يحرز رجال المقاومة الشعبية والجيش المؤيد للشرعية في محافظة شبوة جنوبي اليمن، انتصارات كبيرة ضد ميليشيات الانقلابيين، ويسجلون بطولات كبيرةً، بعيداً عن الأضواء والظهور الإعلامي. وأوضح مصدر في المقاومة الشعبية، تحدث إلى "الوطن" أن المقاومة وجهت ضربات قاصمة طالت الانقلابيين الحوثيين وميليشيات حليفهم المخلوع علي عبدالله صالح خلال الفترة الماضية، من خلال تحرير رجال المقاومة لمناطق يسيطر عليها الانقلابيون، وفرض حصار مطبقٍ على مناطق ومدن لا تزال تحتلها الميليشيات. وأشار المصدر إلى أن رجال المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية تمكنوا خلال اليومين الماضيين من استعادة منطقة "المصينعة" وطرد ميليشيات الحوثي والمخلوع، بعد معارك عنيفة أسفرت عن مقتل 80 متمردا وإصابة مئات آخرين. وبدأت المواجهات في المنطقة، عقب أن دخلها الحوثيون وميليشيات صالح قبل خمسة أيام وقاموا بتفجير منزل شيخ المنطقة. وأضاف المصدر أن عدداً من القادة العسكريين ومشايخ القبائل، من بينهم الشيخ صالح بن فريد العولقي، والشيخ عوض بن عشيم العولقي، هم من قادوا معركة تحرير المصينعة، ويقودون حالياً معركة التقدم إلى عتق، بعد أن فر الانقلابيون. مضيفاً أن قوات المقاومة، تتقدم في الوقت الراهن صوب مدينة "عتق"، عاصمة محافظة شبوة لتحريرها من قبضة الانقلابيين، بعد أن سيطروا عليها في التاسع من أبريل المنصرم، بمساعدة قادة عسكريين ومسؤولين محليين من أبناء المحافظة، موالين للرئيس المخلوع. وتحدث المصدر عن حصار مُطبق يفرضه رجال المقاومة على المدينة منذ سيطرة الانقلابيين عليها، وأن مهاجمة المتمردين للمصينعة كانت محاولة منهم لفك الحصار المفروض عليهم، والعمل على تأمين خط إمداد لهم من هذه المنطقة التي تقع غرب عتق، إضافة إلى محاولتهم التمدد باتجاه مناطق العوالق، لكنهم فشلوا في ذلك، حسب قوله. وأكد على الدور المهم الذي تلعبه طائرات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، في مساندة جبهة المقاومة من خلال استهداف الإمدادات التي يحاول الانقلابيون إيصالها إليهم، وقصفها للمواقع التي يتمركزون فيها بعاصمة المحافظة. وبإمكان المتابع لتغطية وسائل الإعلام، أن يلحظ ضعف الحديث عن التقدم الذي يحرزه رجال المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية في شبوة، لكن المصدر برر ذلك ل"الوطن" بالقول "لسنا ممن يحب الظهور الإعلامي، نحن نميل إلى أن نجعل الأرض التي نسيطر عليها وندحر الانقلابيين فيها هي من تتحدث عنا، وما عدا ذلك لا يهمنا". واشتهر أبناء شبوة اليمنية بشراستهم، ورفضهم الخنوع، وعدّ مراقبون يمنيون مغامرة الانقلابيين بمحاولة إخضاع المحافظة لسلطاتهم، بمثابة انتحار لمسلحيهم وإيذان بنهاية حكمهم.