أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس قرارا بتعيين رئيس الوزراء الأسبق خالد بحاح نائبا له، في خطوة قال مراقبون إنها تهدف إلى تحسين فرص التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة. وقال مصدر يمني مسؤول "تعيين بحاح قد يساعد في إيجاد حل سياسي، في إطار الجهود الرامية لاستئناف عملية الحوار التي ترعاها الأممالمتحدة". ويحظى بحاح بقبول واسع بين مختلف الفصائل السياسية في اليمن، وينظر إليه كثير من المحللين على أنه الشخص الذي يستطيع تهدئة التوتر وإقناع المتمردين بالجلوس إلى طاولة التفاوض. في سياق ميداني، أعلنت قبائل شبوة وأبين ولحج النفير العام لمقاتلة المتمردين، وأشارت قبائل يافع في محافظة أبين إلى أنها جهزت دفعة ثالثة للالتحاق بأبناء القبيلة في عدن، لمساندة رجال المقاومة الشعبية، كما دعت قبائل محافظة شبوة إلى النفير لمواجهة التمدد الحوثي في مناطق المحافظة. وأشارت مصادر محلية إلى أن المئات من مسلحي القبائل بدأوا الاحتشاد في ضواحي مدينة عتق مركز محافظة شبوة التي دخلها المتمردون، وأن الاستعدادات تجري لشن هجوم شامل ضد ميليشيا الحوثي وقوات صالح في المحافظة. ولفت أحد مشايخ قبائل محافظة إب، ويدعى الشيخ محمد عوْسج إلى أن المتمردين بدأوا في معاقبتهم لتأييدهم العلني للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، إذ فجروا أول من أمس منزل الشيخ نعمان البرح الذي دعا إلى إخراج المتمردين من المحافظة. وأضاف أن الانقلابيين يسعون إلى منع محاولات قبائل شبوة ومأرب إنشاء جيش لوقف طموحات الحوثيين. وعلى صعيد عدن، تمكن رجال المقاومة الشعبية من طرد المتمردين من غالبية المواقع التي سيطروا عليها، مثل أحياء كريتر وخور مكسر، ونصب المقاومون كمينا لمركبة عسكرية أمام معسكر بدر في خور مكسر واستهدفوا ركابها بنيران كثيفة، ما أدى إلى مصرع 15 منهم. وفي المنطقة الفاصلة بين عدن ولحج، في منطقة مصنع الحديد، تصدت قوات المقاومة الشعبية لرتل من الحوثيين كان يحاول الوصول إلى عدن، غير أن رجال القبائل تصدوا للرتل وأوقفوا تقدمه، عقب مواجهات أسفرت عن سقوط 10 قتلى وسط المتمردين. كما دارت اشتباكات عنيفة قرب منطقة المعلا، وذلك عندما حاول المتمردون التقدم باتجاه الميناء، إلا أن قذائف المقاومة ردتهم على أعقابهم. وفي مدينة تعز، أكدت مصادر محلية مقتل 17 جنديا وإصابة تسعة آخرين من قوات الرئيس المخلوع ومسلحي الحوثي، في كمين نصبته عناصر المقاومة الشعبية في المدينة بجوار محطة كهرباء خدير، هو الثالث من نوعه خلال ساعات، إذ استهدفت المقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي قوات الحوثيين والمخلوع في أماكن عدة. وفي نفس المدينة، خرج آلاف السكان في مظاهرات حاشدة تضامنا مع مدينة عدن، ودعا المتظاهرون إلى تشكيل كتائب شعبية تتجه نحو المدينة لمساعدة أهلها على طرد الانقلابيين، كما جددوا تأييدهم لعملية عاصفة الحزم التي تقودها المملكة ضد مسلحي الحوثي والقوات الموالية لصالح. وفي مدينة الحديدة، هزت ثمانية انفجارات ضخمة المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر، استهدفت مقر الدفاع الساحلي والمطار العسكري، والدفاع الجوي جنوب المطار، ومعسكر القوات الخاصة، التي يسيطر عليها الحوثيون. وقالت مصادر من داخل المدينة إن مئات المتمردين الحوثيين فروا من مواقعهم بسبب شدة الانفجارات. وعلى صعيد محافظة إب، قال مصدر أمني رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن عدد القتلى في الاشتباكات المستمرة منذ مساء الجمعة الماضي بين مقاتلي لجان المقاومة الشعبية والمتمردين بلغ 34 حوثيا، مقابل ثلاثة من مسلحي القبائل. وأضاف المصدر: إن الاشتباكات تركزت في مناطق صهفر والصوفة وسحبان وقيضان بمديرية المخادر.