إن قرار وقف الحرب في اليمن خمسة أيام هو في حد ذاته قرار شجاع، إنساني، لا يصدر إلا من حكيم حليم، ولكن الحوثيون وميليشيات صالح يستغلون هذه الهدنة، بعدم التزامهم وتوغلهم في المدن الجنوبية، ونحن نحذر من غدر الحوثي وعفاش، إذ لا أمان لهما ونناشد دول التحالف العربي ألا يتم الانتقال إلى العمل السياسي والحوار إلا بعد سحب كل أفراد وجنود الحوثي وعفاش من الجنوب وتعز وصنعاء. إن خادم الحرمين الشريفين يستحق من كل اليمنيين تحية إجلال وتقدير، لأنه أعاد الأمل إلى اليمنيين من خلال عاصفة الحزم وكذا "إعادة الأمل"، والحمد والشكر لله الذي أيده بنصره وتوفيقه. ما يدور اليوم هو حرب بين الحق والباطل، وبالنسبة للجنوب حرب وجود، لا حرب حدود، وهي انتفاضة الخير ضد الشر، ولنا أن نتذكر أن الحوثي وصالح عبثيان ومجرمان إذا أتيحت لهما الفرصة، ونتذكر اليوم الذي أعلنا فيه البيان الدستوري الانقلابي، نتذكر احتجازهما الرئيس الشرعي هادي ورئيس الحكومة بحاح، وكذا إرغام الجميع طوعا وكرها على الموالاة لهما، وفي الأخير اجتياح الجنوب، وبالأخص لحج والضالع وعدن وشبوة. إنهما يحملان مشروعا مجوسيا استراتيجيا خبيثا مقاصده الكبرى اليمن والخليج، أتطلع وأرجو ألا تخمد الحرب جذوتها، ولا يسكن لهيبها عليهما إلا بالنصر المبين، إذ تقهقر الحوثيون وصالح وأصبحوا وأمسوا من كهف إلى كهف، وانهارت قواهم وانكسرت شوكتهم وأُرهقوا، فالوضع سيئ للغاية بالنسبة لهم، وهذا بما كسبت أيديهم، وأصبحت المدن تفتقد إلى أبسط مقومات الحياة من ماء وكهرباء وغذاء وأدوية.. إلخ. انقلب السحر على الساحر، وبدأت المقاومة في المدن، وستشتعل عليهم في اليمن عامة. اليوم يمارس الحوثي كل الأساليب الفاشية والمحرمة، من قتل وقنص للنساء والأطفال والشيوخ والشباب، وهدم وإحراق للمنازل، وتشريد وتهجير للمدنيين. تصرخ النساء والأطفال والعجزة والمرضى، الوضع الإنساني سيئ في الجنوب خاصة واليمن عامة، فهل يعود الحوثيون إلى رشدهم ويحترمون الهدنة أم لا؟ أبناء عدن والجنوب اليوم يسطرون ملاحم قتالية بإمكانات شحيحة، وبأسلحة خفيفة أمام عتاد عسكري كبير، وجيش رباه صالح 33 عاما لضرب اليمنيين والموالاة الشخصية، ويعد استبسال أبناء الجنوب المقاوم للحرب القادمة من الشمال "الحوثي وعفاش" هي من أجل الحياة والحرية، ومن أجل العقيدة والتوحيد. إن موقف الملك سلمان ودول التحالف هو دَين في رقابنا ما عشنا وعاش أولادنا وأحفادنا، وسيسجل التاريخ بحروف من ذهب هذا الموقف العظيم، ونحن نبايع الملك وولي عهده وولي ولي العهد، للدفاع عن العقيدة والأرض والعِرض والإنسان من عبث العابثين الفارسيين المجوسيين المجرمين وأعوانهم الحوثيين المنحرفين عقائديا وأخلاقيا. فبعد قمة قادة الخليج وأوباما في كامب ديفيد، نتمنى أن نرى نتائج تضع حدا للتدخل الإيراني في اليمن، إذ إن أمن اليمن مرتبط ارتباطا وثيقا بأمن الخليج، نتمنى أن نرى مواقف أميركية أكثر وضوحا تجاه النشاط الإيراني وحلفائهم في المنطقة عامة، والذي يهدد الأمن الدولي والإقليمي كله.