تفاوتت ردود فعل مكاتب حملات الحج في الداخل، والحجاج، بين متظلم ومؤيد لتشريعات وزارة الحج الأخيرة التي تسعى خلالها الوزارة إلى ضبط أسعار الحملات، والحد من الحملات الوهمية واستغلال ضعفاء النفوس لقاصدي الحج. تنافس في الخدمات وطالب ملاك مكاتب حجاج الداخل الوزارة بوضع آلية مستقبلية تضمن عودة التسجيل عن طريق المكاتب لحماية المستفيد، ولضمان تسويق الخدمات المقدمة بشكل أوسع، وإتاحة الفرصة للمنافسة وفق الاشتراطات المحددة، كما أن حضور الشخص إلى مقر الشركة إضافة إلى معرفته بالخدمات يتيح للشركة معرفة حاجاته بشكل دقيق والعمل على توفيرها وبالذات ممن يحتاجون رعاية خاصة ككبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
رضا وتذمر شكلت تشريعات وزارة الحج الجديدة رضا حجاج الداخل للفكرة، إلا أنهم متذمرون من طريقة التسجيل في الموقع الإلكتروني، وتعطله أحيانا وبطء استجابة القائمين على الدعم الفني للموقع عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف المجاني. الأسعار تغلق مكاتب وفي استطلاع ل"الوطن" لمقدمي خدمة حملات الحج حول جدوى التشريعات الجديدة للوزارة، ومدى إمكان تطبيقها، أكدوا أن قيمة الأسعار للخدمات المقدمة غير مناسبة، ما اضطر بعضهم إلى عدم التقدم للخدمة في الموسم الحالي، معبرين عن امتعاضهم بلافتات على مداخل مكاتبهم "بعدم وجود حج لهذا العام"، كما اضطرت بعض المكاتب التي لم تطبق السعودة إلى إغلاقها بعد جولات ميدانية من أمانة مدينة الرياض. وبيّن ملاك المكاتب الذين حصلوا على تصريح بعد قبولهم للشروط وانطباقها عليهم أن تأخر صرف رسوم الحج التي تصل إلى وزارة الحج ممن أكمل استصدار التصريح يحول دون دفع بعض رسوم الخدمة مثل حجوزات الطيران والنقل العام، ما جعلهم يضطرون للاستدانة.
تهميش وعدم ثقة وصف أصحاب حملات حجاج الداخل تشريعات الوزارة الجديدة بالمهمشة لهم، والساحبة للثقة منهم من خلال سحب كل الصلاحيات الممنوحة لهم سابقا في المواسم الماضية، والتي تتمثل في تسجيل حجاجها، مشيرين إلى تقديم تظلم إلى المحكمة الإدارية بمكة المكرمة التي رفضت تعجيل النظر في دعواهم في الوقت الحالي. خيارات غير كافية وفيما يتعلق بشرائح الخدمة الست المعتمدة والمتاحة للتقديم عليها، عدّ يوسف الحارثي أن المعلومات المذكورة في الموقع عن مواقع المخيمات غير كافية، ولم تذكر الإحداثيات التي تسهل الوصول دون عناء لكل المواقع، إضافة إلى اكتمال مقاعد برنامجي الحج الميسر، وحج منخفض التكلفة، بعد أيام قليلة من بدء التقديم على البوابة الإلكترونية، معللا ذلك بمحدودية المقاعد لتلك البرامج، إضافة إلى مناسبتها شريحة كبيرة من المجتمع وبالتحديد أفراد الأسرة الواحدة الذين لا تسمح لهم الميزانية التقديم على شرائح البرنامج العام. وبين حمد الغازي أن الفترة الزمنية للتقديم على الموقع الإلكتروني متأخرة إلى حد كبير، إضافة إلى ضعف الإعلان لآلية التقديم الجديدة ووقت انطلاقها من وزارة الحج. تشريعات وتنظيمات الوزارة شرعت وزارة الحج تنظيمات جديدة تهدف خلالها إلى الحد من الحملات الوهمية التي تستهدف حجاج الداخل، بحصر التقديم عبر البوابة الإلكترونية للوزارة "المسار الإلكتروني" والذي بدأ تطبيقه مطلع ذي القعدة. وتؤكد الوزارة أن المسار الإلكتروني يسير وفق ما هو مخطط له بنجاح، سعيا منها إلى تحقيق أهداف عدة من أهمها ضبط مغالاة أسعار بعض الشركات والقضاء على الحملات الوهمية وعمليات النصب، مشيرة إلى أن الآلية الجديدة ستحفظ حقوق كل الأطراف، وتضمن جودة الخدمات المقدمة من منطلق مسؤولية الوزارة لتنظيم القطاع بالشكل الذي يحقق توجيهات الدولة المتمثلة في تمكين الحجاج من أداء الفريضة بيسر وسهولة. كما سعت الوزارة إلى الحد من تباين أسعار الحملات والخدمات المقدمة، وذلك خلال اعتماد ثلاثة برامج وفق حاجات شرائح المجتمع المختلفة، إذ خصصت برنامجا منخفض الكلفة تراوح أسعاره من 5250 ريالا إلى 3000 ريال، إضافة إلى برنامج الحج المسير الذي حُدد سعره ب3000 ريال، أما البرنامج الثالث، فشمل أربع شرائح تتفاوت أسعارها نتيجة الخدمات المشتملة عليها، وتراوح أسعارها من 11890 ريالا وحتى 5893 ريالا، إضافة إلى أن خدمة دفع الرسوم كاملة عن طريق الوزارة لم تدع مجالا لبعض ملاك الشركات في رفع الرسوم بحجة إضافة خدمات. الواجهة أزاحت الخداع ذكر ضيف الله الحصني -حصل على تصريح حج هذا العام، أن التقديم عبر الواجهة الإلكترونية لوزارة الحج أزاح كابوس الخداع بالحملات الوهمية التي كانت هاجسا لدى كل من ينوي الحج، مبينا أنه وقع في شباك تلك الحملات قبل سنوات عدة، ما اضطره إلى الافتراش في المشاعر المقدسة على الرغم من دفعه مبلغا تجاوز 6 آلاف ريال. فيما أوضح سيف العوض أنه يحاول منذ بداية التقديم إكمال التسجيل واختيار الشريحة المناسبة، إلا أنه لم يتمكن من التسجيل، نتيجة الضغط الكبير ممن يسعون للاستفادة من خدماته، متخوفا من اكتمال العدد في وقت مبكر، مؤكدا أن الفكرة رائدة ولكنها بحاجة إلى تطوير تقني ودعم فني.
التقديم الإلكتروني على الرغم من امتعاض كثير من ملاك تلك الشركات من التشريعات، إلا أنهم رأوا أن التقديم الإلكتروني تميز بضمان البيانات المدخلة للحاج، لأنه مرتبط إلكترونيا عبر الجهات ذات العلاقة، إضافة إلى تخفيف عبء تسجيل البيانات للمستفيدين والتفرغ لتجهيز المواقع بالمشاعر المقدسة وتوفير الخدمات اللازمة الأخرى من إعاشة ووسائل نقل. لكنهم أبدوا خشيتهم من انتهاء فترة التسجيل دون اكتمال العدد المخصص، متوقعين أن هناك خللا فنيا لم يُنتبه إليه، إذ يظهر أن هناك شواغر نتيجة انسحاب بعض المتقدمين بعد دفع الرسوم واستصدار التصاريح، وفي المقابل عندما يتقدم أحد للحملة لا يجد مقاعد متاحة.