لم يجد المتمردون الحوثيون وصفا للغارات المكثفة التي تشنها عليهم طائرات التحالف التي دكت مواقعهم ونسفت أسلحتهم، سوى أنها "عنيفة"، وقالت وكالة أنباء "سبأ" اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ اقتحامهم العاصمة صنعاء في سبتمبر من العام الماضي إن 45 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من مئة في حصيلة أولية، وأضافت أن القصف الذي استهدف مبنى القيادة العامة الخاضع لسيطرتهم كان "عنيفا جدا وغير متوقع". مشيرة إلى أن المبنى الكائن بمنطقة التحرير وسط العاصمة صنعاء دمر تماما. وكانت مصادر ميدانية أكدت أن قتلى المتمردين في تلك الغارة بلغ 83 قتيلا، إضافة إلى مئات القتلى، وعزت السبب في ارتفاع عدد القتلى والجرحى إلى أن الغارة كانت مفاجئة وغير متوقعة من الانقلابيين. إلى ذلك، واصلت طائرات التحالف قصفها مواقع ميليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في عدد من المدن والمحافظات اليمنية، ما أدى إلى مقتل عشرات المتمردين، وإصابة المئات بجروح، حالة كثيرين منهم حرجة. يأتي ذلك فيما واصل مقاتلو المقاومة الشعبية صمودهم الكبير في وجه الانقلابيين الحوثيين المسنودين بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وأرغموهم على التراجع من كثير من المواقع، بعد مواجهات شرسة أسفرت عن تكبد الإرهابيين كثيرا من القتلى والجرحى. فوضى المتمردين ففي عدن، شنت طائرات التحالف الذي تقوده المملكة لردع المتمردين الحوثيين وفلول المخلوع، ودعم الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، غارات عنيفة على مواقع الانقلابيين شمال المحافظة، وأشارت مصادر ميدانية إلى أن الهجوم الذي استهدف المنطقة الصحراوية الواقعة بين حي العريش شمال مطار عدن، وحتى منطقة صلاح الدين ورأس عمران، أدى إلى تساقط عشرات القتلى وسط الإرهابيين، وأضافت أن الهجوم أحدث حالة من الفوضى وسط المتمردين، لأنه كان خاطفا ومباغتا، ما أدى إلى هروب الانقلابيين في اتجاهات متفرقة، وهو ما أتاح لمقاتلي المقاومة الشعبية الفرصة لشن هجوم مكثف عليهم، أسفر عن وقوع قتلى إضافيين. عشرات القتلى أما في العاصمة صنعاء فذكرت المصادر أن عدة غارات للتحالف استهدفت فجر أمس مواقع عسكرية موالية للمخلوع صالح شرقي المدينة، منها معسكر التطوير بمنطقة صرف، ومعسكر جبل الطويل وخشم البكرة. مضيفة أن عدد القتلى بلغ 57 على الأقل جراء قصف مواقع عسكرية في صنعاء. ومن أبرز المواقع التي استهدفتها طائرات التحالف بصنعاء مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في العاصمة صنعاء الذي شنت عليه ثلاث غارات، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين جنود الجيش الموالين للمخلوع صالح. ومضت المصادر بالقول إن غارات طيران التحالف استهدفت شارع الجزائر وتحديدا مكتب القائد السابق لقوات الحرس الجمهوري أحمد علي صالح نجل الرئيس المخلوع، ومنزل وزير الدفاع الأسبق عبدالملك السياني في حي الصافية. وإن الطائرات أعادت غاراتها في وقت متأخر على معسكر الغوش التابع للدفاع الجوي في منطقة ضلاع همدان، ومنطقة المحجر في وادي ظهر. وفي محافظة أبين أغارت طائرات التحالف على عدة مواقع لتجمعات الإرهابيين، حيث تم قصف معسكر اللواء 15 في ضاحية زنجبار بأربع غارات، وشن الطيران غارات على مواقع في مأربوالجوف. وفي محافظة تعز جنوب غرب البلاد، قصف طيران التحالف عدة مواقع قريبة من باب المندب. مواجهات شرسة وعلى صعيد المواجهات الميدانية بين مقاتلي المقاومة الشعبية، والمتمردين الحوثيين المدعومين بفلول المخلوع صالح، تمكن الثوار عقب مواجهات شرسة من إجبار الميليشيات على التراجع باتجاه محافظة لحج، شمالي عدن. وكانت مصادر داخل المقاومة الشعبية أعلنت مقتل وإصابة نحو 27 مسلحا خلال هجوم في منطقة المحاريق بمديرية دار سعد بعدن. مضيفة أن امرأة ورجلا مسنا قتلا في قصف لقوات التمرد على أحياء سكنية في عدن. وتابعت بالقول إن القصف بقذائف الهاون استهدف منطقة الكثيري، بينما سقطت قذيفتان في منطقة التقنية أسفرتا عن إصابات في صفوف المدنيين وأضرار مادية بالمنازل في المنطقة. وفي تعز، قالت مصادر محلية إن المقاومة الشعبية قصفت بالقذائف تجمعا لمسلحي الحوثي في منطقة صينة غرب مدينة المدينة، ما أسفر عن مقتل ثمانية مسلحين حوثيين. مشيرة إلى أن القتلى سقطوا إثر عملية نوعية نفذتها المقاومة في منطقة تمركز المتمردين. وأضافت المصادر أن ميليشيات الانقلابيين قصفت بالأسلحة الثقيلة أمس حي الروضة. وأن القصف الذي اتسم بالعشوائية على حي الروضة أدى إلى مقتل عشرة مدنيين وسقوط عشرات الجرحى. وفي محافظة الضالع الجنوبية، لقي 17 من المسلحين مصرعهم، وتم اعتقال 12 آخرين في أعقاب مواجهات مستمرة منذ أول من أمس. وأعلنت المقاومة سيطرتها على مواقع في منطقة سناح بالمحافظة. أما في عدنجنوبي البلاد التي يحاصر المتمردون غالبية مداخلها منذ فترة، فأعلنت المقاومة الشعبية سيطرتها على مواقع كانت تحتلها ميليشيا التمرد في جبهة العريش قرب معسكر الصولبان. وقالت إن المعارك أسفرت عن مقتل اثنين من أفرادها وعشرات من المسلحين، إضافة إلى تكبيد الجماعة خسائر كبيرة في العتاد العسكري. وأضافت مصادر المقاومة أن مجموعة من مسلحي الحوثي وصالح فروا في اتجاه مزارع بير فضل بعد معارك في المنطقة، وأن المقاومة وطيران التحالف يطاردان هذه المجموعات. وقالت المقاومة أيضا إنها تلقت تقارير تفيد بإقدام عدد من أتباع صالح على رفع أعلام تنظيم القاعدة بمديرية المنصورة في مدينة عدن. وأوضحت أنها تهدف بذلك إلى تأليب العالم على المقاومة ومنح الحوثيين ذريعة لقتل الأبرياء. محرقة الكمائن وعلى صعيد محافظة البيضاء وسط اليمن، أعلنت المقاومة الشعبية أنها سيطرت فجر أمس على مواقع للانقلابيين في الظهرة والشقيق بقيفة، كما أحرقت عربة عسكرية في نجر، بين خبزة وحمة صرار. كما أفادت مصادر قبلية في وقت سابق باندلاع مواجهات عنيفة في ساعة مبكرة صباح أمس بين الإرهابيين وعناصر المقاومة الشعبية في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء. وفي شبوة، قال مصدر قبلي إن عددا من القتلى والجرحى وسط المتمردين سقطوا أمس، في هجوم شنته المقاومة الشعبية على نقطة مثلث النقبة التي يتمركز فيها الحوثيون وقوات صالح، فيما فجر المتمردون منزلي الشيخين خالد هضبان وعفرج هضبان المناهضين لهم في محافظة الجوف شمال البلاد. كما ذكرت مصادر صحفية أن عددا من القتلى والجرحى سقطوا في صفوف المتمردين إثر استهداف المقاومة الشعبية دورية لهم في منطقة الكورنيش بمحافظة الحديدة غربي اليمن. أما في محافظة إب، فواصل الثوار سياسة نصب الكمائن للمتمردين، والتي تسببت في مصرع المئات منهم، وتدمير عشرات الآليات والدبابات، حيث يستفيد مقاتلو المقاومة الشعبية من معرفتهم بتضاريس وجغرافيا المنطقة، وهو ما يجهله المتمردون الذين يجدون أنفسهم فجأة في مرمى نيران الثوار. وقالت مصادر ميدانية إن المقاومة نصبت كمينا في مدينة إب، حيث هاجمت سيارة تحمل عددا من مسلحي ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح كانوا في طريقهم إلى مدينة تعز، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين. وأضافت المصادر أن 25 من المتمردين ألقوا أسلحتهم وسلموا أنفسهم للثوار. عقوبات أوروبية وفي سياق منفصل، أعلن الاتحاد الأوروبي ضم زعيم الحوثيين عبدالملك، ونجل المخلوع أحمد علي عبدالله صالح، إلى قائمة العقوبات، حيث يحظر دخولهما تراب الاتحاد الأوروبي إضافة إلى تجميد أرصدتهما. وأوضح الاتحاد في بيان أن عبدالملك قام بنسف اتفاقية السلم والشراكة، وسهل نجل الرئيس السابق توسع المتمردين ودعمهم بتعبئة القوات النظامية من أجل مساندتهم. وتضم قائمة العقوبات، منذ ديسمبر الماضي، اثنين من الحوثيين وعلي عبدالله صالح.