أشار تقرير نشر الخميس الماضي على موقع "أميركا اليوم"، للكاتب كيم هجيلمجارد، إلى أن طهران -على ما يبدو- ضغطت على موسكو للعب دور أكبر في الصراعات بسورية والعراق، بما في ذلك القيام بالضربات الجوية. وحسب التقرير، فإن رئيس الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني سافر إلى روسيا في أغسطس الماضي، وناقش مع المسؤولين بجدية قضية التدخل العسكري في المنطقة. ونقل تفاصيل اللقاء مسؤول في الحكومة العراقية -رفض ذكر اسمه- وأضاف أن سليماني التقي بوتين، واستعرضا معا الخرائط وصور المراقبة، والتنسيق الاستخباراتي المشترك. كما التقى كبار المسؤولين العسكريين الروس، لمناقشة خطط إنشاء مركز لتقاسم المعلومات الاستخباراتية المشتركة في بغداد، للتعاون الواسع بين العراق وسورية وإيران وروسيا. دعم الأسد معروف أن الحكومة الإيرانية هي من الداعمين الرئيسين لنظام بشار الأسد، ولها علاقات وثيقة مع المسؤولين في الحكومة العراقية. وشكك رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في جدوى الضربات الجوية التي قادها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق، بقيادة الولاياتالمتحدة منذ أشهر، وقال إنها "لم تكن فاعلة"، بينما رحب في الوقت نفسه بالضربات العسكرية الروسية في العراق. مخاوف على أمن الناتو في وقت أكد التقرير أن واشنطن ترفض حتى الآن العمل مع النظام السوري، وتصر على أن الأسد يجب أن يترك السلطة. لكن يبدو أن الضربات الجوية التي قامت بها القوات الروسية منذ 30 سبتمبر الماضي عكست التحول في التحالفات الدولية في المنطقة، لا سيما بعد اقتناع الجميع في الشرق الأوسط بأن الولاياتالمتحدة غير جادة ومترددة في الأزمة السورية. في المقابل شاركت أربع سفن حربية روسية، الخميس الماضي في تنفيذ 26 ضربة صاروخية من بحر قزوين ضد أهداف في سورية. وحسب الأمين العام لحلف الناتو ينس شتولتنبرج فإن الضربات الجوية الروسية سمحت لقوات الأسد بتوسيع الوجود العسكري على أرض الواقع في عمق الأراضي السورية. التطور اللافت هو أن وزراء دفاع حلف الناتو بدؤوا ينظرون بجدية في الآثار المترتبة على "أمن الناتو نفسه" – حسب تعبير شتولتنبرج - خصوصا أن الجميع علي قناعة بأن القوات الروسية تستهدف أساسا المعارضة السورية وتثبيت أركان نظام الأسد، ولا تستهدف داعش بشكل رئيس.