تبقت ثلاث جولات على نهاية دوري عبداللطيف جميل لكرة القدم والسباق على اللقب الكبير لم ينته، إذ انحصرت المنافسة بين المتصدر وحامل اللقب النصر صاحب ال57 نقطة، يليه الأهلي الوصيف بفارق نقطتين وينتظر أي تعثر للنصر ليقبض على الصدارة خلال الجولات الثلاث المتبقية من عمر الدوري السعودي. وبالنظر لجدول المباريات للمتصارعين على اللقب، نجد أن النصر سيواجه الفيصلي في المجمعة والهلال في الرياض والشباب في الرياض، ويتعين على الفريق النصراوي تحقيق العلامة الكاملة بالنقاط التسع والفوز بالثلاث مباريات دون النظر لنتائج منافسه الأهلي، بيد أن ذلك لن يكون سهلا تحديدا أمام الغريم التقليدي الهلال، الذي يسعى لرد اعتباره من خسارته في الدور الأول من المسابقة وتحديدا في الجولة ال11 التي انتهت لصالح النصر بجزائية محمد السهلاوي. في المقابل، يبدو أن طريق الأهلي لن يكون مفروشا بالورود، بالذات وهو أمام مباريات ليست بالسهلة رغم أن جميعها ستكون على ملعبه في جدة، حيث سيلعب أولا أمام الفتح ثم مع التعاون وأخيراً أمام الغريم التقليدي الاتحاد، إذ إن الأخير لن يقبل أن يتوج نده من أمامه على ملعب الجوهرة المشعة في 15 من مايو المقبل. ويتوجب على الأهلي الفوز بالمباريات الثلاث للظفر بالنقاط التسع كاملة، على أمل أن يتعثر النصر ولو بالتعادل بإحدى مبارياته الثلاث ما يعني أن يتوج الأهلي بلقب الدوري الغائب عن خزائنه منذ عام 1982م. وأمام كل ذلك سيكون الجمهور الرياضي السعودي على موعد مع الإثارة والندية والتنافس مع اقتراب منافسات دوري عبداللطيف من الختام. ويرى الناقد الرياضي صالح الحمادي أن النصر يعد الأقرب لنيل لقب الدوري هذا الموسم حسابيا لفارق النقطتين الذي يفصله عن مطارده الأهلي، منوها إلى أن أمور الحسم بيد النصر لا بيد الآخرين، وقال: "من ناحية تنافسية بالنظر للمباريات المتبقية تجعل الفرصة ربما تكون متاحة لصالح الأهلي أكثر من النصر، وخلال الفترة الراهنة لا يوجد فريق يوازي النصر والأهلي بالأداء الفني سوى الهلال ولو كان في طريق الأهلي حاليا لكان عقبة قوية، وبما أنه الآن في طريق النصر سيكون عقبة صعبة"، وتابع: "الهلال هو الفريق الوحيد الذي بإمكانه أن يحدث فارق في لقب الدوري ويقف عقبة أمام النصر وتبقى الاحتمالية واردة بشكل كبير بوجهة نظري". وعاد الحمادي بالتاريخ لعام 1983م، حينما كان الهلال ينتظر تتويجه بلقب الدوري ذلك الموسم وكان يواجه النصر في المباراة الأخيرة من الدوري، وحينها كان الاتفاق ينتظر تسلمه الميداليات الفضية الخاصة بالمركز الثاني، منوها أن نتيجة تلك المباراة كانت عكس المتوقع بفوز النصر بهدفي محمد سعد بخيت الذي أجل اللقب للاتفاق بدلا من الهلال الذي كان لزاما عليه تحقيق الفوز للتتويج باللقب، وقال: "الهلال ربما يرد اعتباره خلال مباراته مع النصر في الجولة قبل الأخيرة ولو بالتعادل ويؤجل البطولة للأهلي، وكل الاحتمالات واردة". وشدد الحمادي إلى أن المفاجآت قد تحدث في المباريات غير التنافسية للأهلي والنصر في الثلاث جولات الأخيرة من الدوري ويحدث ما كان غير متوقع، منوها أن جمالية كرة القدم بتنافسيتها ومفاجآتها. من جانبه، يرى الناقد الرياضي مدني رحيمي، أن النصر أقرب للقب شريطة أن يتجاوز الهلال، الذي وصفه بالفريق غير السهل في الفترة الحالية، وقال: "حظوظ النصر تبدو أكبر وأعتقد أنه سيتعامل بجدية كاملة مع مبارياته المقبلة، وسيضع كل قواه عليها لتحقيق ذلك، وأرى أنه سيتجاوز الفيصلي بالنظر لفارق الإمكانات، وفي المباراة الأخيرة لن يواجه صعوبة كبيرة أمام الشباب، في حين أن مباراة النصر أمام الهلال ستكون في غاية الصعوبة والفوز عليه لن يكون سهلا، ومن المنتظر أن تكون هذه المباراة تحت الأنظار أكثر من غيرها". وعن الأهلي، قال رحيمي: "لن يواجه الأهلي صعوبة في مباراتيه أمام الفتح ثم التعاون، وتكمن الصعوبة في المواجهة الأخيرة أمام الاتحاد ولن يكون ممرا سهلا للأهلي بالنظر للتنافس التقليدي بين الجارين بغض النظر عن المستوى الفني الذي يصب لصالح الأهلي، وأتوقع أن تحفل الجولات الثلاث الأخيرة بالإثارة والندية".