ومحاولات تسييس الخلافات المذهبية، والتركيز على الانتماء الطائفي، باعتباره جوهر الهوية، واختراق جهات خارجية للجماعات الإرهابية والمتطرفة، بهدف خدمة أجنداتها السياسية الخاصة. مسؤولية تاريخية أكد مدني أن ميثاق المنظمة وصكوكها القانونية ذات الصلة، لاسيما مدونة قواعد السلوك حول مكافحة الإرهاب الدولي التي تم إقرارها عام 1994، ومعاهدة منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب الدولي التي أُقرت عام 1999، والقرارات الصادرة عن القمم الإسلامية والمجلس الوزاري واللجنة التنفيذية على المستوى الوزاري، تحث جميع الدول الأعضاء على التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب. وأشار مدني إلى أن ازدياد الجرائم الإرهابية يضع الدول الأعضاء أمام مسؤولية تاريخية تحتم عليها تكثيف العمل المشترك للتصدي لهذه الظاهرة بجميع أبعادها. تعريف المنظمة للإرهاب "الإرهاب هو كل فعل من أفعال العنف أوالتهديد به أيا كانت بواعثه أو أغراضه، ويقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم بإيذائهم، أو تعريض حياتهم، أو أعراضهم، أو حرياتهم، أو أمنهم، أو حقوقهم، للخطر. أوإلحاق الضرر بالبيئة، أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أوالخاصة، أو احتلالها أو الاستيلاء عليها، أوتعريض أحد الموارد الوطنية أوالمرافق الدولية للخطر، أو تهديد الاستقرار، أو السلامة الإقليمية، أو الوحدة السياسية، أو سيادة الدول المستقلة". "الجريمة الإرهابية هي أي جريمة، أو شروع أو اشتراك فيها، ترتكب تنفيذا لغرض إرهابي في أي من الدول، أوضد رعاياها أو ممتلكاتها أو مصالحها أو المرافق والرعايا الأجانب الموجودين على إقليمها، ما يعاقب عليها قانونها الداخلي".