رغم ما تقدمه وزارة الحج لكافة الحجاج من خدمات وتسهيلات إلا أنه وفي كل عام يتكشف العديد والجديد من الثغرات التي ما تلبث أن تتداركها الوزارة ممثلة في لجانها الرقابية والتنسيقية من أجل تطوير أداء مواسم الحج . ولعل الحديث يطول كثيراً عن المخالفات التي تقع في الحج سواء من المطوفين أو من الحملات أو حتى من الحجاج أنفسهم إلا أنه وعندما نتحدث عن أكثر من ثلاثة ملايين ينتشرون في بقعة محددة ويؤدون المناسك في وقت واحد فإننا نتحدث عن جهود جبارة وترتيبات كبيرة تبذلها تلك الوزارة في إطار إظهار موسم الحج بأقل العقبات بل بلا عقبات من شأنها أن تعيق أداء مناسك الحجاج. ولعل لغة الإحصائيات خير دليل على تطور أو تدني الجهود حيث ان الإحصائيات تشير إلى أن كل موسم حج يشهد تزايد أعداد الحجاج بنسبة بسيطة لا تعيق انسيابية الحج وسهولته. وبما أن إحصائية حج العام الحالي 1433 ه لم تكتمل إلى الآن فلا بأس من الحديث عن آخر إحصائية للعام الماضي حيث تشير تلك الإحصائية إلى أنه بلغ إجمالي عدد الحجاج قرابة (2,927,717) مليونين وتسعمائة وسبعة وعشرين الفا وسبعمائة وسبعة عشر حاجا بزيادة نسبتها 5% عن عدد الحجاج في العام الذي قبله. وتأتي هذه الإحصائية موزعة على حجاج الداخل والخارج حيث بلغ عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة (1,828,195) حاجا بارتفاع نسبته 1.59% عن عددهم في العام الذي قبله فيما بلغ عدد الحجاج من داخل المملكة (1,099,522) حاجا وهذه النسبة بزيادة قرابة الواحد في المئة من العام الذي قبله. وفي تصريح له ذكر قائد قوات جوازات الحج العميد عايض الحربي أن العقوبات المفروضة على المخالفين ستكون صارمة حيث سيعاقب من يثبت أنه ينقل الحجاج بدون تصاريح بسحب مركبته وإرجاعه كما سيعاقب كل حاج بغرامة مالية تصل إلى عشرة آلاف ريال إضافة إلى السجن . وعن الطرق الفعالة التي تتخذها وزارة الداخلية للحد من التصاريح المزورة أو تسلل الحجاج بدون تصاريح أوضح الحربي في تصريح له أن هناك أجهزة متطورة في المطارات الدولية لفحص تلك التصاريح بحيث تكتشف التصاريح المزورة وبالتالي يتم إحالة أصحابها إلى الجهات ذات الاختصاص تمهيداً لتطبيق النظام بحقها. وعن كفاية حملات الحج في الداخل قال مسؤول حملة حج إبراهيم الحسون : لا شك أن الحملات الداخلية قليلة جداً ولا تفي بالغرض وإنني أتأسف كثيراً إذا أتى حاج بأحد والديه أو زوجته يريد أن يحججهما فيتفاجأ بأن الحملة قد أغلقت ملف التسجيل منذ شهر أو أكثر وهذا دليل واضح على أن الحملات الداخلية قليلة ولا تفي بالغرض بل ولا تسد احتياج الأعداد المتزايدة من حجاج بيت الله الحرام. وأشار الحسون الى أن الحملات التي تمتلئ وتستكمل المقاعد المتاحة لها والمصرحة من وزارة الحج تقوم بتحويل المواطنين والمقيمين الراغبين في الحج إلى حملات مجاورة لديها طاقات استيعابية أكثر إلا أن المشكلة تبقى مؤرقة في قلة الأعداد الممنوحة لكل حملة مما يوقع الكثير من راغبي الحج في حرج يضطرهم إلى تأجيل الحج إلى العام القادم. وذكر مختار الغامدي (مشرف إحدى الحملات) أن المعاناة التي تواجهها الكثير من الحملات في المشاعر المقدسة وخصوصاً منى هو تكدس الحجاج المخالفين والذين ليس لديهم تصاريح للحج أمام بوابات المخيمات وهذا يوقع أصحاب الحملات في حرج شديد حيث ان الموسم عظيم والأيام من أفضل أيام السنة والضيوف هم ضيوف الرحمن ولا يريد أي مسؤول أن يعرّض أي حاج للعقوبة نظير مخالفته مما يجعل المخالفين يتسللون إلى داخل الخيام بطرق تزعج الحجاج كثيراً. وأشار الغامدي الى أن حملات الحج يجب أن تعمل بشكل مقنن أكثر مما هي عليه ولا يمنع أن تتقدم كبرى حملات الحج بطرح منافستها لاحتواء كافة حجاج الداخل وبهذا يضمن الجميع انخفاض الأسعار وتساوي الخدمات للفئات المتساوية والعمل على تنظيم الحج وجعله أكثر ترتيباً من خلال الحملات الكبرى التي لديها خبرات طويلة في مجال الحج والعمرة وتضييق الخناق على تلك الحملات التي هدفها في المقام الأول هو الربح المادي على حساب الحاج حيث تستغل ضعفه وجهله بالأنظمة وتتظاهر بتقديم خدمات راقية استخفافاً بعقول الحجاج ليرى الحاج الواقع المخيب عندما يصل إلى المشاعر المقدسة وهذا الأمر لن يكون عندما تمسك زمام الأمور شركات حج كبرى لها سمعتها ومكانتها . أصحاب الحملات: وزارة الحج تتحمل مسؤولية ارتفاع الأسعار عاماً بعد آخر، يتواصل ارتفاع أسعار حملات حجاج الداخل، ويلقي كل طرف بتهمة رفع الأسعار على الطرف الآخر، متفقين على أن الأسعار من الممكن تخفيضها إلى الثلث في حال اتخاذ إجراءات معينة، وترتيبات تحد من تنامي الأسعار. وارتفعت تكاليف الحج لهذا العام إلى أن وصلت إلى مستويات غير معقولة خلال السنوات الخمس الأخيرة وأشار أكثر من صاحب حملة إلى أن السبب الرئيسي في كل ما يحدث هو التخبطات التي تسير عليها وزارة الحج في تسليم وتجهيز المواقع والمخيمات لأصحاب الحملات كما أنها السبب في رفع إيجار تلك المواقع عليهم وهذا ما سبب لهم رفع الأسعار في وجه المواطن ، من خلال جولة «اليوم» في بعض الشركات وحملات الحج رصدت ردة فعل أصحاب تلك الحملات والذين في واقع الأمر لم يخفوا غضبهم على ما آلت إليه حملات الحج من ارتفاعات في الأسعار بشكل مبالغ فيه قد يحرم الكثير من المواطنين والمقيمين من أداء مناسك الحج ، جولتنا جاءت بالرصد التالي .. منى والمشاعر المقدسة التقينا أولا بخيت الزهراني أحد موظفي احدى حملات الحج الواقعة على طريق الملك فهد وتحدثنا معه عن سبب ارتفاع سعر الحملة في الشركة التي يعمل بها فأجاب : بالنسبة لنا فأسعار الحملات تبدأ من 13500 ريال (طيران) وسبب الارتفاع هو ما نواجهه من مصاريف مرتفعة في حجوزات الطيران فقد ارتفعت تكلفة تذكرة الحاج الواحد إلى ما يقارب 1400 ريال كما أن وزارة الحج رفعت الإيجارات على المخيمات بقدر الضعف وهذا تسبب في حقيقة الأمر في تحمل شركات الحج تكاليف إضافية بالإضافة أن المخيمات الواقعة في منى والمشاعر المقدسة تحتاج إلى عمالة لتنظيفها وتجهيزها بالكامل وبسبب تأخر وزارة الحج في تسليمها للمواقع، فإن تلك العمالة تستغل الوضع وتقوم برفع أجر اليد العاملة، فتخيل أن الزيادة وصلت لليد العاملة والتي كانت ب 500 ريال إلى 2000 ريال وهذه إشكالية أخرى تجعلنا نقوم برفع أسعار الحملة ، وأشار الزهراني أن هناك تكاليف إضافية يتحملها صاحب الحملة من توفير بعض الخدمات للحاج ومنها توفير الأكل والشرب وخدمات التوصيل إلى قطار المشاعر وتوفير طبيب وطبيبة للحملة وتكاليف البرامج الثقافية واستضافة بعض الشيوخ لإلقاء المحاضرات والدروس العلمية وتوفير فريق تقني مع الحملة بالإضافة إلى خدمات الاتصال والانترنت وتوفير كذلك عربات النقل للحجاج من كبار السن، بالإضافة إلى تكاليف إيجار الفنادق وغيرها من أمور أرى أنها تكالبت علينا في رفع الأسعار وطالب الزهراني بأن تتدخل وزارة الحج بشكل سريع من خلال حج الموسم القادم في تسليم المخيمات بأسرع وقت ممكن لكي يتم تجهيزها بوقت كاف كما طالب الوزارة بأن تبادر بتخفيض إيجار المخيمات لكي يتسنى لصاحب الحملة هو الآخر تخفيض سعر الحملة وهذا كله سيعود على المواطن بالنفع الكبير ومقدرته على أداء فريضة الحج بأسعار معقولة وممكنة للجميع. أسعار الحملات وفي الجانب الآخر توجهنا كذلك إلى حملة أخرى والتقينا بصاحب الحملة المواطن ناصر القحطاني والذي شاركنا بقوله : «السبب الرئيسي في رفع أسعار الحملات هو ارتفاع أسعار حجز الطائرات للحجاج وما يعقبه من إيجار مخيمات الحج من وزارة الحج وارتفاع تكاليف المعيشة بشكل كلي في جميع ما يحتاجه الحاج في مكة ، فعلى سبيل المثال تقدم حملتنا خدمات على مستوى راق ورفيع وهذا مطلب كل حاج فأسعار الحج في حملتنا يصل إلى 14000 ريال وأنا أشعر بأنه مبالغ فيه ولكن الذي جعلنا نصل إلى هذه الأسعار الخيالية هو تخلي وزارة الحج عن دورها تجاه الحملات فكان من المفترض أن تقوم وزارة الحج بعمل حملات خاصة بها بحيث تكون مخفضة للمواطن كما أنها تقوم بعملية تقييم لجميع الحملات المشاركة في نقل الحجاج وعمل تسعيرة على كل حملة من ناحية الخدمات التي تقدمها ولا يكون هناك تلاعب في أسعار الحملات من بعضها والتي تكون مجهولة كما أن وزارة الحج يجب أن تطبق نظام الحج المخفض بأسرع وقت ممكن لأن ذلك سيخفف الكثير من الضغط على الحملات كما سيسمح بتخفيض أسعار الحملات ونضمن بأن يستطيع المواطن بإذن الله أداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة وبدون أي ديون أو قروض شخصية قد يقع فيها البعض لأداء مناسك الحج ، كما أطالب وزارة الحج باتخاذ الإجراءات المناسبة في طريقة تسليم المخيمات لأصحاب الحملات أو أن تقوم هي بتنظيفها وتجهيزها قبل موعد الحج بوقت كاف لأن وكما قلت سابقا ان العمالة والوزارة هما السببان الرئيسيان في تحملنا نحن تكاليف مادية طائلة جعلتنا نرفع من أسعار حملات الحج في وجه المواطن». صاحب الحملة المواطن صالح الغامدي أحد أصحاب حملات الحج علل هو الآخر ارتفاع أسعار حملات الحج إلى عدة أمور ومنها على حد قوله : نعم نشاطر الجميع أن أسعار حملات الحج تعدت المعقول وأصبح الحج عند البعض من المستحيلات ولكن لا أرى أن أصحاب الحملات هم السبب في ذلك ولا يلغي كذلك أن البعض منهم استغل موجة الغلاء الحاصلة الآن في البلد وقام برفع أسعار الحملة في وجه المواطن بشكل مبالغ فيه بل وفيه من الجشع غير المعقول الكثير ولكن دعني أقول ان هناك عدة أمور جعلت أسعار الحملات تصل إلى هذا الحد بل أنها عند بعض الحملات تخطت حاجز 16 ألف ريال وهي أن تكلفة الحاج أصبحت كبيرة على صاحب الحملة ولكم أن تتخيلوا أن الأسعار ارتفعت بسبب وزارة الحج نفسها التي لم تحرك ساكنا في وضع ضوابط معينة لضبط الأسعار بل هي أصبحت سببا رئيسيا في موجة غلاء الحملات ابتداء من إيجار المخيمات إلى تأخيرها في تسليمها للحملة والتي هي بدورها تقوم بتجهيزها بالكامل وعلى نفقتها الخاصة فعندما تأتي إلى المخيم لا تجد سوى مكيف واحد ولك أن تتوقع أن يكون في حالة عطل بل والأدهى من ذلك أن يكون المخيم هو يحتاج إلى صيانة كاملة وغير صالح لإقامة الحجاج بداخله وهذا بالطبع كله سيعود على الحملة والتي لابد أن ترفع سعر الحملة لإرجاع ما خسرته وكذلك لجلب فائدتها هي الأخرى من إقامة هذا النشاط ، أنا أتوقع أن الحل الوحيد هو أن تقوم وزارة الحج في الموسم القادم بتخفيض تكلفة إيجار المخيمات وأن تقوم هي بدورها بتجهيز مواقع الخيام وعمل الصيانة اللازمة لها ووضع تسعيرة على مواقع المخيمات وعلى أصحاب الحملات بحيث نضمن أن صاحب كل حملة وعلى حسب ما يقدمه من خدمات وما تراه لجان المراقبة في الحج وضع التسعيرة المناسبة لحملته وبذلك سنلاحظ أن تكلفة أسعار حملات الحج ستنخفض وتعود إلى المستويات المعقولة التي يتمناها كل مواطن ومقيم ينوي أداء مناسك الحج في المستقبل. 300 في المائة أرباح حملات حجاج الداخل .. ومطالب بسن تشريعات لضبط دخلها شدد مستثمرون وعاملون في قطاع حملات الحج على ضرورة فرض وزارة الحج خلال الأعوام المقبلة ضوابط جديدة ونسب ربح لا تتجاوز 50 بالمائة بعدما ارتفعت نسب ربح هذه الحملات بشكل سنوي إلى أكثر من 300 بالمائة، ووصول تكلفة الحاج الواحد في بعض الحملات إلى 20 ألف ريال. وأكد المستثمرون والعاملون خلال حديثهم ل«اليوم» ان شركات الحج المخفض لم تتمكن من تسويق مقاعدها نتيجة إغلاقها لليوم الأول وحجز كافة المقاعد من قبل جمعيات خيرية ومكاتب الجاليات ولم يتمكن اغلب شرائح المجتمع من ذوي الدخل المحدود من الحجز نتيجة عدم توافر مقاعد كافية وحجزها بشكل مبكر. في البداية أوضح أحد كبار المستثمرين في حملات الحج بالعاصمة المقدسة محمد الزهراني ان ارتفاع أسعار حملات الحج يرهق كاهل الحاج وأن مجموعة من المستثمرين في حملات الحج أصبح موسم الحج متاجرة بالنسبة لهم مع أن وزارة الحج قدمت لهم تسهيلات كبيرة في إتمام حجز المخيمات والإجراءات اللازمة في تمكنهم من الحجز. ضوابط جديدة وقال الزهراني انه لابد من وزارة الحج ضرورة دراسة ظاهرة ارتفاع أسعار الحاج الواحد خاصة بعد ظهور حملات تروج لخدمات vip والتنسيق مع وزارت التجارة والوزارات الأخرى في كيفية تمويل السلع الغذائية التي أصبحت أسعارها متضخمة خلال الفترة الأخيرة والعمل على إيجاد حلول لهذه العوائق كذلك تحديد ضوابط جديدة تضمن عدم تكرار ارتفاع الأسعار وتحديد سقف محدد لنسب ربح حملات الحج بحيث لا تتجاوز 50 بالمائة بعدما أصبح اغلب المستثمرين في حملات الحج بشكل موسمي يتقاضون ارباح تصل إلى 300 بالمائة. تسليم المواقع من جهته قال أحد رؤساء حملات حجاج الداخل بجدة محمد الحربي ان الأسباب التي أدت إلى ذلك الارتفاع من أهمها تأخير تسليم المواقع وحتى الآن لم نستلم مواقعنا من وزارة الحج وهو سبب جوهري ورئيسي إضافة إلى غلاء أسعار إيجارات الخيام من قبل وزارة الحج فهي مرتفعة جدًا فمثلا سعر الخيام (أ) يصل إلى 7500 ريال في 16 مترًا إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وعلى سبيل المثال ارتفاع سعر الدجاج واللحوم والأسماك التي تعد وجبات رئيسية إضافة لوسائل النقل التي كانت وسيلة واحدة والآن أصبحت 3 وسائل وجميعها واجبة الدفع مشيرًا إلى ان تلك العوامل كانت السبب في ارتفاع الأسعار وما لم تزل هذه المعوقات من الصعوبة أن تنخفض الأسعار. حجاج الداخل وكانت وزارة الحج أكدت أن هناك دراسة تجريها الوزارة في الوقت الراهن لإقرار عدد من الضوابط للحد من ارتفاع أسعار حملات حجاج الداخل مؤكدة أنه سوف يتم إعلان الضوابط الجديدة فور الانتهاء من الدراسة وقبل بدء موسم الحج لهذا العام وأن ملف حملات الحج الوهمية تم إسناده بالكامل إلى «هيئة التحقيق والادعاء العام» لرصد المخالفات وتنفيذ العقوبات التي نص عليها النظام بحق جميع المخالفين. حملات الحج : أسعار مرتفعة وخدمات متواضعة .. والحلول غائبة تتفاوت الخدمات التي تقدمها حملات الحج من عام إلى آخر ومن شركة إلى أخرى سواء من ناحية الأسعار أو جودة الخدمات أو تسهيل تنقلات الحج بين المشاعر المقدسة إلا أن عددا من حملات الحج تستغل الزبائن من خلال المبالغة في الأسعار أو تقديم خدمات وعروض وهمية لجذب الزبائن دون وجود عقوبات وقوانين رادعة بحق هذه الحملات . «اليوم» زارت الكثير من مكاتب شركات الحج واطلعت على أسعارها وعروضها المقدمة واستمعت إلى المواطنين الراغبين في الحج ورأيهم في الخدمات والأسعار التي تقدمها حملات الحج هذا العام .. إليكم التفاصيل ... أسعار متغيرة في البداية يقول علي الحسين يعمل مشرفاً في احدى شركات الحج في مدينة الرياض منذ سنوات ان حملات الحج التابعة للشركات ليس لها في الغالب سعر محدد فالشركة هي التي تحدد السعر حسب الكثير من العوامل والظروف والنفقات من خلال حساب مصاريف التغذية والنقل والصيانة والعاملين في الحملة والنفقات الأخرى إضافة إلى حجم الطلب المتوقع على الحملة مبيناً أن أسعار حملات الحج ليس عليها رقابة أو ضابط يحدد الأسعار فالأمر متروك للشركة في تحديد السعر الذي تراه والزبائن لديهم الحرية الكاملة في تقبل السعر الخاص بالحملة . تكاليف مرتفعة ويشتكي محمد العنزي من ارتفاع تكاليف حملات الحج هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة خصوصاً ما يتعلق برحلات الحج عن طريق الجو مضيفاً أنه وجد أرخص حملة للحج من خلال الطيران بمبلغ ستة آلاف ريال وهذا المبلغ عندما يتم حسابه لعدد ثلاثة حجاج مرافقين معه وهم أمه وزوجته وشقيقته ستجد أن المبلغ تجاوز 24 ألف ريال لمدة لا تتجاوز الأسبوع مبيناً أن هذا المبلغ مبالغ فيه وهو كبير جداً حيث انه يعادل نصف دخله السنوي كما أن سعر حملات الحج مبالغ فيها لاسيما وأننا مقيمون في المملكة ولسنا قادمين من أوروبا أو أمريكا إضافة إلى أن الحج خلال السنوات القليلة الماضية أصبح مكلفاً وليس مثل السابق حيث كان الحج بسيطاً وغير مكلف للحاج . جهود شخصية ويبين سعود الحسيني أن الكثير من المواطنين أصبح يهرب من ارتفاع أسعار شركات الحج من خلال الحج مع عدد من المواطنين الذين يسيرون حملات داخلية على طريق البر بأسعار معقولة وغير مرتفعة وتقدم خدمات مناسبة للحجاج على الرغم من أنها ليست مرخصة أو نظامية ولكن السمعة الطيبة التي يتميز بها أصحابها وخبرتهم السنوية في الحج كل عام دفعت الكثير من المواطنين إلى الالتحاق بهذه الحملات خصوصاً من كان لديه أعداد كبيرة من أسرته لديهم الرغبة في الحج ولا يستطيعون تحمل تكاليف شركات الحج المرتفعة . خدمات متواضعة ويتحدث محمد الجمعة بأن الكثير من شركات الحج تقدم مع الأسف خدمات متواضعة وغير مناسبة ولا ترضي الحجاج الملتحقين بالحملة وذلك في ظل عدم وضع أنظمة وقوانين تلزم شركات الحج بتقديم الخدمات المطلوبة وتوفير كافة سبل الراحة للحجاج سواء فيما يخص السكن أو الوجبات الغذائية أو المواصلات أو الخدمات الأخرى مضيفاً أن الشكاوى تتكرر سنوياً من الحجاج على أصحاب الحملات بسبب تواضع الخدمات المقدمة والبحث عن أكبر نسبة ربح من الحجاج دون مراعاة لقدسية وأهمية الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ومساعدتهم لتأدية فريضة الحج بكل يسر وسهولة . حملات رفاهية ويقول محمد الرمالي ان عددا من حملات الحج تقدم خدمات مميزة ورفاهية للحجاج المنضمين للحملة وهو ما يطلق عليها حملات vip وأسعار هذه الحملات تبدأ من عشرين ألف ريال وتتجاوز في بعض الأحيان المائة ألف وهذه الحملات موجودة في المملكة والعديد من دول الخليج والعالم حيث تقدم خدمات مميزة وكأن الحاج في رحلة سياحية وليس في رحلة للحج والعبادة حيث يتم إسكان الحاج في غرف حديثة ومكيفة يقيم فيها بمفرده وتقدم له الوجبات الغذائية من أفخم المطاعم والوجبات المتنوعة بالإضافة لتوفير وسائل الاتصال الحديثة ووسائل النقل الجديدة والذي يتم توفيرها للحاج في أي وقت يشاء . الموقع المناسب ويوضح عبد الله العتيق أنه قام بالحج خلال العام الماضي مع احدى حملات الحج المرخصة وقد جذبه لهذه الحملة الإعلانات البراقة والخدمات التي ستقدم للحجاج بالحملة من خلال الوجبات والقرب من الجمرات والموقع المناسب وعدد الحجاج في الحملة مضيفاً أنه التحق بالحملة على الرغم من ارتفاع رسومها ولكن بعد أن وصل إلى مقر الحملة تفاجأ بأن الوعود التي أطلقتها الحملة مجرد أكاذيب وحبر على ورق ولا تمت للواقع بصلة حيث ان عدد حجاج الحملة أكبر من المصرح به إضافة إلى أن الخدمات في الحملة سيئة جداً وقد اضطره ذلك إلى تقديم شكوى إلى وزارة الحج ولكن هذه الشكوى مع الأسف ظلت حبيسة الأدراج ولم يتم البت فيها أو تغريم شركة الحج ولو ريالاً واحداً. قوانين محددة ويدعو عبد الله الزهراني إلى «وضع لجنة دائمة تنظم عمل حملات الحج من خلال تقديم أسعار مناسبة للجميع ويتم وضع عقوبات وقوانين محددة لتنظيم عمل شركات الحج أو يتم دمج شركات الحج في شركة واحدة فيما يخص حجاج الداخل من المواطنين والمقيمين حتى يتم تلافي الكثير من السلبيات ومنع التلاعب في أسعار الحملات أو الخدمات المقدمة للحجاج أثناء الحج، إضافة إلى استفادة الشركة الخاصة بالحج من تطوير خدماتها وتوظيف السعوديين وتدريبهم لتقديم خدمات مميزة لاسيما وأن فترة الحج لا تتجاوز الأسبوع ويمكن الاستعانة بالمتطوعين والذين لديهم خلفية وخبرة طويلة في شئون الحج». لجان للقبض على المتورطين في حملات الحج الوهمية علمت «اليوم» من مصادر خاصة عن تشكيل لجان مشتركة من الجهات الحكومية والأمنية تعمل بشكل مباشر على استقبال البلاغات من قبل الحجاج والعمل على تقصي المعلومات حول حملات الحج الوهمية المتورطة في الاستيلاء على مبالغ مالية والقبض على المتورطين وإحالتهم إلى التحقيق وإخضاعهم للإجراءات اللازمة في مثل هذه الحالات. وحذرت المصادر ذاتها حجاج الداخل من حملات الحج الوهمية وطالبت بضرورة تأكد حجاج الداخل من التصاريح النظامية لمنع التحايل وتضليل الحجاج وأهمية الانضباط والالتزام بالتعليمات والحصول على التصاريح النظامية. وشددت المصادر على أهمية حصول المواطنين والمقيمين على تصريح الحج من الأحوال المدنية والجوازات عند الرغبة لأداء الفريضة وضرورة تقيد الحجاج بنظام التفويج لرمي الجمرات الذي تنظمه وتشرف عليه وزارة الحج ومؤسسات الطوافة. من جهتها أوضحت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بأنه قد تم إنتاج وتصوير البرامج الدعوية الإعلامية لموسم هذا العام في النصف الأول من هذا العام وبشكل مبكر وفق رؤية جديدة ومسار علمي وإعلامي له علاقة بالتواصل السليم بين الداعية وعقول المستقبلين لتوجيهاته وعبر خطة أصولها وفروعها وأركانها ومحاورها وقواعدها ورسالتها وأهدافها محددة في إطار 400 محور نتعامل معها وفق جدول زمني وبرنامج دقيق يسمح بوصول المعلومة للحجاج عبر فريق إعداد محترف وآخر لتصوير وتسجيل البرامج التلفزيونية والإذاعية التي قامت الوزارة بإعدادها وإنتاجها لنشر وتبسيط الأحكام والواجبات والتعليمات الشاملة عن مناسك الحج وإيصالها للحجاج قبل وبعد وصولهم المملكة، متضمنة ما يؤكد ويوضح حاجة المسلمين للالتزام والتقيد بالأنظمة والتعليمات التي أعدت من قِبل قطاعات الدولة المنظمة للخدمات، لضمان أمنهم وسلامتهم ومعاشهم وإعاشتهم وإقامتهم. منهج نبوي وأكدت الوزارة ان جميع برامج الوزارة المخصصة لتوعية الحجاج هدفها الأول نشر وغرس منهج التيسير في أحكام الحج والعمرة وهو منهج نبوي يتوافق مع مفهوم قوله صلى الله عليه وسلم: ‹›خذوا عني مناسككم›› ومن أهم وسائل رفع الحرج عن الحجاج، ومتطابق مع مفهوم ‹›افعل ولا حرج››، مؤكدة أن جميع دعاة التوعية في الحج متقيدون وملتزمون ومنفذون وحريصون على هذا المفهوم الشرعي وما ينتج عنه من الخير الكثير والثمرات الإيجابية التي تيسر على الحجاج رحلة حجهم ويسهل عليهم أداءهم للمناسك وفق المنهج النبوي الواضح والكامل والمفهوم والمفيد والبعيد عن التعقيدات والمعرقلات التي تتعارض مع واقع رحلة الحج التي فيها المشقة في السفر والترحال واختلاف نظام الأكل والشرب والطقس والتنقلات والمواصلات ومسافاتها وتتصادم مع استقرار الحاج الذهني والبدني، فينعكس ذلك على السلوكيات والنفسيات، وينتج عنه عدم الاستقرار الفكري والإرهاق والتشتت الذي يؤدي للخلل والخوف والرهبة وعدم الاطمئنان والبعد عن السكينة التي ينبغي نشرها في صفوف الحجاج وأوساطهم لدعم جوانب الاستقرار ووضوح الرؤية في رحلة الفريضة التي قد تكون الأولى والأخيرة لبعضهم. الدروس والمحاضرات وأشارت الوزارة إلى أن الحاج القادم من الخارج عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية سيحصل على كتابين وشريط مدمج في فترة القدوم ومصحف وشريط وأربعة كتب إرشادية عند المغادرة وفي المشاعر المقدسة سوف يستفيدون من البرامج المختلفة التي يقدمها دعاة التوعية في الحج لضيوف الرحمن من الندوات والدروس والمحاضرات في جميع مناطق المملكة ومكةالمكرمة والمدينة المنورة والمساجد الواقعة في أماكن ومواقع تجمع الحجاج ومساكنهم. وبينت الوزارة ان توعية الحجاج تتم عبر الحافلات بأفلام وأشرطة تعليمية بلغات عالمية مختلفة، ومن خلال مراكز التوعية وكبائن إجابة السائل والرد على أسئلة واستفسارات الحجاج عبر الهاتف المجاني 8002451000 وكذلك خدمة مناسك للتوعية الآلية 8002488888 .