واصلت المقاومة الشعبية في اليمن تحقيق تقدمها السريع على حساب المتمردين الحوثيين المدعومين بجنود الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في عدن وشبوة، إذ سيطرت على مزيد من الألوية العسكرية التي كانت تدعم الخارجين عن الشرعية. يأتي ذلك بينما استمر الانقلابيون في استهداف مرافق البنية التحتية بشكل ممنهج. وكشفت مصادر من داخل محافظة شبوة أن مقاتلي لجان المقاومة الشعبية تقدموا أمس في منطقة بلحاف النفطية وسيطروا على اللواء 27 ميكا، بعد معارك عنيفة مع الجنود. واللواء الثاني مشاة جبلي الذي استسلم جنوده وأعلنوا دعمهم الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي. وكشفت المصادر أن عدد الجنود الذين سلموا أنفسهم بلغ 35 جنديا. كما أعلن قائد أركان اللواء 11 بحرس الحدود تأييده الشرعية، يأتي هذا بعدما أعلن كل من اللواء 111 و112 مشاة التابعين للمنطقة الثالثة والمرابطين في محافظة مأرب، ولاءهما للشرعية، إذ شاركوا أمس في القتال جانب مقاتلي القبائل ضد القوات المتمردة. كما أعلن اللواء 315 في وادي حضرموت ولاءه للشرعية. ففي عدن استسلم 23 حوثيا كانوا يحتمون بمباني القنصلية الروسية في خور مكسر بعدن. وسلموا أنفسهم لقوات المقاومة، وكانت مساجد خور مكسر وجهت نداء لمسلحي الحوثي بتسليم السلاح والاستسلام مقابل إعطائهم الأمان. وأكدت مصادر محلية أن المتمردين بادروا إلى تسليم أنفسهم للقائمين على مسجد أبي ذر الغفاري، بعدما طلب مندوبهم الأمان، وتمت الموافقة على معاملتهم وفق القانون. بينما واصلت كل مآذن خور مكسر في توجيه النداء للمتمردين لتسليم أنفسهم. وعلى صعيد المواجهات المستمرة في المدينة، استهدف الحوثيون محطات الكهرباء ومبنى الاتصالات الرئيس بهدف تدميرهما لإشاعة حالة من التذمر وسط السكان. وكان المتمردون استهدفوا في وقت سابق الأنابيب الرئيسة التي تمد المدينة بالمياه، ما أدى إلى انقطاع المياه عن معظم أحيائها. إلى ذلك، أفادت مصادر من وزارة الدفاع اليمنية بأن عدد قتلى القوات الموالية لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في عدد من مدن الجنوب بلغ حتى التاسع من هذا الشهر 627 عنصرا، وذلك خلال المواجهات التي اندلعت منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وفي محافظة شبوة شهدت مناطق عدة أمس غارات هي الأعنف منذ بدء عاصفة الحزم، استهدفت مواقع ألوية عسكرية موالية للرئيس المخلوع، ما أدى إلى إيجاد حالة من الرعب وسط الجنود الذين هربوا في كل الاتجاهات، وتلقتهم نيران المقاومة، فقتلت كثيرين منهم بينما استسلم عشرات آخرون. في غضون ذلك، أكد قائد تحالف قبائل شبوة الشيخ عوض عسيم العولقي استمرار الاستعدادات لطرد ميليشيات الحوثي من مدينة عتق، موضحا أن رجال القبائل يحتشدون بالمئات لتطهير البلدة من المتمردين الذين دخلوها بمساعدة من ميليشيات المخلوع صالح. وعلى صعيد محافظة مأرب، أكدت مصادر محلية أن رجال المقاومة الشعبية سيطروا على موقع مهم للحوثيين على طريق مأرب - صنعاء، مضيفة أن طائرات عاصفة الحزم شنت غارات عدة استهدفت معسكر ماس في مديرية مجزر، وأوضحت المصادر أن المعسكر كان يؤوي عشرات المتمردين المدججين بكميات كبيرة من الأسلحة، وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع فوق سماء المعسكر، تزامنا مع سماع دوي الانفجارات. كما دارت اشتباكات في المحافظة نفسها بين المقاومة الشعبية والحوثيين في منطقة مدغل، استخدم خلالها المتمردون لفك حصار المقاومة الممتد عبر ثلاث جبهات. أما في تعز فلقي 20 من المتمردين مصرعهم في كمينين منفصلين نصبتهما قوات المقاومة في منطقة الجند شمال مدينة تعز، لتعزيزات عسكرية للانقلابيين وميليشيات المخلوع، كانت قادمة من مدينة القاعدة في محافظة إب. وفي محافظة البيضاء قصف المتمردون محطة الكهرباء الرئيسة، ما أدى إلى إصابتها بأضرار بالغة.