أدت جموع غفيرة من المواطنين والمقيمين، يتقدمهم أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، الصلاة أمس في المجمع الخيري بمركز تندحة شرق منطقة عسير، على جثمان قائد اللواء ال18 الشهيد اللواء ركن عبدالرحمن بن سعد الشهراني، الذي استشهد أول أمس، إثر تعرضه لنيران معادية عشوائية في منطقة جازان، بحضور رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن عبدالرحمن البنيان، ووكيل إمارة منطقة عسير سليمان الجريش، ومحافظ خميس مشيط سعيد بن مشيط. كما قام سموه بنقل تعازي ومواساة القيادة إلى أسرة الرائد طيار علي بن محمد القرني، الذي استشهد إثر سقوط الطائرة العمودية، أثناء أدائه واجب الدفاع عن المملكة على الحد الجنوبي بقطاع جازان. مشيرا إلى أن الفقيد استشهد مدافعا عن دينه ووطنه، سائلا الله تعالى أن يتقبله برحمته وعفوه ويسكنه فسيح جناته. من جهتهم عبر ذوو الشهيد عن شكرهم وامتنانهم للقيادة الحكيمة على مواساتهم وتعازيهم التي كان لها بالغ الأثر في نفوسهم. وبعد الصلاة على الشهيد، الشهراني نقل أمير عسير لذوي شهيد الواجب تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونائبه الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، قائلا "نعزي أنفسنا ونعزيكم في استشهاد ابن الوطن المخلص، الذي كان قدوة حسنة، ومثالا يقتدى في الاستقامة، والإخلاص، والتفاني، ونال الشهادة في ميدان العز والشرف، مدافعا عن تراب هذا الوطن وأمنه". سائلاً الله العلي القدير أن يتقبله بقبول حسن، وأن يربط على قلوب أهله، وأن ينزله منزلة الشهداء والصديقين. "الوطن" التقت والد الشهيد، سعد أبوجرفة الشهراني الذي قال إن ابنه سجل فخرا وبطولة له ولأسرته وللوطن، وأن فاجعة استشهاده كبيرة ومؤلمة، لكن بلسم تلك الفاجعة أنه استشهد في الصف الأمامي بأرض المعركة، مؤديا واجبه الديني والوطني. شهادة العز والشرف وأضاف "ابني اختار السلك العسكري منذ تخرجه في المرحلة الثانوية، كان دائما متفائلا محبا لعمله، رغم ظروف تنقلاته المستمرة، وارتباطه الكبير بعمله، إلا أنه كان يؤكد لنا دائما أنه سعيد بمجاله العسكري، وأن تنقلاته ومسؤولياته العملية التي تبعده عنهم كثيرا لا تمنع إحساسه بالسعادة، كونه رجل أمن يؤدي واجبه وأمانته تجاه دينه ووطنه وقيادته". وتابع بالقول إن ابنه كان يتواصل معه بشكل يومي، للاطمئنان على صحته وحاله وصحة جميع أفراد الأسرة، وأن أرض الوطن بخير وقوة. وكان يطالبه دوما بعدم القلق، وأنه وزملاءه في واجب وطني محفوف بالفخر والشرف. تضحيات وتفان بدوره، أكد شقيق الشهيد، عوضة الشهراني، أنهم رغم الفاجعة إلا أنهم فخورون بأن أخاهم عاش خادما لدينه ووطنه ومليكه، وأنهى خدمته العسكرية شهيدا في أرض المعركة، دون تهاون أو تخاذل. وأضاف أن شقيقه كان يتواصل بشكل يومي مع والده وأسرته وأشقائه، إضافة إلى حرصه الدائم على صلة أرحامه، رغم انشغاله وارتباطاته الكبيرة، مضيفا أن مشاق عمله لم تدفعه لمنع أحد من أولاده أو أبناء أشقائه عن الالتحاق بالكليات العسكرية لخدمة دينهم ووطنهم ومليكهم، حيث بارك رغبة أحد أبنائه في الالتحاق بالكلية الحربية قبل نحو عامين. طالبة السادس الابتدائي فخورة بوالدها في وقت يقدم الشهيد رسالته تجاه الوطن في أرض المعركة، قدمت ابنته الطالبة خلود، الطالبة في الصف السادس الابتدائي، أثناء الفصل الدراسي الماضي، كلمات الاعتزاز والفخر بوالدها وزملائه المرابطين في الحد الجنوبي، أثناء تقديمها كلمة صباحية في الإذاعة المدرسية، وقالت "أقدم كلمة شكري لقادة هذا الوطن، وولاة أمرنا، وأسأل الله أن يحفظهم، ويحفظ جنودنا البواسل الذين يدافعون عن بلادنا، ويقدمون أرواحهم دفاعا عن هذا الوطن الغالي والحبيب، وأقدم الشكر لوالدي المرابط على الحدود الجنوبية، حفظه الله من كل مكروه، وحفظ الله وطننا من كل شر وكل أعداء، وأقول له أنا فخورة بك يا أبي وبجنودنا الذين يدافعون عن بلادهم".